زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي (أرشيف)
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي (أرشيف)
الأربعاء 29 يناير 2020 / 22:30

الخلاف بين الفصائل الموالية لطهران يمنع اختيار بديل لعبدالمهدي

لا تزال حكومة العراق تنتظر رئيس وزراء يشكلها، منذ استقالة حكومة عادل المهدي في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، في موقف غير عادي، وهو ما دفع الرئيس برهم صالح إلى تهديد الكتل السياسية في البرلمان بتسمية رئيس جديد للحكومة، إذا لم تقدم الكتل السياسية مرشحها في موعد أقصاه السبت 1 فبراير(شباط) المقبل.

ولكن موانع تسمية رئيس الوزراء العراقي عديدة، منها أن المنتفضين في الشارع، يصرون على أن يكون المرشح لهذا المنصب مستقلاً ومن التكنوقراط، أي المتخصصين، وليس على علاقة بأي دولة خارجية، وتحديداً لا يأتمر من إيران، ويشددون على تجنب اختياره من الحشد الشعبي، أو من المقربين له.

من موانع إنجاز مهمة اختيار رئيس الوزراء، هو الخلاف بين الفصائل الموالية لطهران على أحقية أبرز ثلاث قوى فيها، في اختيار مرشح منها لرئاسة الحكومة، وهذه القوى الثلاث، التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري، وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، تختلف كثيراً فيما بينها على أحقية التسمية، واختيار الوزراء.

أما أحد الأسباب الإضافية لتأخر تكليف شخصية عراقية برئاسة الحكومة، فترده أوساط في بغداد إلى توافق أمريكي إيراني على أي ملف في العراق منذ أشهر، عكس ما كان يحصل سابقاً، إذ كان التوافق بين طهران وواشنطن ينهي الأزمة الداخلية، ويعطي للعراقيين حكومة جديدة.

أما المحتجون العراقيون، فهم شهدوا طيلة سنوات في العراق بعد سقوط نظام حزب البعث على حكومات عديدة، كانت أبرز مهامها الفساد والتدهور الاقتصادي وانهيار الأوضاع المعيشية وربطت هذه الحكومات العراق بالأزمات الإيرانية. ولذلك يصر المحتجون على حكومة من خارج ما يسمونها "طغمة" الفساد والالتحاق بطهران.

خلاف قديم وعميق
أما فصائل الحشد الشعبي والتيار الصدري، فإن الخلاف بينها قديم وعميق، وهناك عراقي واحد استطاع حله في الأعوام الماضية، ولكن هذا الرجل قتل، أي أبو مهدي المهندس، فالرجل كان الشخصية الأقوى لطهران في العراق، وهو الذي كان يمنع حلفائها من الاشتباك، وخاصةً أن الخلافات بين الثلاثة متراكمة. فالخزعلي كان ضمن التيار الصدري لكنه انشق عنه، ويتهم الأخيران العامري بمحاباة  الأمريكيين، فيما لا يوافق الخزعلي والعامري على اختيار الصدر الذي يتهمانه بـ "الطفولية" السياسية.

أما بالنسبة للخيار الثالث، أي التوافق الأمريكي الإيراني، فهو مفقود وبلا أمل، خاصةً أن الخلاف وصل إلى طريق مسدود، لا خيارات فيه، بعد أن وصلت المناوشات إلى المواجهة العسكرية شبه المباشرة، مع قصف مواقع عسكرية عراقية تضم جنوداً أمريكيين، وقصف السفارة الأمريكية والمنطقة الخضراء، وصولاً إلى مهاجمة السفارة عبر مناصرين لطهران والحشد الشعبي.

أما الأمريكيين فنفذوا أبرز عملية موضعية ضد أبرز قيادي إرهابي في المنطقة، أي قاسم سليماني. هذا الوضع بين الولايات المتحدة وإيران لا يمكن وقفه إلا بمفاوضات غير مشروطة تُنهي الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة والعالم، ودعم منظمات إرهابية مثل حزب الله، والحوثيين.

وفي الأثناء يستمر المحتجون في العراق، في حراكهم، وأعلنت ساحات بغداد والمحافظات الجنوبية  رفضها لتولي علي شكري منصب رئيس الوزراء، فالرجل مقرب من التيار الصدري، وليس مستقلاً كما حاول إظهار نفسه.