الأربعاء 29 يناير 2020 / 15:06

هل صارت أمريكا قوة احتلال في العراق؟

24- زياد الأشقر

تناول الكاتب بول آر. بيلار في مقال نشره في مجلة "ناشيونال إنترست" الوجود الأمريكي في العراق، مذكراً بطريقة "تسويق جورج دبليو بوش لحربه في العراق قبل 17 عاماً؟، ولافتاً إلى أن الأمر لم يكن متعلقاً بأسلحة الدمار الشامل أو التحالف الأسطوري مع المجموعات الإرهابية.

أكبر عائق أمام عودة ظهور داعش في العراق، هو الحكم الجيد والاستقرار في السياسة العراقية. لكن القوات الأمريكية لا تساهم في تحقيق هذين الهدفين

 وكان يفترض بالحرب أن تجلب نعم الديمقراطية إلى الناس في العراق، الذين سيكونون ممتنين للولايات المتحدة على إطاحتها بديكتاتورهم. ولم تكن الحرب فقط من أجل تحقيق أهداف أمريكية تتعارض مع الأهداف العراقية وإنما كانت فعلاً تخدم مصالح العراقيين.

مشاعر سلبية
ولكن أياً يكن عرفان الجميل الذي شعر به العراقيون، فإنه سرعان ما طغت عليه مشاعر سلبية. وتلقت القوات الأمريكية أزهاراً أقل مما واجهته من تمردات متعددة الوجوه. وغلف ذلك التمرد حرباً طائفية أطلقها الغزو الأمريكي وكذلك معارضة مسلحة لما اعتبره الكثير من العراقيين احتلالاً عسكرياً أجنبياً.

بعد إدارتين أمريكيتين لاحقتين، بات واضحاً أكثر من أي يومٍ مضى أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق، هو بمثابة احتلال. وعلى رغم أن الإدارة لا تزال تستخدم تعابير بلاغية حول مساعدة الشعب العراقي، فإن ذلك لا يحجب شعوراً عراقياً طاغياً، تم التعبير عنه من قبل الحكومة والبرلمان، لجهة وجوب مغادرة القوات الأمريكية العراق.

عقوبات
وذهب ترامب إلى حد تهديد العراق بعقوبات إذا لم يذعن لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي على التراب العراقي. وحذرت الإدارة العراق من أنها ستمنع المصرف المركزي العراقي من الوصول إلى حساباته في الاحتياط الفيديرالي الأمريكي إذا استمرت بغداد في المطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

واعتبر بيلار أن الاحتلالات العسكرية الأجنبية هي في الغالب سيئة، لأنها تحول الولايات المتحدة إلى قوة احتلال. وهناك، في الحد الأدنى، التكاليف المباشرة للحفاظ على مثل هذا الوجود في أرض أجنبية. ويمكن أن تتحول القوات الأمريكية إلى هدف من قوى أجنبية غير صديقة- وكانت نقطة ضعف للولايات المتحدة التعرض لصواريخ إيرانية الأسبوع الماضي، على غرار تلك التي سقطت على قواعد عسكرية في العراق.

قتال داعش

وأوضح الكاتب أن القوات الأمريكية لا تزال ظاهرياً موجودة للمساعدة في القتال ضد تنظيم داعش. لكن منذ التصعيد الأخير للمواجهة الأمريكية مع إيران، لم تعد هذه المساعدة غير موجودة. والعمليات المناهضة لداعش تم تعليقها والقوات الأجنبية مختبئة لحماية نفسها.

ورأى الكاتب أن أكبر عائق أمام عودة ظهور داعش في العراق، هو الحكم الجيد والاستقرار في السياسة العراقية. لكن القوات الأمريكية لا تساهم في تحقيق هذين الهدفين. وعوضاً عن تحويل العراق إلى ساحة لمحاربة إيران، فإن الوجود الأمريكي يعزز كل انواع عدم الاستقرار والتوترات الطائفية التي تجعل العراق ملعباً مفضلاً للتنظيم الإرهابي. وعلاوة على ذلك، فإن مقاومة الاحتلال الأجنبي كان تقليدياً أحد المحفزات للإرهاب.