الثلاثاء 21 يناير 2020 / 12:43

المعركة بين الأمريكيين المسلمين والإسلامييوين... ثاني أهم سباق بعد الرئاسة

بعد إطلاق الأمريكية المسلمة داليا العقيدي حملتها الانتخابية رسمياً للإطاحة بالنائب إلهان عمر من مقعدها النيابي عن الدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا، نشر "مشروع كلاريون" لمكافحة التطرف تقريراً عن حملتها المرتبطة بحياة العقيدي، اللاجئة العراقية والصحافية البارزة ذات السجل المتميز، ورغبتها في منع تحول أمريكا إلى دولة أخرى، تهرب منها.

هذه المعركة هي بين الأمريكيين المسلمين والإسلامويين، ومن شأن هزيمة داليا لإلهان توجيه ضربة أمريكية ضد الإسلاموية

قالت العقيدي: "شاهدت عن كثب تداعيات ما تفعله الراديكالية إلهان عمر. النزاع، والتقسيم، والقمع. هربت من ذلك العالم يوماً، ولن أدعه يحدث هنا. أنا أترشح إلى الكونغرس لأننا لسنا منقسمين كما تريدنا إلهان عمر واليسار المتطرف أن نعتقد. أنا أترشح لتقريبنا من بعضنا البعض".

ولدت العقيدي في العراق، وهربت منه مع عائلتها بسبب الاضطهاد القاسي في عهد صدام حسين، وتركت العائلة جميع ممتلكاتها تقريباً في العراق، لتؤسس حياة جديدة، وأصبح أفرادها أمريكيين. قبل هجرتها إلى الولايات المتحدة بمساعدة السفير الأمريكي، الذي قُتل لاحقاً في ليبيا كريستوفر ستيفنز، كانت العقيدي ناشطة سياسياً ضد وحشية صدام وقمعه للشعب العراقي.

مسؤولية
أدركت العقيدي تداعيات حملات عمر، وتقول: "شاهدت الكراهية التي تنشرها وماذا فعلت للشرق الأوسط". لهذا السبب، شعرت العقيدي بضرورة إيقافها، أي بمسؤولية وقف الشرخ المتسع بين الأمريكيين والعمل عوضاً عن ذلك على توحيد البلاد في إطار القيم التي هاجرت من أجلها إلى الولايات المتحدة، وحصلت حملتها بشكل مباشر على دعم هائل خاصةً من شخصيات مناهضة للإسلامويين.

مساعدات ميدانية.. وعمر غائبة

انتقلت العقيدي من العاصمة واشنطن إلى الدائرة الخامسة في مينيسوتا منذ بضعة أشهر، وعملت في  هذه الفترة على فهم المجتمع بشكل أفضل. ونشرت حديثاً مع صحيفة نيويورك بوست قالت فيه: "أديت واجبي طوال أشهر وأشهر قبل أن أقرر الانتقال إلى هنا. في عيد الشكر، ساعدت في إطعام 250 شخصاً بلا مأوى في مينيابوليس، التي لا تتذكرها عمر. هي لا تتكلم حتى عن التشرد في مينيابوليس، التي تعرف بشدة بردها، ورغم ذلك لا توجد أماكن إيواء كافية للنوم داخلها. إنها مشكلة مهمة جداً، جداً في مينيابوليس، عندما يصبح الطقس شديد البرودة".

بعض المجتمع الصومالي بدأ يدعم داليا بهدوء، أحد الصوماليين قال لمراسل الصحيفة نفسها: "إنها ببساطة أزمة تلو أخرى. كان بإمكانها، أي عمر، أن تفعل أكثر بكثير لمجتمعنا في الهجرة والتعليم. لكنها لا تفعل ذلك. إنها تختار الصراعات".

هجمات

الصراعات التي تفضلها عمر، هي التصريحات اللاسامية المتتالية، وهجماتها على مسلمات تقدميات يعملن في خدمة مجتمع عالمي واسع عبر النشاطات الحقوقية، مثل انتقادها الأخير للناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان مسيح علي نجاد بعد التوتر المتصاعد مع إيران، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

ووصفت مراسلة مشروع كلاريون شيرين كودوسي إلهان عمر، باختبار أمريكي فاشل. ومع إطلاق حملة داليا العقيدي، أضافت المراسلة "داليا العقيدي في مواجهة إلهان عمر هو ثاني أهم سباق بعد الرئاسة. لكن سبق لنا أيضاً أن رأينا ترامب يفوز مرة. ستكون الأمة بكاملها مشدوهة لهذا السباق في الكونغرس".

مواجهة تاريخية
أضافت كودوسي أن المعركة الآن بين الأمريكيين المسلمين والإسلامويين، مشيرة إلى أنها بصفتها أمريكية مسلمة، فإنها ترى في هذا السباق "المواجهة الأكثر تحديداً وتاريخية لجيلنا". وتابعت "من شأن هزيمة داليا لإلهان توجيه ضربة أمريكية للإسلاموية، إذا لم تكن تحب أمريكا، وإذا لم يكن باستطاعتك الدفاع عنها، فلا شأن لك بتمثيل الأمريكيين. أن تكون أمريكياً فهذا له معنى، إنه فلسفة تتخطى قطعة من ورق".

أسوأ انغماس

وأضاف الموقع أنه في اليوم الذي أطلقت فيه العقيدي حملتها الانتخابية، انتشرت أخبار عن مراجعة ثلاث دوائر حكومية على الأقل، لما وصف بأسوأ انغماس جرمي على الإطلاق لمسؤول أمريكي منتخب.

وذكر موقع ذا بلايز، في معرض الحديث عن إلهان عمر، أن التحقيقات تتعلق بشبهات في "ثماني حالات من الحنث باليمين، واحتيال للهجرة، واحتيال في الزواج، ووصولاً إلى ثمانية أعوام من الاحتيال الضريبي على مستوى الولاية وعلى المستوى الفيديرالي، والاحتيال بالقروض الفيديرالية للطلاب لمدة عامين،، وحتى الزواج برجلين ف الوقت نفسه".