الزعيم الإيراني خلال خطبته (مكتب خامنئي)
الزعيم الإيراني خلال خطبته (مكتب خامنئي)
الجمعة 17 يناير 2020 / 14:55

خامنئي: فيلق القدس "منظمة إنسانية"

قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطبة الجمعة إن اليوم الذي "دكت" فيه صواريخ الحرس الثوري الإيراني أهدافاً أمريكية بالعراق كان "يوماً من أيام الله"، مضيفاً أن هذا وجه "صفعة" لقوة عالمية.

أول خطبة جمعة يلقيها خامنئي منذ 2012

حكام إيران يواجهون ضغوطاً بسبب كارثة الطائرة

وهذه أول خطبة جمعة يلقيها خامنئي في طهران منذ 2012 وتجيء في وقت يواجه فيه حكام إيران ضغوطاً داخلية وخارجية.

وقال خامنئي أيضاً إن إيران "لن ترضخ" للعقوبات الأمريكية التي أعادت واشنطن فرضها في خضم الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، داعياً إلى الإقبال بقوة على المشاركة في انتخابات فبراير (شباط).

وتجمع الآلاف في مصلى كبير بوسط طهران وفي المنطقة والشوارع المحيطة وأخذوا يهتفون "الموت لأمريكا".

تأتي خطبة الجمعة بعد أيام من احتجاجات كثيراً ما شابها العنف بعدما اعترف الجيش بإسقاط طائرة مدنية عن طريق الخطأ بعد ساعات من ضربات صاروخية إيرانية على أهداف أمريكية في العراق رداً على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان مقرباً من خامنئي، في ضربة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من الشهر نفسه.

وقال خامنئي إن القدرة على "توجيه الصفعة للقوة المتكبرة المتغطرسة يشير إلى القدرة الإلهية"، مضيفاً الحرس الثوري يحمي أمن إيران ويجب النظر إلى فيلق القدس على أنه منظمة إنسانية لها قيم إنسانية والولايات المتحدة كشفت عن طبيعتها الإرهابية بقتل سليماني.

وبعد أيام من نفي المسؤولية عن سقوط الطائرة أقر الحرس الثوري الإيراني في 11 يناير (كانون الثاني) بأن دفاعاته الجوية أسقطت طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية في الرحلة رقم 752 عن طريق الخطأ.

وسرعان ما تحول الحداد على 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة وقتلوا في الحادث إلى احتجاجات ضد حكام إيران. وهتف المحتجون "الموت لخامنئي" وكتبوا شعارات على الجدران في طهران وغيرها.

ووصف خامنئي الحادث بالمأساة وقال "قلوبنا تألمت لحادث سقوط الطائرة المرير، وأعرب مجدداً عن مواساتي واعتبر نفسي شريكاً في العزاء بضحايا حادث الطائرة".

وأضاف أن "الأعداء"، وهو مصطلح يشير به إلى الولايات المتحدة وحلفائها، استغلوا حادث سقوط الطائرة للتغطية على اغتيال سليماني الذي خرجت حشود ضخمة إلى الشوارع لتشييعه.

وبدأت الشرطة حملة لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت بعد حادث الطائرة وانتشرت قوات مكافحة الشغب خارج الجامعات التي نظم بها الكثير من الطلاب احتجاجات. وتعرض المحتجون للضرب ورصدت تسجيلات مصورة متداولة على الإنترنت طلقات نارية وغازاً مسيلاً للدموع ودماء في الشوارع.

ونفت الشرطة الإيرانية إطلاق النار على المحتجين وقال أفرادها إن لديهم أوامر بضبط النفس.

وأكد أن أكبر عقاب سيتم توجيهه للولايات المتحدة ردا على اغتيالها للقائد بالحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، يوم 3 يناير(كانون ثاني) سيكون "خروجها من المنطقة".

وبخصوص الملف النووي، قال في "الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا هددت بإحالة الموضوع النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أن هذه الدول الأوروبية هي التي دعمت صدام (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) في الحرب المفروضة على إيران وزودته بالسلاح الكيمياوي".

وأشار إلى أنه "حذر في وقت سابق من هذه الدول الأوروبية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي باعتبارها ذيولاً للولايات المتحدة وأنها في خدمة مصالحها ولا يمكن الوثوق بها".

وشدد "هذه الدول الأوروبية الثلاث أصغر من أن تركع الشعب الايراني"، مخاطباً إياهم بقوله "لا يمكنكم تركيع إيران كما لم تستطع الولايات المتحدة فعل ذلك".