العلم الأردني والعلم السوري (أرشيف)
العلم الأردني والعلم السوري (أرشيف)
السبت 25 يناير 2020 / 19:31

دمشق تعرقل زيارة وفد أردني لتطبيع العلاقات

24 - عمان - ماهر الشوابكة

مازال الرفض السوري الرسمي لمشاركة شخصيتين أردنيتين شغلتا مناصب رفيعة في حكومات سابقة، بالوفد الأردني غير الرسمي لتطبيع العلاقات، يؤخر ترتيبات زيارة إلى دمشق منذ أكثر من شهر.

وتقول مصادر من الوفد لـ24، إن الرفض السوري لهاتين الشخصيتين، يأتي على أساس مواقفهما من توقيع اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل (وادي عربة) في 1994.

وكان الوفد من المفترض أن يقوم بزيارة إلى دمشق منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لتطوير العلاقة "الفاترة" بين البلدين، إلا أن الزيارة أعلن تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

ويضم الوفد الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق طاهر المصري، ووزير السياحة والآثار الأسبق الدكتور طالب الرفاعي ووزير الدولة الأسبق مجحم الخريشا والعين السابق رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي، ورئيس لجنة مناهضة الصهيونية عزمي منصور، ورئيس لجنة الإسناد الشعبية لسوريا اللواء المتقاعد ناجي الزعبي، ورئيس لجنة الإخوة البرلمانية الأردنية – السورية النائب طارق خوري، والنائب المهندس خالد رمضان والنائب قيس زيادين، إضافة إلى رموز تجارية وصناعية بالأردن.

وأعلن سابقاً أن عدداً من أعضاء الوفد انسحبوا، وأبرزهم وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة، فيما اعتذر آخرون عن المشاركة في الزيارة "لارتباطات خاصة بهم" كما قالوا، في الوقت الذي رجحت فيه المصادر أن انسحابهم يعود إلى مخاوف الكثير من أعضاء الوفد، خاصة الاقتصاديين منهم من الملاحقة والمقاطعة الأمريكية لهم ولبضائعهم، ما أبقى الموعد الجديد للزيارة غير محدد حتى الآن.

وكان الملحق التجاري الأمريكي، طلب بداية العام الحالي من قطاعي الصناعة والتجارة خلال لقائه مع فعاليات تجارية، الابتعاد عن الشأن السوري والاكتفاء بالتعامل مع العراق.

إلى ذلك أقر رئيس لجنة الإخوة البرلمانية الأردنية – السورية النائب طارق خوري في تصريح لـ24، بأن "سوريا رفضت مشاركة عضوين في الوفد على خلفية مواقفهما من اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية"، رافضاً الكشف عن هويتهما.

بيد أن خوري، قال إن موعد الزيارة سيتحدد بعد يوم الثلاثاء المقبل، مرجحاً أن يتم تحديد الموعد في فبراير (شباط) المقبل.

وأضاف خوري أن "الوفد حاصل على ضوء أخضر من الجانب السوري للقيام بالزيارة"، مشيراً إلى أن "الجانب الرسمي الأردني لا يوجد لديه موانع في ذلك".

وقال، إن "مهمة الوفد هي تطبيع العلاقات بين الدولتين الشقيقتين على المستوى السياسي وتقريب وجهات النظر، إضافة إلى العمل على تذليل العوائق أمام حركة النقل والتجارة بين البلدين".

وهذا الوفد الأردني ليس الأول الذي كان سيزور دمشق، بعد إعادة افتتاح المعبر الحدودي بينهما نهاية العام الماضي، لكنه الأول من هذا الوزن السياسي الرفيع، وهو ما كان تجار يعلقون الآمال عليه في إعادة توطيد العلاقة بين البلدين الشقيقين.

ويعامل الأردن سوريا بالمثل فيما يتعلق بالتجارة، إذ يمنع الاستيراد من سوريا، فيما بقيت حركة التجارة بين البلدين متوقفة على تجارة فردية يمارسها من يسمون في الأردن "بحارة" والذين يقومون بإدخال سلع بسياراتهم ضمن الحد المسوح لهم به كمسافرين والاتجار بها.