الشرطة البريطانية في ستريثام قرب لندن بعد هجوم ساديش أمان (تويتر)
الشرطة البريطانية في ستريثام قرب لندن بعد هجوم ساديش أمان (تويتر)
الثلاثاء 4 فبراير 2020 / 14:33

بريطانيا تخسر الحرب ضد التطرف الإسلامي

للمرة الثانية منذ ما يزيد قليلاً عن شهرين، تحول الإرهاب في شوارع بريطانيا إلى مهزلة فتاكة عندما استولى ساديش أمان، الذي أُطلق سراحه للتو من السجن رغم خطورته، على سكين من متجر في ستريثام وطعن شخصين قبل أن يُطلق عليه ضباط شرطة النار.

يجب ألا ننسى أن المسلمين هم أكثر ضحايا التطرف الإسلامي. وفي بريطانيا، العديد من المسلمين الذين لا يهتمون كثيراً بالدين

وفي نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، قتل عثمان خان، وهو إسلامي غادر السجن قبل 11 شهراً، شخصين في مؤتمر كان يحضره عند جسر لندن، نظمه مشروع لإعادة تأهيل السجناء.

الخروج من السجن باكراً
وترى الكاتبة ميلاني فيليبس في صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن هذه الحوادث تثير كثيراً من الأسئلة عن السماح للإرهابيين بالخروج من السجن في وقت مبكر للغاية، والقول ببساطة، إنهم تخلوا عن التطرف، مضيفةً أن "البعض يقول إننا لا نستطيع الاستمرار هكذا".

ولفتت فيليبس إلى أن القول أسهل من الفعل، وأن "المطلوب هو تغيير في المواقف، وهو ما لم تكن بريطانيا راغبة في القيام به".

وفي رأي فيليبس، فإن المشكلة ليست فقط الإفراج عن عشرات الإسلاميين الآخرين، أو أن آخرين سيطلق سراحهم قريباً، ذلك أن إبقاءهم في السجن فترةً أطول لن يغير، أنهم بعد إطلاق سراحهم في نهاية المطاف، قد يشكلون خطراً.

برامج إزالة التطرف
ولفتت إلى كل الأدلة التي تشير إلى أن برامج إزالة التطرف داخل السجون وخارجها على حد سواء غير فعالة. ليس فقط بسبب الفوضى في نظام السجون، والمراقبة، ونقص الموارد، وإنما بسبب خطأ مفاهيمي، وهو الاعتقاد أن قوة العقل يمكن استخدامها ضد المتعصبين الذين يؤمنون بقتل الكفار،  وتفجير أنفسهم باسم الل،ه وارتداء أحزمة القنابل الزائفة، لتشجيع الشرطة على قتلهم.

وفي برنامج إذاعي لهيئة الإذاعة البريطانية قبل بضعة أيام، تحدث إيان أتشيسون الذي أجرى مراجعة للتطرف في السجون، عن سبب الفشل في القضاء التطرف في السجون، قائلاً إن السجناء كانوا يتلاعبون بمثل هذه البرامج بتكرار لغة الاعتدال التي كانوا يعرفون أن المسؤولين يتوقون لسماعها.

أئمة السجون
والأمر الأكثر تعبيراً، وفق لفياز مغل، مؤسس جماعة Faith Matters، أن أئمة السجون كانوا خائفين من السجناء الذين يتمتعون بشعبية وعدائية، والذين بدوا في بعض الأحيان يعرفون أكثر منهم، المفاهيم الإسلامية.

وتوقفت الكاتبة عند النقطة الأخيرة، لتتساءل: "هل يمكن أن يكون هؤلاء السجناء الذين يزيدون تطرف السجناء المسلمين الآخرين، أكثر إيماناً من الأئمة التعساء الذين أرسلوا لإقناعهم بتغيير سلوكهم الخاطئ؟".

وتلفت الكاتبة إلى وجود تفسيرات مختلفة للإسلام في العالم الإسلامي، بعضها سلمي، وغير سياسي، و"لا يجب أن ننسى أن المسلمين هم أكثر ضحايا التطرف الإسلامي. وفي بريطانيا، فإن العديد من المسلمين لا يهتمون كثيراً بالدين".

ومع ذلك، فإن التطرف الإسلامي التفسير القائم على القراءة الحرفية للنصوص الدينية، والذي تنشره أقوى السلطات الدينية في العالم الإسلامي. وتضيف الكاتبة: "في بريطانيا والغرب، نواصل ادعاء أن مثل هذا التطرف، هو تحريف للإسلام".

ثلاثة عقود
منذ ظهور هذا التهديد في بريطانيا قبل أكثر من ثلاثة عقود، رفضت المؤسسة الاعتراف بالخطر الكامن في ما يؤمن به هؤلاء، وليس فقط ما يفعلونه. لذلك تسمح للسجناء بالخروج من السجن في وقت مبكر جداً، وتُخدع ببرامج إزالة التطرف، وتدين أي شخص ينتقد العالم الإسلامي معتبرةً أنه كاره للإسلام.

وأبرزت أهمية حماية غالبية المسلمين البريطانيين الملتزمين بالقانون. لكن من المهم أيضاً إدراك أن هناك عدداً مثيراً للقلق من المسلمين البريطانيين الذين يوافقون على أهداف المتطرفين الإسلاميين، أو على الأقل  تكتيكاتهم.

وكشف استطلاع لسياسة التبادل في 2016 أن أكثر من 40% من المسلمين البريطانيين، أرادوا رؤية بعض جوانب الشريعة على الأقل سارية في المملكة المتحدة.