امراة تحمل صورة سليماني خلال تشييعه في بغداد (أ ف ب)
امراة تحمل صورة سليماني خلال تشييعه في بغداد (أ ف ب)
الأحد 5 يناير 2020 / 00:51

تقرير أمريكي: لا تنسوا يد سليماني في هجمات 9/11

أقدمت إيران على "تسهيل" تحركات عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابيين عبر أراضيها، بما فيهم العناصر المتورطين بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وعمدت لسنوات على غض النظر على عمليات تمرير الأموال والأسلحة، بحسب تقرير تقصي أحداث 11 سبتمبر ومستندات أسامة بن لادن الداخلية.

وذكّر تقرير نشره موقع "واشنطن تايمز" الأمريكي بأن قائد فيلق القدس الإيراني، المقتول قاسم سليماني، لا بد أن يكون لديه علم وقد يكون أدار بعض العلاقات الإرهابية، خصوصاً أنه استلم منصبه منذ 1998.

وتقول بعثة تقصي حقائق هجمات 11 سبتمبر (أيلول) أن هناك "مؤشرات قوية تشير إلى أن إيران سهلت مرور عناصر تنظيم القاعدة من وإلى أفغانستان قبل وقوع الهجمات، بما فيهم بعض الأعضاء الذين شاركوا في خطف الطائرات المدنية".

وكان سبق لبن لادن أن وصف إيران بـ"ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ".



ويقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد أمريكان إنتربرايز، مايكل روبن، إن أياً من هذا لم يكن ليحدث لولا بركات الجنرال سليماني، بسحب التقرير.

ويتابع بأن سليماني كان ثاني أقوى رجل في إيران بعد المرشد الأعلى" "لم يدر فقط العمليات الخارجية وتلك التي تنطوي على علاقات إيرانية مع الجماعات الإرهابية، بل صاغها وطورها. ولم تكن هناك عملية واحدة مهمة موافق عليها إلا وكان مشرفاً عليها ".

ويشير إلى أن تأثيره لم يكن محصوراً فقط بالأذرع الإيرانية في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن فحسب، بل أيضاً كانت له علاقات مع تنظيم القاعدة.

بكل بساطة، بحسب روبن، لم يكن خاطفو طائرات هجمات 11 سبتمبر (أيلول) قادرين على التدريب في أفغانستان لولا دعم سليماني ولإعطائهم إمكانية المرور الحر داخل إيران. وينطبق الشيء نفسه على الملاذ الآمن الذي خلقته إيران لاحقاً لكبار نشطاء تنظيم القاعدة في قواعد الحرس الثوري الإيراني داخل إيران.



ينشئ فيلق "القدس" المجموعات الإرهابية في المنطقة ويعمل على مواءمتها، وتدريبها، وتمويلها وتوجيهها كما هي الحال اليوم في العراق.

أولى تقرير لجنة 11 سبتمبر (أيلول) الذي صدر في 2004 اهتماماً وثيقاً بكيفية تحرك إرهابيي بن لادن من أفغانستان وإليها، والتي يقع مقرها الرئيسي في تحالف مع نظام طالبان المخلوع الآن.

ولفت تقريرها إن مسؤولي حماية الحدود الإيرانية تلقوا أوامر بعدم ختم تأشيرات المسافرين من القاعدة.

ونقل التقرير "استعداد المسؤولين الإيرانيين لتسهيل سفر أعضاء تنظيم القاعدة عبر إيران، وهم في طريقهم من أفغانستان وإليها". على سبيل المثال، سيتم إخبار مفتشي الحدود الإيرانيين بعدم وضع أختام أمنية على جوازات سفرهم.

وعلى الرغم من أن التقرير لم يكشف بوضوح علم السلطات الإيرانية أو أذرعها في المنطقة بأجندة تنظيم القاعدة للهجوم على الولايات المتحدة، إلا أنه كان جازماً بضرورة التوسع بالتحقيقات بهذه المسألة.



وذكر التقرير أيضاً أن عناصر من تنظيم القاعدة تلقوا تدريبات من عناصر تابعة لحزب الله، الذراع العسكري الميليشياوي في جنوب لبنان، الذي يعمل بشكل وثيق مع الجنرال سليماني.

هناك المزيد من الأدلة على علاقة عمل بين إيران والقاعدة تم العثور عليها في ملايين الصفحات من الوثائق التي استولت عليها قوات البحرية البحرية عندما داهمت مخبأ بن لادن في باكستان وقتله في مايو (أيار) 2011.

تظهر الوثائق أن إيران كانت ممراً آمناً حيوياً لأعضاء تنظيم القاعدة للدخول والخروج من المنطقة الباكستانية الأفغانية، حيث كان الكثير منهم في طريقهم لقتل الأمريكيين في العراق.



كان سليماني نشطاً بشكل خاص في 2005 و2011، حيث أرسل عناصر "فيلق القدس" إلى العراق لتدريب أعضاء الميليشيات الشيعية هناك، مثلهم مثل الخلايا الناشطة في العراق اليوم، على كيفية استهداف وتفجير القوات الأمريكية. تقول الولايات المتحدة إن الجنرال سليماني كان مسؤولاً عن 603 من القتلى الأمريكيين وجرح الآلاف.

في رسالة إلى أبو أيوب المصري، زعيم تنظيم القاعدة في العراق في 2007، حذره بن لادن من مهاجمة إيران، لمساعدتها للميليشيات الشيعية، التي حارب بعضها إرهابيي المصري.

ساعدت إيران تنظيم القاعدة بطرق عديدة أخرى، إذ وفرت منزلاً لأحد أبناء بن لادن، سعد وسعيد العادل، قائد عسكري يتبع القاعدة، متهم بتفجير 1998 لسفارات الولايات المتحدة في شرق إفريقيا.