المشير خليفة حفتر (أرشيفية)
المشير خليفة حفتر (أرشيفية)
السبت 18 يناير 2020 / 23:32

باحث: لقاءات حفتر في اليونان تعكس الثقة في قدرته على حماية مصالح أوروبا

24 - القاهرة - عمرو النقيب

أكد الباحث في العلاقات الدولية محمد ربيع الديهي، أن زيارة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى دولة اليونان تأتي في توقيت مهم للغاية، خاصة وأنها المتضرر الأول من اتفاق (أنقرة السراج) بشأن ترسيم الحدود البحرية.

وأشار الديهي لـ24، إلى أن هذا الاتفاق يلغي الحقوق البحرية لجزيرة كريت وغيرها من الجزر اليونانية الواقعة في البحر المتوسط، التي لا ترغب تركيا في الاعتراف بحقوقها البحرية.

وأوضح الديهي، أن أهمية توقيت الزيارة يرجع إلى عدة أسباب منها نجاح قوات الجيش الوطني الليبي في استعادة "سرت" مما يصعب على الرئيس التركي رجب أردوغان في إرسال المزيد من الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا، إضافة كما أن اللقاء يأتي قبل انعقاد مؤتمر برلين المقرر له يوم الأحد، والذي يعول عليه كثيراً لحل الأزمة الليبية رغم غياب اليونان عن الحضور.

وأضاف الديهي، أن زيارة حفتر لليونان تأتي لتنسيق الجهود وكسب الدعم الدولي في المنطقة، ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن تنسيق الجهود الأمنية بين البلدين لحماية وتأمين حركة السفن في المتوسط بعيداً عن تركيا، مشدداً على أن الزيارة تعكس دلالات مهمة منها أن اليونان باتت تثق أن حفتر هو الحل الأفضل للأزمة الليبية، ويمكنه فعل الكثير لتأمين الداخل الليبي وتطهيره من الإرهاب، ومن الممكن أن تسفر الزيارة عن توقيع اتفاق للتبادل المعلوماتي الاستخباراتي وتنسيق الجهود بشأن الإرهاب والهجرة غير الشرعية، خاصة وأن الدول الأوروبية المتضررة من الإرهاب في ليبيا هي اليونان وإيطاليا.

وحول توقعاته لمؤتمر برلين، أشار إلى أنه من المحتمل أن يأتي المؤتمر بحل فعلي وجذري للأزمة الليبية، خاصة في ظل حضور قادة وزعماء الدول، ومن المحتمل أن يكون هناك سهولة أكثر في التعاون لحل الأزمة، كما أن دعوة كل القوى الفاعلة إقليمياً له دلاله هامة تؤكد على حرص ألمانيا على إيجاد حل جذري وليس مؤقت والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف في الداخل الليبي.

وشدد على أن موقف تركيا والسراج سيكون الأضعف في هذا المؤتمر، لذلك ستُمارس ضغوط شديدة على السراج وأنقرة للتخلي عن طموحهما في ليبيا، خاصة أن روسيا والولايات المتحدة سيكونا حاضرين، ما يعني لعبهم دور فعال للضغط على الأطراف وعلى تركيا للقبول بالتوصيات، والتي قد لا تنتقص من حق قوات حفتر في تطهير ليبيا بالإضافة لدعمه في ظل التخوفات الدولية من تحول الأزمة الليبية إلى سوريا جديدة.