أيزيديات ناجيات من قبضة داعش (أرشيف)
أيزيديات ناجيات من قبضة داعش (أرشيف)
الجمعة 7 فبراير 2020 / 16:46

نساء داعش... ضحايا أم جانيات؟

تحاكم سامنتا ماري الحساني، الأمريكية والأم لطفلين التي غادرت إنديانا، للانضمام إلى داعش في سوريا، في قضية تسلط الضوء على نقاش في الغرب عن درجة تورط زوجات الإرهابيين في جرائم التنظيم، وإذا كن ضحايا أو جانيات؟

غالباً ما ينظر إلى عناصر داعش من النساء على أنهن مسلوبات الإرادة أو ساذجات وحتى ضحايا. وهذا توصيف خطير وغير دقيق تماماً

وأقرت الحساني بجرائمها، في جلسة أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية، في 25 نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي، وأُدينت فيها "بدعم مالي لراغبين في مناصرة داعش".

خطورة
وحسب وزير العدل الأمريكي ثوماس كيتش إل: "سافرت الحساني مع زوجها وشقيق زوجها اللذين أصبحا مقاتلين في صفوف داعش، وعرضت حياة طفليها للخطر. ويعكس اعترافها بتهم الإرهاب خطورة سلوكها" ويتوقع صدور الحكم ضدها في مارس (آذار) المقبل.

ويذكر أوزاي بولوت، الصحفي التركي والزميل البارز لدى معهد غيتستون، قضية مشابهة حظيت باهتمام كبير في الولايات المتحدة، هي قضية هدى مثنى أو "عروس داعش" الأمريكية المولد، وابنة ديبلوماسي يمني عمل في الأمم المتحدة، التي غادرت ولاية ألاباما لتلتحق بداعش في سوريا.

وأنجبت مثنى بعد زواجها مرتين مقاتلين في داعش، قتلا في الحرب، وكانت تحض على" سفك دماء الأمريكيين". ومنذ ذلك الوقت، يقال إنها عبرت عن ندمها على أفعالها.

تجريد من الجنسية
ورفعت أسرة مثنى في فبراير(شباط) الماضي، دعوى ضد إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لتمكينها من العودة إلى الولايات المتحدة من سوريا، أين تقيم في مخيم لمعتقلين من داعش، ولكن محكمة فيدرالية قضت في نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي، بأن مثنى غير أمريكية، وفق ما أقرت به إدارة أوباما في في 2016، ولذلك لا يحق لها العودة إلى الولايات المتحدة.

وفي بداية نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي، قالت مثنى في لقاء مع شبكة إن بي سي نيوز: "كل من يؤمن بالله يعتقد أن أي شخص يستحق فرصة ثانية، مهما كانت ذنوبه".

تحريض
لكن كاتب المقال يرى أن قضية حق نساء حرضن رجالاً على اختطاف، واغتصاب، وتعذيب، وذبح إيزيديين، ومسيحيين في العراق وسوريا، في الرحمة، أمر مشكوك فيه.

وتؤكد مؤسسة الأيزيدية الحرة، التي تأسست بعد محاولة الإرهابيين إبادة أبناء الطائفة، في أغسطس( آب) 2014، والتي تعمل على خلق وعي دولي بمأساة الإيزيديين "غالباً ما يُنظر إلى عناصر داعش من النساء على أنهن مسلوبات الإرادة أو ساذجات وحتى ضحايا. وهذا ويف خطير وغير دقيق تماماً".

وتضمن تقرير صدر أخيراً عن مؤسسة الأيزيدية الحرة، فقرةً نشرها جهاز الاستخبارات والأمن الهولندي في 2017 بعنوان "الجهاديات، خطر لا يجب الاستهانة به".

وجاء في النشرة "عند الكتابة عن المتطرفات، غالباً ما تهيمن أفكار نمطية، كأن يقال إنهن ساذجات لحقن بحب حياتهن، أو أنهن نساء أكثر تشدداً من أزواجهن، أو نساء وجدن أنفسهن صدفة في الخلافة".

وتطرح النشرة أسئلة من قبيل "ما الدور الذي تلعبه نساء في الحركة المتطرفة؟ وما نوع الخطر الذي يشكلنه ؟".

لا إجابات
وغالباً ما تبقى تلك الأسئلة دون إجابات. وفي العامين الماضيين، حاول عدد من المتطرفات في أوروبا تنفيذ هجمات إرهابية، ولذلك لا يجب تقليل دورهن ضمن الحركة المتطرفة. وفي عدد من الحالات، تبدي المتطرفات إخلاصاً لقضيتهن مثل الرجال تماماً. إنهن يمثلن خطراً  بتجنيد آخرين، وإنتاج وتوزيع بروباغندا، وجمع الأموال. ويُلقن أطفالهن العقيدة المتطرفة. وتشكل النساء جزءاً أساسياً من الحركة المتطرفة".

ويرى كاتب المقال أنه بعد مقتل زعيم داعش السفاح أبو بكر البغدادي، من الضروري تذكر أن العقيدة هذه  لا تزال حية، وأن الإرهابيين يواصلون نشرها.

وحسب الكاتب، من المهم التأكيد أن الضحايا الحقيقيين لممارسات داعش المقيتة ليسوا آلاف النساء والفتيات اللاتي انضممن طوعاً إليه، وساهمن بفعالية في جرائمه المروعة ضد الإنسانية، ولكن الضحايا هم مئات آلاف المسيحيين، والإيزيديين، والمسلمين الذين شُردوا، وعُذبوا، وقُتلوا.