الإثنين 27 يناير 2020 / 10:33

صحف عربية: شبح النموذج الأردوغاني في سوريا يثير قلق الليبيين

24 - معتز أحمد إبراهيم

كشفت أوساط سياسية، أن شبح النموذج الأردوغاني الذي يطل الآن من ليبيا يثير قلق الجزائر، وهو ما دفعها إلى استضافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل وضع حد لهذه الأزمة في ظل تصاعد الغضب الجزائري من نشر أردوغان لمرتزقة سوريين إرهابيين في ليبيا.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن الحل السياسي في ليبيا بات ممكناً رغم التباين السياسي ودقة المشهد وتواصل التناحر بين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر من جهة، ومرتزقة حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج المدعومة من تركيا من جهة أخرى.

قلق متعاظم
وفي التفاصيل، كشفت أوساط سياسية لصحيفة العرب اللندنية، أن الهدف الرئيسي من الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر، هو محاولته تبديد القلق الجزائري من نشر مرتزقة في ليبيا، وأوضحت هذه الأوساط في حديثها للصحيفة، أن الجزائر أبدت قلقها الشديد من نشر مرتزقة سوريين منتمين إلى تنظيمات إرهابية في طرابلس، الأمر الذي أدى إلى عقد هذه القمة الجزائرية التركية.

وقالت المصادر إن أردوغان يدرك وجود انقسام داخل السلطة الجزائرية بشأن الأوضاع في ليبيا، ويخشى انتصار شق بات يدعو إلى ضرورة مناصرة الجيش الليبي على حساب ميليشيات حكومة الوفاق التي دعمتها أنقرة بمرتزقة سوريين، وأضافت المصادر أن تركيا تريد تقديم إغراءات اقتصادية للنظام الجديد، وإذا لم تتمكن من كسبه تماماً لصفها، فعلى الأقل لن تجعله يميل بعيداً عن حكومة الوفاق.

وأوضحت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن طموح أردوغان الآن هو أن يصل إلى صيغة للحصول على تسهيلات من الجزائر، وهو ما ترفضه المؤسسة العسكرية الجزائرية تماماً.

النموذج السوري
بدوره، حذر الكاتب الجزائري حسين لقرع من تكرار النموذج السوري في ليبيا، الأمر الذي سيكون له تداعياته على الجزائر، وقال لقرع في مقال له بصحيفة الشروق الجزائرية "بعيداً عن الأحاديث المعسولة التي أعطت الانطباع باقتراب الحل السلمي للأزمة الليبية، فإن الوضع على الأرض يبدو مغايراً تماماً".

وأضاف الكاتب أن ليبيا تتجه إلى تكرار النموذج السوري والغرق في حربٍ طاحنة قد تقودها إلى التفكك في نهاية المطاف، وعن هذه النقطة يقول لقرع "حكومة السراج تستعين الآن بمئات المقاتلين السوريين ضمن خطةٍ تركية لحشد ما بين 3 آلاف و6 آلاف مقاتل لصدّ قوات حفتر، واعترف السراج ضمنياً بوجودهم، وبرّر ذلك بـ"حق الحكومة الليبية الشرعية في الاستعانة بأي قوة لصدّ الانقلاب".

وطالب الكاتب اللليبيين بقبول دعوة الجزائر للحوار، قائلاً: "إن لم تتدارك الأطراف الليبية الأزمة ويقبلوا دعوة الجزائر إلى الحوار ويقدّموا تنازلاتٍ متبادلة لتحقيق تسويةٍ سلمية، فستصبح ليبيا أثرا بعد عين".

توازنات
من جهته، قال الباحث والخبير السياسي الليبي ياسين خطاب، في حوار له مع صحيفة الخبر الجزائرية، إن حظوظ الحل السياسي في ليبيا لا تزال موجودة، خاصة مؤتمر جنيف، وأضاف "أعتقد أن موسكو وأنقرة قطعتا شوطاً كبيراً في التفاهمات السياسية، باعتبار أن تركيا هي الضامن لحكومة الوفاق، وروسيا كانت المتكفل بدعوة وإقناع حفتر بالقدوم إلى موسكو والتفاهم حول الهدنة في ليبيا، ولكن قد يشعر الأوروبيون بانزعاج من الدور التركي الروسي الذي قد يهدد مصالحهم في ليبيا".

وأوضح خطاب أن نجاح المسارات الدولية عموماً تتعلق بمدى قوة التفاهمات السياسية بين الأطراف الدولية الداعمة للحل السياسي، خصوصاً موسكو وأنقرة.

أردوغان.. مشكلة
في سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي تورغوت اوغلو، إن السبب الرئيسي للأزمة في ليبيا هو "شخص" الرئيس التركي، وليس دولة تركيا، مضيفاً في مقال له نشره موقع اندبندنت عربية "المشكلة هي أن أردوغان بدلاً من الإسهام في إيجاد حل للأزمة الليبية، يتحرك وكأنه يبذل قصارى جهده في تعقيد الوضع الراهن، مما يجعله غير مرغوب به لدى كثير من دول المنطقة".

وتابع أوغلو "الأسوأ من ذلك، محاولة أردوغان تصدير نظامه من خلال الجماعات الإخوانية الإسلاموية، على غرار ما تفعله إيران في دول المنطقة، لربما يكون هناك تفسير منطقي لإرسال القوات المسلحة التركية إلى ليبيا بأسباب مقبولة نوعا ما، ولكن كيف نفسر قيامه بنقل القتلة الدواعش الذين سبق أن حاربوا في سوريا إلى الأراضي الليبية. فلن تخدم هذه الخطوة الحمقاء إلا تأجيج الفتنة بين مكونات المجتمع الليبي، وإثارة غضب الشعب تجاه الشعب التركي".

وعن السبب الذي يدفع أردوغان للقيام بذلك، قال أوغلو إن "الهواجس التي تنتاب أردوغان بشأن تدني شعبيته في الداخل واحتمال خسارتِه لمنصبههي التي تدفعه إلى مثل هذه العدوانية الجنونية".