قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (أرشيف)
قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (أرشيف)
الأحد 9 فبراير 2020 / 13:03

الاتحاد الأفريقي يجتمع "لإسكات الأسلحة" في القارة

يسعى رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في قمة الإثنين والثلاثاء في أديس أبابا، إلى تعزيز مشاركتهم في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة على الرغم من الإخفاقات السابقة.

وتفتتح هذه القمة السنوية للمنظمة الإفريقية، التي تعقد تحت شعار "إسكات الأسلحة"، صباح الأحد، على ملاحظة مريرة، هي إخفاق الاتحاد الأفريقي في تنفيذ التعهد الذي قطعه في 2013 "بإنهاء كل الحروب في أفريقيا بحلول 2020".

وتمهيداً للقمة، رسم رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي صورة قاتمة للوضع في القارة، من الساحل إلى الصومال، معتبراً أن الوقت الذي مر منذ 2013 سمح بكشف "مدى تعقيد الإشكالية الأمنية في أفريقيا" أكثر مما أتاح تسوية النزاعات.

وبعد اجتماعات قمة عديدة احتلت فيها الواجهة قضايا إصلاح الاتحاد الأفريقي "خصوصا تمويله" وتنفيذ إجراءات مثل منطقة التبادل الحر القارية، ستتركز المناقشات في هذه القمة على النزاعات التي تشهدها أفريقيا وعلى رأسها ليبيا وجنوب السودان.

والقضايا الإشكالية عديدة من الإرهاب إلى الاحتجاجات التي تلي الانتخابات، والنزاعات كثيرة.

وقد تحقق بعض التقدم في أفريقيا الوسطى والسودان لكن ظهرت أزمات أخرى من الكاميرون إلى موزمبيق.

وسيتولى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الأحد رئاسة الاتحاد لمدة عام، خلفا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقد اعترف رامافوزا في نهاية يناير(كانون الثاني) بحجم المهمة التي تقع على عاتق الاتحاد الأفريقي، مذكراً بأن النزاعات ما زالت تحد من تنمية أفريقيا.

ويرى فكي أن الأمر بات يتعلق بأن "نسأل أنفسنا عن السباب العميقة" للنزاعات وتقديم "حلول مبتكرة لها تحد من الحل العسكري عبر إرفاقها بإجراءات في مجالات أخرى، مثل التنمية".

وصرح وزير خارجية جنوب أفريقيا ناليدا باندور، إن "الاتحاد الأفريقي "يجب أن يكون أكثر حيوية" في تصديه للنزاعات بدلاً من ترك هذه المهمة لأطراف خارجية.

وقال: "يجب أن نتحرك بسرعة أكبر".

لكن بين الخلافات الداخلية والتمويل غير الكافي لمهمات حفظ السلام، سيواجه الاتحاد الأفريقي صعوبة في أن يصبح جهة فاعلة لها وزنها في تسوية النزاعات.

ومن أولويات الاتحاد شغل مكان أكبر في عملية المفاوضات لتسوية الأزمة في ليبيا، الملف الذي تتولى إدارته الأمم المتحدة واشتكى الاتحاد الأفريقي مؤخراً من "تجاهله.. بشكل منهجي" فيه على حد قول ناطقة باسم فكي.

وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الموجود في أديس أبابا أنه يتفهم "إحباط" الاتحاد الأفريقي الذي "استُبعد" حتى الآن عن الملف الليبي، مؤكداً تأييده لمنح المنظمة الأفريقية دوراً أكبر.

ووعد في هذا الإطار بدعم مبادرة لعقد منتدى للمصالحة اتخذت في نهاية يناير(كانون الثاني) خلال قمة نظمتها لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا في الكونغو برازافيل.

وذكر المركز الفكري "مجموعة الأزمات الدولية" أنه على الاتحاد الأفريقي أن يدرج في أولوياته وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الأمم المتحدة لتمول بنسبة 75% من مهماته لحفظ السلام التي يوافق عليها مجلس الأمن الدولي.

وقال المركز نفسه في تقرير نشر الجمعة إن "الاتحاد الأفريقي يملك الإرادة والقدرة على القيام بمهمات لمكافحة الإرهاب وحفظ السلام ضرورية للمساعدة في إحلال الاستقرار في دول أفريقية".

لكنه أضاف أن الاتحاد "لا يملك الموارد المالية الضرورية لتقديم دعم ثابت ومتوقع وهذا أمر يمكن أن تؤمنه الأمم المتحدة".