الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج (أرشيف)
الجمعة 24 يناير 2020 / 12:48

أردوغان في ليبيا...خطة لإنشاء نظام إخواني متطرف

تطرق الباحث المميز في معهد غيتستون الأمريكي كون كوغلين، إلى قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل عسكرياً في ليبيا، معتبراً أنه لا يعزز احتمال الدخول في مرحلة أخطر وحسب، بل ينذر بإعطاء دفع كبير إلى الميليشيات الإسلاموية التي تسعى إلى السيطرة على البلاد وتأسيس حكم بأسلوب إخواني في طرابلس.

مع غياب أي مبادرة دولية جدية هادفة إلى إنهاء الصراع، تبقى أكثر نتيجة مرجحة للتدخل التركي في ليبيا هو تأسيس نظام إسلاموي متطرف آخر على شواطئ البحر المتوسط

 برر أردوغان إرسال قوات تركية إلى ليبيا، بالرغبة في تأمين الدعم لرئيس الحكومة فايز السراج.

قوة حفتر
وتتعرض حكومة السراج لضغط هائل نتيجة لهجوم المشير خليفة حفتر الذي سيطر على مناطق واسعة من البلاد، ويحاول الآن السيطرة على العاصمة الليبية. وتجلت قوة موقع حفتر في الأسبوع الجاري بعد سيطرة قواته على منشآت إنتاج النفط الحيوية في ضواحي طرابلس. ودفعت هذه الخطوة السراج إلى تأكيد أن ليبيا تواجه تداعيات وخيمة إذا لم يُرفع الحصار.

وبعد قمة برلين التي دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإعلان وقف لإطلاق النار، قال السراج: "سيكون الوضع كارثياً إذا بقي على هذا المنوال".

انتهى اللقاء دون أن يوافق أي من الأطراف على وقف لإطلاق النار مع موافقة فاترة من الأطراف المتحاربة على الدعوات الدولية لفرض حظر على الأسلحة لمنع أي تصعيد إضافي في النزاع. وارتفع حجم الدعم لحفتر بعد إعلانه أن أحد أهداف حملته العسكرية هو منع الدولة من السقوط بين أيدي الميليشيات الإسلاموية، التي تحالفت مع حكومة الوفاق الوطني.

روابط إسلاموية
ويرتبط الكثير من هذه المجموعات بالإخوان المسلمين أي الحزب الإسلاموي الذي استلم السلطة فترةً قصيرة ولكن كارثية، في مصر المجاورة. ومن الأحزاب الإسلاموية الداعمة لحكومة الوفاق، حزب الوطن برئاسة عبد الكريم بلحاج الذي ترأس سابقاً مجلس طرابلس العسكري.

كان بلحاج أيضاً أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة التي باتت منحلة، والتي شاركت أيضاً في حملة الإطاحة بالديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي. وارتبطت تلك الجماعة بالهجوم الإرهابي ضد مانشستر في مايو(أيار) 2017 الذي خلف سقط 23 شخصاً في حفل للمغنية الأمريكية أريانا غراندي.

 وذكر بلحاج أيضاً على لائحة الإسلامويين الإرهابيين التي وضعتها السعودية في بداية الخلاف الديبلوماسي مع قطر في 2017.

مخاوف متزايدة
يكمن القلق اليوم، حسب كوغلين، من احتمال استغلال أردوغان لإخفاق الوسطاء الدوليين في إنهاء الصراع، لتكثيف دعمه لحكومة الوفاق الوطني. وبذلك، يعزز موقع العديد من الميليشيات الإسلاموية التي تدعمها.

كان أردوغان داعماً متحمساً للإخوان المسلمين حين استلموا السلطة في القاهرة، وهناك مخاوف متزايدة خاصةً في أوروبا، من وضع الرئيس التركي نصب عينيه تأسيس نظام مشابه في ليبيا.

النتيجة المرجحة لتدخل أردوغان
أكد كوغلين أن من غير المفاجئ أن تركيا وقطر أبرز داعمتين لحكومة الوفاق، وهما أساساً داعمتان ملتزمتان لتنظيم الإخوان الإرهابي. والدولة الأخرى الوحيدة التي تدعم حكومة الوفاق علناً هي إيطاليا، لكن ذلك فقط بسبب مصالحها النفطية البارزة في ليبيا والموجودة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق.

وعلى النقيض، تدعم فرنسا حفترلمنع المجموعات الإسلاموية في طرابلس من التخطيط لهجمات إرهابية ضد الأراضي الفرنسية.

بناءً على ذلك، يشير كوغلين إلى أن التورط التركي المتزايد في النزاع الليبي، هو تطور يجب النظر إليه بخوف عميق، مع غياب أي مبادرة دولية جدية هادفة لإنهاء الصراع، لتبقى أكثر نتيجة مرجحة للتدخل التركي في ليبيا، هو تأسيس نظام إسلاموي متطرف آخر على شواطئ البحر المتوسط.