تعبيرية.(أرشيف)
تعبيرية.(أرشيف)
الأحد 5 يناير 2020 / 20:33

نحن العرب يا كويت

الله حفظ الكويت وقيادتها وشعبها حتى لا يغيب فعل الخير عن عالم الناس

في مدارسنا كان المثال الأول الذي يقدمه لنا معلم اللغة العربية على أسلوب الاختصاص هو: نحن - العرب - .. ثم يأتي الخبر حاملاً معنى من معاني الاعتزاز والافتخار. تربية تلقيناها من مناهج الكويت القديمة التي كانت تدرس في مدارسنا. وكانت تأتي إلينا في شكل كتب مدرسية ومدرسين مبتعثين من الكويت. بالإضافة إلى بعثات صحية وأخرى إعلامية.

ما زال للكويت على العروبة فضل لا ننكره، لست أعني هنا – حصراً - الدول الخليجية التي كانت الكويت الشقيقة تمد لها يد العون في وقت العوز. بل أعني جميع الدول العربية، حتى الأوفر حظاً في الثراء، والأقدم في تأسيس الجامعات والمدارس والمستشفيات. الكويت بلد العروبة حقاً.

في عام 1958 أقيمت مباراة في الكويت. لم تكن كأي مباراة عادية في كرة القدم. وقعت بين يدي تذكرة الدخول لتلك المباراة، وقد دون عليها: "المباراة الأولى بكرة القدم التي يقيمها الاتحاد الكويتي لكرة القدم بين منتخب جيش التحرير الجزائري ومنتخب الكويت. ويرصد ريعها لمساعدة عرب الجزائر الأحرار، وذلك يوم الجمعة 28 فبراير 1958".

التاجر الكويتي المشهور عبدالله عبداللطيف العثمان الذي حول منزله إلى متحف، عرض فيه مقتنيات وسجلات توثق لمسيرة الكويت. خصص قسماً خاصاً لمقتنياته وسجلاته، وقد لفت نظري أنه كان يدون في أعلى دفتر سجلاته الرسمية عبارة "كويت – بلاد العرب". وكأنه يوصل رسالة أن العروبة أصل والكويت فرع، العروبة كلٌ والكويت جزء.

ومع ذلك فما لقيته الكويت ممن دعمتهم كان أكبر من الخذلان والنكران. كان الغدر والإساءة. والمحن التي مرت على الكويت من النوع الذي يقوض دولاً. لكن الله حفظ الكويت وقيادتها وشعبها حتى لا يغيب فعل الخير عن عالم الناس.

ليس أبشع من أن تخطتف طائراتك ممن أحسنت لهم ودعمتهم، ليس أقذر من أن يتعرض رئيس الدولة لمحاولة اغتيال. أما الأنكى والأفضع فهو أن تتعرض البلد برمتها للغزو والاحتلال من الجار والأخ الذي دعمته بالسلاح والعتاد على مدى عقد من الزمان.

ومع ذلك فقد نهضت الكويت بقيادتها وعراقتها وأصالتها من هذه المحن أقوى مما كانت مؤمنة بمبادئ العروبة والإحسان، كافرة بالفرقة والغدر. لأن قيم الخير واحدة لا تتجزأ.

"حب الكويت محفور في قلوبنا وأرضنا" هذه عبارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، الذي قال أيضا شعراً معبراً عن العلاقة مع الكويت قيادة وشعباً:

الكويت ودولتي متماسكيــــن مثل ما تمسك يدي بأيد الصباح
ع التعاون ما تفرقنا السنيــــــن والتوحد من فلاح إلى فلاح

فلئن تعرضت الكويت لهذه المحن، فإن بقية العرب الأشراف هم من يذكرون الجميل ولا ينكرون المعروف. وستبقى الكويت بلد السلام والإنسانية والعطاء.