الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج.(أرشيف)
الجمعة 17 يناير 2020 / 13:49

فشل اتفاق موسكو ضربة لطموحات أردوغان

اعتبر موقع "أحوال" التركي في تحليل سياسي أن مقامرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا بدأت تؤثر عليه سلباً داخل تركيا وخارجها.

توقيع اتفاق هدنة برعاية روسية، كان من شأنه أن يوفر لأردوغان وسيلة لتخفيف الاستياء في الداخل التركي

 ويستهل الموقع تحليله بالإشارة لما كتبه الباحثان أيكان إرديمير وبرينا نبين، لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أنه في ظل تراجع الدعم المحلي لنزاع يجري بعيداً عن الأراضي التركية، ومع ممانعة دولية كبيرة، قد يقلص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طموحاته في ليبيا المنكوبة بفعل الحرب.

استطلاعات

وأشار الباحثان إلى أن نشر قوات في ليبيا لدعم حكومة طرابلس ضد قوات الجنرال خليفة حفتر لا يلقى نفس الدعم البرلماني والشعبي الذي حظيت به عمليات أردوغان عبر الحدود في سوريا المجاورة باسم حماية الأمن القومي ومحاربة الإرهاب.

واستعان الباحثان باستطلاعين للرأي تضمنا أسئلة بشأن آراء أتراك في الانتشار العسكري في ليبيا. وأظهر أحد الاستطلاعين أن 50% من الأتراك يعارضون إرسال قوات تركية إلى ليبيا، فيما كشف الاستطلاع الثاني بأن 58% يعارضون تلك الخطوة.

وصوت حزبان معارضان في البرلمان ضد تلك السياسة، وهما الحزب الجمهوري العلماني (CHP) وحزب الخير القومي(IYI). وسلطت ميرال أكشنار، زعيمة حزب الخير بعض الضوء على قرار حزبها، واصفة العملية بأنها "تهديد لأمننا القومي وسوف تعرض للخطر أرواح جنودنا دون داعٍ".

ريبة
ومع توترات جديدة في المنطقة، أثارت دعوة أردوغان لنشر قواته العسكرية على عدة جبهات في صراعات سورية وليبية، قلق الأتراك بشأن أمنهم القومي، وتورط تركيا في المنطقة.

وما عزز تلك الشكوك، حسب الباحثين، تقارير حيال قرار أردوغان استخدام مرتزقة سوريين لدعم قوات تركية في ليبيا، لقاء راتب شهري وتسريع مسار الحصول على الجنسية التركية، وتوقعات بأن يضر ذلك بآمال الرئيس الانتخابية.

ولفت إرديمير ونيبان إلى أن تورط أردوغان العميق في المنطقة استعدى بالفعل عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. لكن روسيا، التي تدعم حفتر، هي الطرف الوحيد الذي يملك وسائل وأساليب كفيلة بكبح جماح أردوغان.

ويشار إلى إن خط تورك ستريم لنقل الغاز الطبيعي من روسيا نحو أوروبا عبر تركيا، يعتبر نوعاً من التعاون الكبير بين البلدين، ويزيد من اعتماد تركيا الاقتصادي على روسيا، وهما مشاركان في النزاع السوري عبر وساطات ديبلوماسية وأدوار عسكرية.

ورأى الباحثان أن توقيع اتفاق هدنة برعاية روسية، كان من شأنه أن يوفر لأردوغان وسيلة لتخفيف الاستياء في الداخل التركي.

وأضاف الكاتبان "كان اتفاق هدنة في ليبيا سيتيح  للرئيس التركي تعزيز دوره كوسيط في الصراع، ويمنحه مقعداً حول طاولة أية مفاوضات دولية مستقبلية، مع التراجع عن خطوته بنشر قوات تركية في ليبيا".