احتجاجات في العراق (أرشيف)
احتجاجات في العراق (أرشيف)
الأحد 19 يناير 2020 / 21:08

عراقيون يستأنفون تظاهراتهم المطالبة بالإصلاحات

استؤنفت الاحتجاجات اليوم الأحد، في بغداد ومدن جنوب العراق حيث قطع متظاهرون طرقات وجسورا بالإطارات المشتعلة لممارسة ضغوط على الحكومة والبرلمان لتنفيذ إصلاحات سياسية يطالبون بها منذ أكثر من 3 أشهر.

وتشهد بغداد ومدن جنوبية عدة منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، احتجاجات غير مسبوقة تطالب بـ"إسقاط النظام"، وتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ نحو 17 عاماً.

واحتشد المئات في ساحتي الطيران والتحرير في قلب بغداد، بعدما تراجع الزخم خلال الأيام الماضية تأثراً بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.

وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقاً رئيسية تصل وسط المدينة بشرقها.

واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذي ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.

وقال أحد المتظاهرين في بغداد، إن "هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً وتخرج الأمور عن السيطرة".

وتابع مخاطباً الساسة "لا تماطلوا (لأن) الشعب واع".

وكان المتظاهرون منحوا الحكومة الأسبوع الماضي 7 أيام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحية، ملوحين بالتصعيد في حال التسويف.

وفي الناصرية جنوباً، توافد مئات المحتجين إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة. وقام متظاهرون بقطع طرقات وجسور رئيسة في المدينة حيث استمر إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.

كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريعة التي تربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مروراً بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة المماطلة.

وقال حيدر كاظم الذي كان يتظاهر في الناصرية، "بدأنا من الآن التصعيد لعدم استجابة الحكومة لمطالبنا". وأضاف "حددنا مهلة 7 أيام، منذ الاثنين الماضي تنتهي هذه الليلة، نريد تشكيل حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ العراق".

وفي الوقت نفسه، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب البلاد. وقد شهدت غالبيتها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية.

وفي مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة خرجت أعداد كبيرة من الطلاب دعماً للمتظاهرين في جنوب البلاد.

وقالت الطالبة آيات موفق،"خرجنا تأييداً للاعتصامات...نطالب برئيس وزراء عادل وغير حزبي".

وأضافت، "نحن نريد وطناً يحتوينا مثل باقي الشعوب وسنستمر في هذه التظاهرات إلى أن تتحقق المطالب".

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح.

وتعرض الناشطون أيضاً لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.

ومن المرتقب أيضاً أن تشهد البلاد في 24 يناير (كانون الثاني)، تظاهرة "مليونية" دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، للتنديد بالوجود الأمريكي في العراق.

وتنتشر قوة أمريكية في العراق عديدها 5200 جندي، تعمل على محاربة تنظيم داعش ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية.

ويستهدف التنديد، إلى جانب الطبقة السياسية الحاكمة، الولايات المتحدة وإيران على حد سواء.

وتتجه الأنظار إلى العراق الذي تحول إلى ما يشبه ساحة صراع بين واشنطن وطهران، بعد اغتيال الولايات المتحدة بواسطة طائرة مسيّرة مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

وردت طهران باطلاق صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد حيث يتمركز قوة أمريكية في غرب العراق.

ورداً على الغارة الأمريكية، صوّت البرلمان العراقي قبل أسبوعين على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد.

ويشهد العراق شللاً سياسياً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع ديسمبر (كانون الأول). وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لإيجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.

وأعلن المتظاهرون رفضهم ما يتم تداواه حالياً عن احتمال مواصلة عبد المهدي مهماته كرئيس للحكومة حتى انتهاء ولايته.