الخميس 16 يناير 2020 / 11:35

الطائرة الأوكرانية... هل تكون تشرنوبل إيران؟

أشار الكاتب السياسي في مجلة "سبكتايتور" بنسختها الأمريكية سكوت ماكاي، إلى أن النظام الإيراني كذب حين قال إن صواريخه التي أطلقها على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق أسقطت قتلى من الجنود الأمريكيين، لكن الصواريخ التي أطلقها النظام على طائرة أوكرانية قتلت 176 شخصاً، والنظام كذب بشأن ذلك أيضاً، حين قال بداية إن الطائرة تعرضت لـ "مشكلة في المحرك" قبل أن يرسل أدواته إلى موقع التحطم ويزيل الحطام للتغطية على فعلته.

إسقاط الطائرة الأوكرانية لم يكن تماماً مساوياً لكارثة تشرنوبيل، لكن لا يساوي حكم الملالي الإيراني الاتحاد السوفياتي هو الآخر. إنه بلطجية مهترئة غير شرعية

يذكّر ماكاي بما كتبه في المجلة نفسها الأسبوع الماضي عقب إسقاط الطائرة: يعيش النظام حالياً على قمعه الوحشي والإدراك العام بأن معارضته هي بلا جدوى وانتحارية. لكن حين يرى الإيراني العادي سليماني يتعرض للتفجير في بغداد، يدرك أن النظام كان خائفاً كثيراً من الأمريكيين الذين توعدهم بالتدمير الكامل طوال 40 عاماً، فلم يوقع من بينهم ضحايا انتقاماً لرجلهم.

وحين يقتل النظام 80 إيرانياً على الطائرة بسبب غياب الكفاءة الهائل فيما يغضب الكنديين والأوروبيين لدفعهم إلى تعزيز العقوبات من أجل شل اقتصاد إيراني ميت أساساً، فهو بإمكانه خلق بيئة متقلّبة بطريقة لن يحبها. وجميع الأكاذيب التي أطلقها بشكل سيئ لن تزيد الأمور إلا سوءاً. وكتب ماكاي حينها أيضاً أن من يبحث عن مؤشرات انهيار النظام سيجدها.

"أخبرتكم أكاذيب طوال 13 عاماً"
غياب الكفاءة ونشر الأكاذيب. يسيران دائماً معاً بالنسبة إلى الأنظمة الشمولية وستنهار هذه الأنظمة دوماً في نهاية المطاف تحت ثقلهما معاً. يضيف ماكاي أن إيران على طريق الفشل. شوارع تلك الدولة مكتظة بالمتظاهرين الذين لن يعودوا إلى منازلهم حتى مع نشر النظام عصاباته لإهراق دماء شعبه.

أعلنت أبرز رياضية إيرانية فازت بالميدالية الأولمبية الوحيدة في إيران عن رياضة التايكوندو، كيميا علي زاده، تركها لبلدها وأدانت النظام. واستقالت مذيعتان إخباريتان علناً من شبكة التلفزيون الرسمية. وتقدمت إحداهما، جيلاري جباري، باعتذار صاعق بصراحته الفجة: "لقد كان صعباً جداً عليّ تصديق أن شعبنا قُتل. سامحوني لأنني علمت بذلك في وقت متأخر. وسامحوني لأنني أخبرتكم أكاذيب طوال 13 عاماً".

لحظة ريغانية لترامب
في وقت يتصدع النظام الإيراني، كان لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض اللحظات الريغانية. حذر ترامب النظام من قتل شعبه بشكل أمكن أن يتخطى دعوة ريغان لغورباتشوف: "سيد غورباتشوف أسقط هذا الجدار"، بسبب تأثيره على الشعب المقموع.

يوقظ تحذير ترامب ذاكرة واضحة عن كذب وغياب كفاءة مشابهين أسقطا نظاماً شريراً. حصل ذلك سنة 1986، حين انفجرت منشأة تشرنوبيل النووية ونشرت إشعاعاً فوق كل أوروبا الوسطى والشرقية الأمر الذي تسبب ببروز أرض قاحلة ذات شعاع يصل إلى 75 كيلومتراً حولها وأسقطت مئات إن لم يكن آلاف الضحايا.

شهد النظام السوفياتي أول رد فعل على كذبه ومحاولته التغطية على الحادث. لكن حين فشلت المحاولة سقطت قدرة السوفيات على إخضاع شعوبهم. خلال سنوات قليلة، تفككت تلك القوة العظيمة إلى 15 دولة ومن دون ثورة واحدة. وانتقدت التجربة السوفياتية بكاملها بسبب نتائجها المتدنية وغياب صدقيتها.

بلطجية
يفسر ماكاي أن إسقاط الطائرة الأوكرانية لم يكن تماماً مساوياً لكارثة تشرنوبيل، لكن لا يساوي حكم الملالي الإيراني الاتحاد السوفياتي هو الآخر. إنه بلطجة مهترئة غير شرعية من دول العالم الثالث منخرطة في الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة وتستخدم الحيل القذرة لتهديد وزعزعة استقرار جيرانها وآخرين حول العالم وقد أدارت لعبة خداع في كل الكوكب خلال السنوات الأربعين الماضية. لم يحقق الملالي أي وعد قطعوه على شعبهم الذي يكرههم.

ليس لفترة طويلة
بالنسبة إلى الكاتب، لن تكون نهاية النظام إلا مسألة وقت. كان يجب أن يتم ذلك منذ 11 سنة لكن جبن أوباما واختيار إدارته تعويم النظام الإيراني عوضاً عن الاصطفاف إلى جانب الشعب الذي انتفض مطالباً بحريته أجّلا ذلك. وأضاف ماكاي: "غير أنّ أوباما رحل وترامب هو الرئيس. والآن سنرى إلى أي مدى يمكن أن يحمل نظام فاشل الأكاذيب وغياب الكفاءة. التكهن هو، ليس طويلاً".