الإثنين 6 يناير 2020 / 14:00

هذا ما خسرته القيادة الإيرانية بعد مقتل سليماني

وصف رئيس المجلس الأمريكي الدولي الدكتور مجيد رافي زاده، مقتل قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني بالضربة القاسية للقيادة الإيرانية، خاصةً لأجهزتها العسكرية، مشيراً إلى أن سليماني كان يُعد الرجل الثاني في إيران بعد المرشد الأعلى علي خامنئي، ويتمتع بنفوذ عظيم في إملاء السياسة الخارجية للنظام الإيراني.

في كل دولة ونزاع إقليمي تقريباً، برز سليماني وهو يلعب دوراً مزعزعاً للاستقرار كي يحول ميزان القوة لصالح إيران

في الواقع، لم يكن سليماني يتباهى حين كتب رسالة للجنرال دايفد بترايوس قال فيها: "عليك أن تعلم أني... أسيطر على سياسة إيران في العراق، لبنان، غزة وأفغانستان. السفير في بغداد، عضو في فيلق القدس. والذي سيحل محله عضو في فيلق القدس".

مهمة قوة القدس
وأوضح رافي زاده في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أن سليماني كان عامل بناء في كرمان وترقى ليصبح ثاني أقوى رجل في إيران بعد 1979، بإظهار الولاء والتصميم على تعزيز المبادئ الثورية بأي وسيلة، بما فيها القوة الصلفة أو الحرب.

ومنذ حوالي عقدين تقريباً، عين المرشد الأعلى سليماني قائداً لفيلق القدس، فرع الحرس الثوري، الذي  يُصدر مبادئ إيران الأيديولوجية والدينية والثورية خارج حدود البلاد.

مخططات الاغتيال
وتابع رافي زاده أن سليماني كان مسؤولاً عن العمليات الخارجية بما فيها تنظيم ودعم وتدريب وتسليح وتمويل المجموعات الشيعية.

كما تولى مهمة شن الحروب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر الوكلاء، وإثارة الاضطرابات لمصالح إيران التوسعية والأيديولوجية،  ومهاجمة المدن، والدول، واغتيال الشخصيات السياسية، والإيرانيين المعارضين الأقوياء في الخارج.

وفي ظل قيادته، اتهم فيلق القدس بخطط فاشلة لاغتيال السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة عادل الجبير، ولتفجير السفارتين السعودية والإسرائيلية في واشنطن. وأضاف أن تحقيقاً كشف وقوف فيلق القدس وراء اغتيال السياسي المؤثر ورئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري في 2005.

صور سيلفي
أصبح سليماني سريعاً معروفاً بأنه أخطر رجل في إيران والأكثر فتكاً في الشرق الأوسط. أعطى الأولوية للعمليات الهجومية لا الدفاعية، وفرح بالتقاط صور السيلفي وكله ثقة مع قوات ووكلاء في دول عدة من ضمنها العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان.

خضع سليماني للعقوبات الأمريكية، والسويسرية، وعقوبات مجلس الأمن من خلال القرار 1747. وكان أيضاً على اللائحة الأمريكية للإرهاب.

أسلوب عمله
ترأس سليماني حوالي 20 ألف عضو في فيلق القدس، واستخدم أيضاً قوات من الحرس الثوري والباسيج في حالات الطوارئ. ووظف مقاتلين من دول عدة مثل أفغانستان، ليحاربوا وكلاء لإيران.

تمحور أسلوب عمل سليماني حول استغلال غياب الاستقرار في دول أخرى لتحقيق هيمنة طهران. وأعلن مرة أن الاضطرابات في الشرق الأوسط ،وشمال أفريقيا "توفر لثورتنا الفرص العظمى ... اليوم، لن يحدث انتصار إيران،أو هزيمتها في أماكن مثل مهران، أو خرمشهر. توسعت حدودنا، وعلينا أن نشهد الانتصار في مصر، العراق، لبنان وسوريا. هذه ثمرة الثورة الإسلامية".

رؤية مغايرة
في الوقت الذي يعتقد فيه بعض السياسيين الإيرانيين أن على دولتهم تعزيز قوتها عبر عقيدتها، رأى سليماني أن عليها نشر عقيدتها بالقوة الصلبة. وتضمنت استراتيجياته التأثير على المسارات السياسية، والاجتماعية، والسياسات الاقتصادية في الدول العربية، عبر الدعم والمساعدة لتأسيس الميليشيات في دول عدة. وتحت قيادته، اخترق فيلق القدس البنى التحتية السياسية، والاستخبارية، والعسكرية في دول أخرى مثل سوريا، والعراق، وسيطر على قادة وسياسيين أجانب، وكان له عملاء على الصعيد العالمي.

البحث عن بديل
في كل دولة ونزاع إقليمي تقريباً، برز سليماني بدور مزعزع الاستقرار ليحول ميزان القوة لصالح إيران. وأضاف رافي زاده أن عديدين يرون دماء الأبرياء بمن فيهم نساء وأطفال سوريا، واليمن، والبحرين، والعراق على يدي سليماني.

وعلى الأرجح ستحاول إيران الرد على الولايات المتحدة وحلفائها، رغم أن القيادة الإيرانية ستجد صعوبة في تعويض قاسم سليماني، ولذلك يمثل موته ضربة قوية، لطموحات طهران في المنطقة.