الثلاثاء 28 يناير 2020 / 13:12

بعد الهجمات على منشآت أرامكو... البنتاغون يعزز دفاعاته ضد صواريخ كروز

24- زياد الأشقر

سقط فجر 14 سبتمبر (أيلول) الماضي أكثر من 24 طائرة مسيرة وصاروخ كروز على منشأتي بقيق وخريس التابعتين لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، متجنبة الدفاعات الصاروخية الأمريكية الصنع، مما تسبب بتوقف نحو نصف الانتاج السعودي من النفط في غضون ساعات.

القادة العسكريون يقولون إن حل هذه المشكلة، يكمن في تعزيز ترسانة البنتاغون بشبكة من أقمار التجسس بهدف رصد أفضل لصواريخ كروز ومتابعتها وكذلك رصد الطائرات المسيرة

وصدم الهجوم الذي نسبه مسؤولون أمريكيون وسعوديون إلى إيران، المنطقة، وسلط الضوء على هذا النوع من الأسلحة، وخصوصاً أن الدفاعات الصاروخية المصنعة أمريكياً مصممة بشكل أساسي لاعتراض صواريخ باليستية-يتم إطلاقها على ارتفاعات عالية مع مسارات متوقعة- لكنها تجد صعوبة أكثر في التصدي لصواريخ كروز، تحلق قريباً من الأرض حيث يتعين على الرادارات بذل جهد كبير لرصدها. 

النزاع مع إيران
وكتبت الصحافية لارا سليغمان في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه بينما تستثمر روسيا والصين في صناعة الصواريخ البعيدة المدى تحسباً لاندلاع نزاعات في المستقبل، فإن وزارة الدفاع الأمريكية قد طورت قدرة قواتها المسلحة على رصد وتدمير هذه الأنواع من الأسلحة. لكن المشكلة اتخذت بعداً ملحاً وسط تصاعد التوتر مع إيران، التي كانت تبني بهدوء قدراتها من صواريخ كروز منذ عقد.

أقمار تجسس
ولفتت إلى أن القادة العسكريين يقولون إن حل هذه المشكلة، يكمن في تعزيز ترسانة البنتاغون بشبكة من أقمار التجسس بهدف رصد أفضل لصواريخ كروز ومتابعتها وكذلك رصد الطائرات المسيرة فضلاً عن التهديد المتزايد الذي تشكله الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت- مثل الصواريخ التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت. وقال نائب رئيس الأركان المشتركة الجنرال جون هيتن في 2019: "لا يمكنك أن تتحصن ضد شيء لا يمكنك رؤيته".

ولهذه الغاية، فإن وكالة التطوير الفضائية- التي ستصبح في النهاية جزءاً من القوة الفضائية الجديدة- تهدف إلى إطلاق عشرات من الأقمار الإصطناعية القليلة الكلفة إلى المدار بحلول 2022، ثم إطلاق العشرات منها كل عامين.

تغطية كونية
وقال مدير الوكالة ديريك تورنير هذا الأسبوع في البنتاغون إن طبقة الأقمار الإصطناعية "ستلاحق" التهديد، بينما تعمل طبقة أخرى على نقل المعلومات إلى شبكات من أنظمة الدفاع الصاروخي. وأضاف إن الهدف هو الحصول على "تغطية كونية كاملة" بحلول السنة المالية 2026.

وذكّرت الكاتبة أنه منذ الحرب الباردة، بنت القوات المسلحة الأمريكية شبكة واسعة من العملاء والأسلحة والإنذار المبكر المخصصة للدفاعات الصاروخية. والمرحلة الأولى من تدمير الصواريخ الآتية يكمن في رصدها ثم ملاحقتها. وهذا من الأفضل أن يتم من الفضاء، حيث بإمكان الأقمار الإصطناعية تغطية مساحات أوسع بكثير مما تفعله طائرات الاستطلاع مثل الدرونز والمسيرات. والجزء الأخير من العملية يتضمن التخلص من التهديد، الذي كان يتم تقليدياً من طريق إطلاق أنظمة الدفاع الصاروخي.

دقة أكبر
ولاحظت أن اعتراض صواريخ كروز أو مسيرات صغيرة غير مأهولة يتطلب دقة أكبر منه لتدمير الصواريخ الباليستية. إذ أن هذه الأسلحة تحلق على ارتفاعات قريبة من الأرض وبسرعات كبيرة، ولديها مسارات غير متوقعة تتحدى الدفاعات الصاروخية.

وعلى سبيل المثال، وجد محللو بقايا الأسلحة التي استخدمت في هجمات 14 سبتمبر، أن بعض المسيرات التي انطلقت من الشمال اتخذت مساراً دائرياً لتصيب الهدف، من خلال التحليق فوق العراق والكويت. وأجهزة استشعار جديدة هي الطريقة الأسرع لنقل المعلومات إلى العملاء والمنصات التي ستتكفل بتدمير الهدف.

ولا يمكن للكثير من المنصات التواصل مباشرة مع بعضها البعض، وأي قرار يتطلب الكثير من المكالمات الهاتفية أو الرسائل عبر الإنترنت مما يستغرق الكثير من الوقت. ويقول القادة إنه في عالم باتت الصواريخ التي تفوقها سرعتها سرعة الصوت بأضعاف حقيقة، فإن المدة التي تستغرقها عملية اعتراض الصواريخ المتبعة حتى الآن تعتبر بطيئة جداً.