قوات إسرائيلية تعمل على تأسيس شبكة لكشف أنفاق حزب الله (أرشيف)
قوات إسرائيلية تعمل على تأسيس شبكة لكشف أنفاق حزب الله (أرشيف)
الأحد 19 يناير 2020 / 21:32

ضائقة "حزب الله" المالية تشتد بعد كشف أنفاقه

قبل عام كشفت إسرائيل عن أنفاق حفرتها ميليشيات حزب الله عبر الحدود من لبنان إلى أراض إسرائيلية، الكشف عن عدد آخر من الأنفاق تواصل مع تفجير بعضها أو ضخ الإسمنت في بعضها الآخر، ولكن الأيام أظهرت أيضاً أن حزب الله لم يبن تلك الأنفاق لعمل عسكري كما هو متوقع بل أن هناك أعمالاً أخرى كان يحاول تنفيذها.

قبل أسابيع بدأت إسرائيل التحضير لنشر أجهزة استشعار جديدة على طول الحدود مع لبنان، قادرة على اكتشاف وتحديد أي أصوات لعمليات حفر جديدة، فالمهمة لا تقتصر على منع عمليات تهريب متفجرات، بل هي متعلقة فعلا بنقطتين، الأولى منع تهريب حزب الله المخدرات إلى إسرائيل ومنها إلى دول العالم، والثانية منع تهريب "المال الحلال" من دول في العالم عبر أشخاص في إسرائيل إلى الحزب، ما يعني فعلياً خنق المصادر المالية الكبيرة والصغيرة عبر العالم كله ليتبقى له فقط ما ترسله إيران شهرياً، وهو لا يكفي الحزب لتغطية نفقاته المتكاثرة وسرقات الفاسدين داخله.

الإسرائيليون سمعوا قبل فترة من ضباط بقوة الأمم المتحدة الموجودة في لبنان أن حزب الله ليس في وارد إشعال أي حرب في المنطقة الحدودية، وهو ملتزم بالكامل بالقرار الأممي 1701 الذي يمنع الهجمات عبر الحدود، مشدداً على أنه يهتم حالياً بالداخل اللبناني فقط، وخصوصاً أن الأزمة الاقتصادية تطال مجتمعه كما تطال الشعب اللبناني، وجاء اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في العراق وقبله قصف إسرائلي لمواقع الحزب والحرس الثوري الإيراني في سوريا، ليثبت أن الحزب لن يتحرك في الحدود الجنوبية للبنان.

وعلى الرغم من عدم وجود معلومات استخبارية جديدة حول حفر أنفاق جديدة عبر الحدود، فإن البنية التحتية الجديدة أو ما يعرف بالاستطلاع عن بعد، التي تنشرها إسرائيل ستجمع البيانات الصوتية وحركة الزلازل على حد سواء وتستخدم كإجراء وقائي، لتنبيه جيشها إلى أي أصوات جديدة تتعلق بحفر الأنفاق.

في البداية اعتقد المراقبون الأمميون أن الأنفاق حفرها حزب الله تحضيراً لأي معركة مع إسرائيل، لتكون العنصر السري في خطة الهجوم على المستوطنات في الجليل لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وإتاحة الفرصة لعناصر من قوة الحزب الرئيسية المعروفة باسم "رضوان" للتسلل والتقدم سريعاً وأسر مئات المدنيين للمساومة بهم مع الإسرائيليين. ولكن ما حصل لاحقاً أظهر أن "الحزب" يحاول "فتح" طرق جديدة عبر أي دولة من العالم لتهريب المخدرات إلى أوروبا وأمريكا، وإدخال المال عبر أشخاص في إسرائيل يعملون مع "المافيا" الكولومبية.

الأيام الأخيرة، ومنذ بدء الثورة في بيروت ضد سلطة الفساد في لبنان أظهرت أن حزب الله مشغول بمحاربة اللبنانيين، وهمه محصور بقمع المحتجين، مرات عبر عناصره في بيروت والنبطية وصور، أو عبر الأجهزة الأمنية التي يتحكم بإدارتها مثلما يتحكم بالتهريب عبر المرفأ والمطار، حيث يتمكن من إدخال ما يحتاجه من بضائع يبيعها عبر تجار في لبنان، تعطيه مدخولاً مالياً جديداً في ظل العقوبات والحصار المفروضين على أذرع إيران الإرهابية.