صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 23 يناير 2020 / 10:17

صحف عربية: حكومة شراء الوقت الجديدة تعمق انقسام الشارع اللبناني

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الخميس، انقسام الشارع اللبناني بين مؤيد ومعارض لحكومة حسان دياب الجديدة.

وأشار عدد من الصحف، إلى تدهور الوضع السياسي في لبنان، وعودة الاحتجاجات إلى الشوارع، خاصةً في وسط بيروت وعجز السلطة عن وضع أي تصور لإنقاذ البلاد من أزمتها.

تقسيم لبنان
وقالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، إن "السبب في خروج الحكومة اللبنانية إلى الضوء يأتي مع حسم حزب الله لهذه الأزمة التي وصلت إلى ذروتها نتيجة لعقده الاشتباك غير المسبوق، على الحصص والحقائب والأحجام بين أهل البيت السياسي الواحد".

وأكدت الصحيفة، أن الحكومة الجديدة عمقت الانقسام في الشارع السياسي اللبناني بين معسكرين "الأول ينادي بإعطاء الرئيس المكلف حسان دياب فرصة، باعتبار أنه يلبي من حيث المبدأ واحدة من أبرز مطالب الثورة، أما القسم الثاني فرفضه وهتف لإسقاطه ولو بخلفيات متعددة، خاصةً تيار المستقبل".

تجاهل الشعب
ومن جانبه، قال السيد زهره في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، إن "تشكيل الحكومة اللبنانية جاء ليزيد من حدة الأزمة في لبنان"، موضحاً أنه "بمجرد أن أعلن حسان دياب حكومته الجديدة وكيف تم اختيار الوزراء، انفجر الشعب اللبناني غضباً رافضاً ما حدث واعتبره استخفافاً بالعقول وتحدياً للإرادة الشعبية".

وأوضح زهره، أن المطالب الشعبية كانت واضحة منذ البداية "والشعب يريد حكومة كفاءات مستقلة لا علاقة لأفرادها بكل الأحزاب الطائفية الفاسدة".

ويضيف الكاتب "بغض النظر عن الوزراء الجدد ومدى كفاءتهم من عدمها، فإن نفس هذه الأحزاب الطائفية الفاسدة هي التي اختارتهم ورشحت أسماءهم، ووفقا لنفس نظام المحاصصة الطائفية".

وحذر زهره من تغييب الشعب اللبناني، معتبراً أن "الخوف هنا أنه كلما أمعنت الطبقة السياسية في إهانة الشعب وتجاهله على هذه النحو وعدم الإحساس بأي قدر من المسؤولية تجاه مصير البلاد، فإن انفجاراً عنيفاً كبيراً قد يحدث لا أحد يعلم كيف سيكون، وما الذي يمكن أن ينتهي إليه".

حكومة الانهيار
وبدوره، وصف حنا صالح في صحيفة "الشرق الأوسط" الحكومة اللبنانية الجديدة "بحكومة الانهيار والعنف" قائلاً، إن "هذه الحكومة سجلت سابقة في تاريخ الحكومات بضعفها السياسي".

وأضاف "رئيس الحكومة نكث بكل الوعود التي أطلقها يوم التكليف"، موضحاً أن رئيس الوزراء يبقى الحلقة الأضعف في الحكومة التي شُكلت من أطرافٍ أساسية أوصلت البلد إلى الانهيار والعزلة، مؤكداً غياب أي برنامج سياسي لديها.

وأشار الكاتب إلى ضعف أداء السلطة، قائلاً: "أداء السلطة بعد 17 تشرين، كما الحكومة، سيكون المسؤول الوحيد عن الغضب الذي يسود لبنان وكل اللبنانيين، وثابت أن من يهدد بهز السلم الأهلي، هو مَن يتوسل الفوضى الأمنية لإنقاذ نظام المحاصصة الطائفي الذي تموضع حزب الله في مقدمة حُماته، في حين أن ثورة الكرامة أنهت لأول مرة بتاريخ البلد نتائج الحرب الأهلية، كما بلورت مطالبها التغييرية".

شراء الوقت

ومن جانبها، قالت جويس كرم في موقع "الحرة"، بعد 84 يوماً من "استقالة سعد الحريري وتأليف دياب لحكومته كشرت السلطة عن أنيابها وعكست مدى الاهتراء السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد، فأمام شح الدواء، والغاز، والطحين، كانت الاستشارات والاقتتال بين أهل الحكم حول أي طائفة من أي حزب تمسك بأي وزارة".

واتهمت الكاتبة حكومة دياب بأنها حكومة شراء الوقت، قائلة: "حكومة دياب، بمقاعدها العشرين، هي حكومة شراء الوقت في انتظار معجزة إقليمية أو دولية تغير المعادلة وتنقذ الطبقة السياسية في لبنان من انهيار بات محتماً مع وصول العجز المالي إلى أكثر من 86 مليار دولار، وخسارة الليرة اللبنانية أكثر من 40% من قيمتها أمام الدولار".

وانتهت الكاتبة إلى القول: "بدأ العد العكسي في لبنان باتجاه الانهيار الاقتصادي، ولا مجال لشراء الوقت أو القيام برهانات خاسرة. النجاح يكون فقط عبر إصلاحات جذرية، والفشل سيجعل من لبنان فنزويلا المتوسط لكن دون نفط، ودون دعم روسي وفي محيط أسوأ بكثير من أمريكا اللاتينية".