مؤيدون لبريكست في ساحة البرلمان البريطاني (أرشيف)
مؤيدون لبريكست في ساحة البرلمان البريطاني (أرشيف)
الثلاثاء 4 فبراير 2020 / 13:41

بعد بريكست...جونسون يكتشف ضعف بريطانيا

24- زياد الأشقر

عن تأثيرات بريكست على بريطانيا، كتب الصحافي سيمون جينكنز في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن العملية لم تنتهِ ليل الجمعة، ذلك أن إجراءات الطلاق وصلت إلى نتائج غير واضحة، وسيتعايش الزوجان على الأقل 11 شهراً إضافياً.

بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي صارت أضعف لا أقوى، والأسد أضحى فأراً، يحاول أن يزأر

عملياً، يقول الكاتب، لم يتغير شيء ولم يتأذ أحد، ومع ذلك، فلا يزال ممكناً حدوث كل شيء. ويلاحظ أنها كانت إشارة مفيدة تلك التي أعرب عنها أوروبيون عقلانيون مثل رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، للحفاظ على علاقات وطيدة.

فائدة متبادلة
ويؤكد الكاتب أن من شأن ترتيبات تجارية إيجابية أن تعود بالفائدة المتبادلة، فلا مصلحة لأحد في تدمير مثل هذه الترتيبات من أجل تفاهم سياسي، خاصةً أن "المفترض أننا بلغنا سن الرشد".

ولكن جنكينز يرى أنه أمر محير أن يختار جونسون الأسبوع الذي يلي الاحتفالات بالطلاق، لإلقاء تصريحات عدوانية ضد الاتحاد الأوروبي، ستكون من تنظيم وزير خارجيته دومينيك راب ووزير المالية ساجد جاويد.

فالغطرسة التي أثارتها الانتخابات لعبت برؤوسهم، ولن يتمكن جونسون من مقاومة إغراء محاولة إذلال شريكه السابق.

وأضاف أنه ببساطة لا مصلحة لبريطانيا في خسارة 50 في المئة من تجارتها، وهو حجم التبادل التجاري البريطاني مع الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، فإن جونسون أعلن أنه يفضل بالفعل فرض تعريفة جمركية ضد الاتحاد الأوروبي. وهو يطالب بعلاقة مشابهة لتلك التي تربط الاتحاد وأوروبا، أو حتى أستراليا. ويقول إنه إذا كان هذا المكان الذي ستنتهي إليه بريطانيا "فلا شك عندي أننا سنزدهر".

زيادة في السيادة

ولفت الكاتب إلى أن لا شيء يدل على أن تعزيز التجارة الوطنية مع الصين، أو الولايات المتحدة يمكن ان يعوض ما سيتكبده الاقتصاد  بريكست "قاسٍ". كما أن مثل هذه التجارة لن تعكس أي زيادة ملحوظة في السيادة، فالتجارة تتعلق باستعراض العضلات. والمملكة المتحدة على وشك أن تفقد القوة التي اكتسبتها في التفاوض الجماعي داخل الاتحاد الأوروبي.

ولا شك أن ارتفاع أي هامش في التجارة مع الصين أو مع الولايات المتحدة، سيكون وفقاً لشروطهما الصارمة.

لطم سياسي
وقال إن الكثير من لغة جونسون هي عبارة عن لطم سياسي. فالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي يتطلب تفاهمات على التجارة وتنقل الأفراد. والمفاوضات يجب أن تكون قادرة على التوصل إلى اتفاقات على البضائع والخدمات، تغطيها بروتوكولات إجبارية تضمن المنافسة العادلة.

ولكن من المستحيل أن تتحول المملكة المتحدة بين ليلة وضحاها إلى مفاوض أكثر قوة مما كانت عليه.

فالتجارة مسألة لا تتعلق بالسيادة، بل تتعلق بالوزن التجاري والاقتصادي. وفي هذا السياق، وبعد خروجها الاتحاد الأوروبي، أصبحت بريطانيا أضعف، لا أقوى، فالأسد أضحى فأراً، يحاول أن يزأر، وربما يثير هذا الأمر ارتياح جونسون وزملائه، لكنهم مدينين للبلد بمحاولة التوصل سريعاً إلى اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.