صحف (24)
صحف (24)
الأربعاء 15 يناير 2020 / 10:37

صحف عربية: رفض حفتر شروط المصالحة يضرب المشروع الأردوغاني في ليبيا

خبر مغادرة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي للعاصمة الروسية موسكو، دون التوقيع على اتفاق شاركت تركيا في صياغته يُعد خطوة تباينت المعالجات الصحفية لها بين التأكيد على إنها "تشير إلى فشل المفاوضات السياسية بين طرفي النزاع في ليبيا" أو إنها "تمثل بداية لهدنة سياسية قبل عودة المفاوضات من جديد".

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، فإن تركيا عولت على الضغط الروسي وحاولت إحراج المشير حفتر وموسكو معاً بهدف انتزاع اعتراف بوجودهم على الأرض، وهو ما أدى إلى انسحاب المشير ومغادرته للعاصمة الروسية.

نهاية المشروع الأردوغاني

قالت مصادر سياسية ليبية لصحيفة "العرب" اللندنية إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومعه الأتراك الليبيون لم يستوعبوا بعد أن أهم شراكة يقيمها الجيش هي شراكته مع محيطه العربي والدول الفاعلة في الجامعة العربية وأن مشروع اقتلاع الإخوان والأتراك ماض إلى النهاية في ظل هذا التحالف الاستراتيجي".

وقال الخبير الروسي في الشؤون العربية أندريه ستيبانوف، للصحيفة إن "هناك أجواء سلبية تحوم في موسكو بخصوص الملف الليبي بعد فشل الاجتماعات الأخيرة التي عُول عليها كثيراً، ويبدو أن إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات من جديد أمر مستبعد في الوقت الحالي إلا إذا طرأ انفراج بسبب الجهود الدبلوماسية الروسية".

وأضاف ستيبانوف: "ما يدعوني إلى استبعاد مفاوضات قريبة نابع عن خلل في الموازين العسكرية في الميدان الليبي، فلماذا سيقبل المشير خليفة حفتر بتقديم تنازلات وهو المنتصر عسكريا! لماذا علينا أن نتوقع ذلك منه، هذا أمر غير منطقي. يبدو أن المعارك ستحسم الأمر".

خطوة موفقة
وقال الكاتب الصحفي السعودي مشاري الذايدي، أن خطوة الجنرال خليفة حفتر بالانسحاب من موسكو موفقة ، قائلاً: "حسناً فَعلَ الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي بعدم توقيع اتفاق موسكو لشروط وقف إطلاق النار مع حكومة فايز السراج التابعة لجماعة الإخوان وتركيا الأردوغانية.

وبرر الذايدي ذلك في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" بأن ذلك ليس سوى خدعة تركية لكسب الوقت الذي تحتاجه الجماعات الموالية لتركيا في طرابلس الليبية لترتيب صفوفها، بعد الهزائم التي ألحقها بهم الجيش الليبي الوطني.

وتطرق الكاتب إلى دور مؤتمر برلين المقبل والذي تحيط الشكوك بشأن جدوى إقامته قائلاً: "هل يأخذ هذا المؤتمر بجوهر المطالب الليبية الوطنية؟ وهل يأخذ بالاعتبار الحقائق على الأرض"؟.

وأنتهى الكاتب بالقول إن "محاولة عرقلة التحرير النهائي في ليبيا، ذكَّرتني بعرقلة القوى الغربية، لمعركة تحرير الحديدة في اليمن، التي كانت قاب قوسين أو أدنى، وخرجوا لنا باتفاق استوكهولم، منهياً مقاله بالقول: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".

عقدة أردوغان
وقال رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية حمد الكعبي، أن مغامرة الرئيس التركي في ليبيا، بات عنوانها هو التقدير الخاطئ لإرادة الشعب الليبي، وجيشه الوطني، مشيراً إلى أن أول تفاصيل هذه المغامرة الفاشلة هو جثامين الجنود الأتراك، وزجهم في معركة لا يعرف أحد حجم تداعياتها.

وعن موقف المشير خليفة حفتر قال الكاتب: "يتلقى المشير حفتر دعماً عربياً، في إطار غاية محددة، وبأجندة دقيقة، للقضاء على الميليشيات المتطرفة والإرهابية، وإعادة الأمن، وإنضاج عملية سياسية، عصية على محاولات الاختطاف، كما حدث في مصر واليمن، والنتيجة أن حكومة الوفاق استعانت بالأجنبي على الليبي، وأدارت ظهرها للعرب".

وأضاف الكاتب: "لم تقف دولة عربية واحدة ضد حكومة الوفاق، عند تشكلها، والتف الجميع حول شرعيتها، ودعم المسار السياسي فيها، والخلاف اليوم يتمركز حول وقوفها في خندقين معاديين للشعب الليبي، خندق الإرهاب، وخندق أردوغان".

وتطرق الكاتب إلى عقدة أردوغان قائلاً: "عقدة أردوغان، لا حل لها في ليبيا، ومعركة جنوده ليست مع الجيش الوطني فقط، والأيام حبلى بأحداث، ستجعل كثيرين يفيقون من أوهامهم، ويحصون خسائرهم، وما أكثرها".

تهديدات
أبرزت صحيفة "عكاظ" السعودية التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المشير خليفة حفتر، وهي التهديدات التي وصفتها الصحيفة بأنها ليست بالخطوة المستغربة على الرئيس التركي الذي اعتاد مثل هذه الأساليب البلطجية التي تؤكد ارتباكه وتجسد أطماعه في البلدان العربية.

وقالت الصحيفة السعودية: "تصريحات الرئيس التركي تؤكد أثر الصدمة وخيبة الأمل التي مني بها بعد أن اشترط قائد الجيش الوطني الليبي، قبل التوقيع على اتفاق موسكو، خروج القوات التركية المرتزقة ونزع سلاح الميليشيات المتطرفة، لضمان تحقيق الاستقرار في ليبيا".

وأضافت أن "أسلوب الرئيس التركي الذي يترنح بين شعبوية الصوت المخادع وتهديدات العدو المراوغ، بدت واضحة أمام الليبيين، إذ لم يعد تذرعه بطلب حكومة الوفاق (غير الشرعية) كافياً أمام أطماعه التي يحاول الانتحار من أجل تحقيقها غير آبه بمصالح أبناء الأرض".

وانتهت الصحيفة بالقول إنه "يجب على المشاركين في مؤتمر برلين الأحد المقبل أن يقدموا مصالح الشعب الليبي ويضعوا حقوق ومستقبل الشعب الليبي أولاً، بعيداً عن مغامرات الرئيس التركي وأحلامه الإمبريالية".