الخميس 23 يناير 2020 / 17:29

لبنان كما تراه واشنطن: حكومة حزب الله وحلفائه لمزيد من الانهيار

لم يكن الوصف الذي أطلقه عدد من الصحف الأمريكية على الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، أي "حكومة حزب الله وحلفاؤه"، إلا في إطار التناغم مع ما يدور في "الغرفة اللبنانية" بوزارة الخارجية بواشنطن، التي ترى في حزب الله وحلفائه أصل المشكلة اللبنانية وصلات وصلها مع الأزمات الإقليمية، من سوريا إلى العراق واليمن وإيران.

من جهتها، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن نية لدى الإدارة الأمريكية لدراسة استمرار دعم هذه الحكومة التي وصفتها بأنها "حكومة يهيمن عليها حزب الله وحلفاؤه"، مؤكدة أن مسؤولي إدارة ترامب يفكرون جدياً بقطع المساعدات عن الحكومة الجديدة.

وفيما يبدو أن واشنطن قررت عدم الاستعجال بإعلان مواقف حادة، جاء موقف وزير الخارجية مايك بومبيو ليكون الأبرز في هذا الإطار، حيث سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة يسيطر عليها حزب الله، وقال: "لا أعرف الجواب على ذلك حتى الآن".

بومبيو ربط الأزمة اللبنانية بالعراقية، فيما يعتبر ربطاً للمسارين مع حل أزمات المنطقة بشكل عام، حيث قال: "إذا نظرتَ إلى الاحتجاجات التي تجري في بيروت وفي مدن خارج بيروت، يمكنك أن ترى، تماماً كما في بغداد - اذهب وشاهد الاحتجاجات في بغداد - إنها ليست احتجاجات ضد أمريكا، هذه احتجاجات تطالب بالسيادة والحرية. الاحتجاجات في لبنان اليوم تقول لحزب الله كفى. نحن نريد حكومة غير فاسدة تعكس إرادة شعب لبنان".

واقترح بومبيو أن تكون المساعدات الدولية متوقفة على قدرة الحكومة اللبنانية على سن الإصلاحات اللازمة لإنعاش الاقتصاد.

وذكرت "وول ستريت جورنال" كيف علقت الولايات المتحدة في العام الماضي مؤقتًا أكثر من 200 مليون دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية للبنان.

كما أشارت مصادر الخارجية إلى أن حكومة بيروت الحالية بقيادة الرئيس ميشال عون وحزب الله لن تقدم في الملفات العالقة ما كان يمكن أن تقدمه في الحكومة السابقة تحت ضغط دولي، بالإضافة لوجود من يحسبون كحلفاء للغرب في الحكومة مثل وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع.

ولفتت المصادر إلى ملف رئيسي كانت واشنطن تعمل على حله، وهو الخلاف الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، حيث يؤدي حله إلى بدء التنقيب عن النفط وانتاج الغاز الذي يمكن تصديره بسرعة إلى أوروبا.

وقالت المصادر إن حكومة بيروت السابقة برئاسة سعد الحريري لم تستطع التوافق على تفاصيل اتفاق مع إسرائيل يمكن لبنان من الخروج من أزمته ويجعله سريعاً في مصاف الدول البترولية. واتهمت حزب الله بتخريب الاتفاق بعد الموافقة المبدئية من بيروت.

المصادر قالت إن أي حكومة في بيروت يجب أن تلتزم بالعقوبات الدولية والأمريكية، وخصوصاً على مستوى منع عمليات تبييض الأموال وتجارة المخدرات، بالإضافة إلى وقف دفع المصارف اللبنانية جزءاً من أرباحها لجمعيات تابعة لحزب الله، بالإضافة إلى استكمال التزام لبنان بالمحكمة الخاصة في قضية رفيق الحريري ورفاقه المتهم بها حزب الله.

التظاهرات في بيروت مستمرة، تزداد وتيرتها أو تنخفض من وقت لآخر، ولكنها لن تتوقف فالانهيار كبير ولن يتوقف بسهولة أو بـ "كبسة زر"، ولكن يبقى الملف الأبرز هو خروج حالة كبيرة من داخل حزب الله والمجتمع المحيط به تقدم لبنان ومستقبله على أزمات طهران وحلفائها في المنطقة.