قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (أرشيف)
قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (أرشيف)
الجمعة 24 يناير 2020 / 15:09

أمريكا تُسقط خرافة القوة الإيرانية

24- زياد الأشقر

كتب الباحث حسن حسن في موقع "ناشيونال ريفيو" الأمريكي، أن الولايات المتحدة بدت قبل أسبوعين، على حافة حرب أخرى في الشرق الأوسط بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بطائرة دون طيار عند مغادرته مطار بغداد.

الغبار الذي أثير عقب عملية التصفية قد هدأ الآن، ولم يتحقق أي من السيناريوات التي حذرت منها وسائل الإعلام

وقال الكاتب إن الجنرال الغامض، الذي كان مسؤولاً عما يعتبر المعادل الإيراني لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي أي إي، كان من أكثر العملاء المؤثرين في تاريخ الشرق الأوسط، وأنشأ عدداً من الميليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران في المنطقة، وساعد في توسيع نفوذ إيران في الدول المجاورة.

هجوم رمزي
ولفت إلى أن الغبار الذي ثار بعد التصفية، هدأ الآن، ولم يتحقق أي من السيناريوهات التي حذرت منها وسائل الإعلام.

ورغم أن إيران شنت هجوماً صاروخياً على قواعد أمريكية في العراق، لكنه كان هجوماً رمزياً. ووفق ما كشفه مسؤولون عراقيون في اليوم التالي، فإن إيران عمدت إلى إبلاغهم بنيتها شن هجوم وشيك على قواعد أمريكية، وهي رسالة من المتوقع أن العراقيين نقلوها إلى الأمريكيين.

ولم تسجل إصابات، لكن النظام الإيراني لا يزال يقول لأتباعه إن العشرات إن لم يكن المئات من الأمريكيين، قتلوا نتيجة الضربة الانتقامية.

سيناريوات كارثية
ومع ذلك، اعتبر حسن أن السيناريوهات الكارثية لم تكن منطقية، إذ أن لإيران خيارات ضيقة للتصعيد ضد الولايات المتحدة. وهي ليست معنية بحرب مباشرة مع الولايات المتحدة، وكذلك حال كل وكلائها في المنطقة.

ويواجه النظام الإيراني المزيد من العقوبات المشلة التي فرضتها واشنطن، فضلاً عن اضطرابات داخلية تتخللها تظاهرات في الشوارع بين الحين والآخر.

ويخضع حلفاء إيران في العراق، ولبنان، لضغط غير مسبوق من الاحتجاجات المتواصلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

سوريا
وفي سوريا، تنهار العملة إلى مستويات قياسية بينما لا يزال ثلث البلاد خارج سيطرة الحكومة المدعومة من إيران. وتعتبر إيران منغمسة في أزمات محلية وإقليمية، ولايزال الكثير من المكاسب التي حققتها في السنوات الأخيرة ضعيفاً.

حالة الذعر
ولفت الباحث إلى أن الذعر الذي تلا مقتل سليماني تجاهل سياقاً أساسياً. وحذر منتقدون ومسؤولون سابقون من مواجهة، بين إيران والولايات المتحدة، لا تريدها طهران.

وعندما انتفت المواجهة اعتبروا أن ذلك مجرد صدفة. وافترض أحد الصحافيين أن الحرب أمكن تجنبها لأن رجال الدين في إيران مارسوا "ضبطاً للنفس أكثر" من الولايات المتحدة.

ولكن حسن رأى أنه لم يكن ما يبرر الذعر من الحرب إذ أن ظروف مقتل سليماني لم تكشف فقط نقاط ضعف إيران ومحدودية خياراتها ضد الولايات المتحدة، وإنما أيضاً خرافات خطيرة كانت تكتنف المفاهيم الأمريكية عن النظام الإيراني. وعلى وجه التحديد، فكرة أن إيران يمكنها أن تلحق دماراً بالولايات المتحدة. 

ففي العراق، يمكن الولايات المتحدة أن تعبث بإيران بطرق أكثر من قدرة طهران على الانتقام. وهي حقيقة جديدة يتعين على المنتقدين وصانعي القرار معرفتها، فالتغيير في السياسة نحو إيران في عهد إدارة ترامب، بزيادة الضغط العسكري، والسياسي، والاقتصادي، لإضعاف الهيمنة الإيرانية على المنطقة، كشفت هشاشة طهران وأثبت أن الولايات المتحدة يمكنها أن تردع إيران بكلفة بسيطة.