جنود من المارينز على متن سفينة برمائية أمريكية قبالة هونغ كونغ.(أرشيف)
جنود من المارينز على متن سفينة برمائية أمريكية قبالة هونغ كونغ.(أرشيف)
الإثنين 10 فبراير 2020 / 14:04

البنتاغون.. طموحات أكبر وأموال أقل لمواجهة الصين!

24- زياد الأشقر

تبدي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصميمها على الانسحاب "من الحروب التي لا تنتهي" في الشرق الأوسط، لتتمكن من التركيز على مواجهة صعود روسيا والصين. إلا أن الصحافيين كونر أوبراين وجاكلين فليدتشر لفتا في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى أن الكثير من أفعال هذه الإدارة تبعث برسائل مختلفة- من قرارات الرئيس بإرسال المزيد من الجنود إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي إلى قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

الموازنة ستواجه مصاعب أخرى مع اقتطاع 7,2 مليارات دولار لبناء الجدار مع المكسيك، وذلك بعدما كانت هذه الإدارة قد حولت 6,1 مليارات دولار من موازنة العام الماضي لهذه الغاية

وقال الكاتبان إن هذا النوع من عدم الانسجام يعزز الشكوك في الكابيتول هيل في شأن موازنة الدفاع المقترحة البالغة قيمتها 741 مليار دولار والتي سيقدمها البيت الأبيض إلى الكونغرس هذا الاسبوع.

وأشارا إلى مشروع الموازنة للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، ستتضمن على الأرجح المزيد من اللهجة البلاغية حيال المنافسة التي تواجهها "القوة العظمى" من موسكو وبكين. لكن هذا الطموح يأتي في وقت يواجه البنتاغون توسعاً في الموازنة كي يفسح في المجال أمام 7 مليارات دولار يريدها ترامب لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك. ويضاف إلى ذلك القلق المتزايد من حرب محتملة مع إيران ومستقبل القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس سيث مولتون: "سيكون من الصعب شرح (مسألة محورية الصين وروسيا) لجنودنا عندما يكونون عالقين في الرمال".

أولوية المنافسة
وذكّر الكاتبان بأن استراتيجية الدفاع الوطني التي كشفت عام 2018، تعطي أولوية للمنافسة مع روسيا والصين بعد نحو عامين من العمليات العسكرية المناهضة للإرهاب في الشرق الأوسط وأفغانستان على الغالب.

وحظيت الخطة بتأييد واسع في الكابيتول هيل، حيث كان مشرعون من الحزبين يدعون إلى التكيف مع التهديدات الجديدة لتلتقي مع دعوات لتهدئة عقود من الحرب.

قلق ديمقراطي
ويبدي الديمقراطيين قلقهم حيال التزام البنتاغون هذه الاستراتيجية في وقت يتصاعد فيه التوتر على خلفية اغتيال سليماني، الذي دفع إيران إلى توجيه ضربات صاروخية انتقامية ضد قواعد في العراق ينتشر فيها جنود أمريكيون. وصرح رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي النائب الديمقراطي آدم سميث :"لا أعتقد أن أي شيء قد تغير منذ وضع استراتيجية الدفاع الوطني بما يستدعي إطالة أمد النزاع مع إيران"، مشيراً إلى أن أفعال الرئيس تلحق الضرر بقدرة البنتاغون على تبرير موازنته. وأضاف: "أعتقد إنها تقوض القضايا الأكبر ولا تصب في مصلحتنا".

وبدوره، قال النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجرسي آندي كيم المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي: "لا أدري ماذا سيفعل هذا الرئيس بعد... لا أرى اتساقاً في أفعاله، ولا يبدو أنه ملتزم بالوثائق الأمنية التي تعدها إدارته".
كما تساءلت السناتور الديمقراطية عن ولاية إيلينوي تامي داكوورث عن مدى التزام إدارة ترامب باستراتيجية آسيا-المحيط الهادئ، قائلة: "أعتقد أننا صرفنا الانتباه عن المسألة هناك".

جدار المكسيك
ولاحظ الكاتبان أنه بعد أسابيع فقط من تنديد مجلس النواب بسياسة ترامب حيال إيران، تبنى النواب قراراً جديداً للحد من خيارات الرئيس العسكرية في الشرق الاوسط. وأشارا إلى أن الموازنة ستواجه مصاعب أخرى مع اقتطاع 7,2 مليارات دولار لبناء الجدار مع المكسيك، وذلك بعدما كانت هذه الإدارة قد حولت 6,1 مليارات دولار من موازنة العام الماضي لهذه الغاية.

ولاحظ نواب ان ما مجموعه 13,3 مليار دولار، هي كافية لشراء حاملة طائرات "جيرالد فورد". كما أن الموازنة لا تزال عرضة لزيادات جديدة بعد إضافات أملاها المتشددون في الحزب الجمهوري.

لكن رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الجمهوري جيم إنهوفي يدحض اتهامات الديمقراطيين ويؤكد أن استراتيجية مواجهة روسيا والصين "ستبقى الأولوية القصوى...وما يجري في إيران والعراق يجب ان لا يناقش على المستوى نفسه".