مقاتلون من الحشد الشعبي في العراق.(أرشيف)
مقاتلون من الحشد الشعبي في العراق.(أرشيف)
الثلاثاء 11 فبراير 2020 / 12:31

كيف يمكن إنهاء الاستعمار الإيراني للعراق؟

دعا الباحث المقيم في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين واشنطن لفرض عقوبات جديدة على الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، مشيراً في مقاله بمجلة "واشنطن أكزامينر" إلى أن لائحة هذه الميليشيات طويلة.

شبه الكاتب شركة خاتم الأنبياء بدمج فيلق المهندسين في الجيش الأمريكي بشركات بكتيل وهاليبورتون وكاي بي آر وإكسون موبيل وبوينغ ووولمارت وغيرها بحيث تصبح كياناً واحداً يهيمن على معظم القطاعات التصنيعية والإلكترونية

وكتب أن حملة الضغط الأقصى يمكن ألا تكون قد أقنعت القيادة الإيرانية بالتخلي عن الإرهاب وبرنامجيها النووي والبالستي لغاية اللحظة، لكنها أنزلت الضرر بالاقتصاد الإيراني الذي يعاني من انكماش فيما تواصل قيمة العملة الوطنية انخفاضها. وتسببت العقوبات على الحرس الثوري خصوصاً بضرب الاقتصاد الإيراني بفعل الدور الذي يلعبه الحرس في الاقتصاد.

لا عودة إلى الثكنات
ذكر روبين أن الحري الثوري برز إلى الواجهة خلال الحرب العراقية-الإيرانية بين سنتي 1980 و1988. حين قبل علي خامنئي بوقف لإطلاق النار في نهاية المطاف، لم يرد الحرس العودة ببساطة إلى الثكنات خوفاً من أنه قد يفقد موقعه المتميز. عوضاً عن ذلك، قرر الدخول في القطاع المدني وبناء قاعدة مالية مستقلة.

ولتوضيح الصورة، شبه الكاتب شركة خاتم الأنبياء بدمج فيلق المهندسين في الجيش الأمريكي بشركات بكتيل وهاليبورتون وكاي بي آر وإكسون موبيل وبوينغ ووولمارت وغيرها بحيث تصبح كياناً واحداً يهيمن على معظم القطاعات التصنيعية والإلكترونية. بعبارة أخرى، تسيطر شركة خاتم الأنبياء على 40% من الاقتصاد الإيراني وتوفر الجزء الأكبر من ميزانية الحرس.

الاختباء خلف الفتوى
من خلال معاقبة الحرس الثوري، جعلت إدارة ترامب أي شركة غير إيرانية دخلت في شراكة مع كيان يملكه أو يديره الحرس مسؤولة عملياً عن إرهابه. على سبيل المثال، أنهى مصنع السيارات الفرنسي رينو شراكته إلى حد بعيد مع شركات مرتبطة بالحرس من أجل الامتثال للعقوبات. هناك افتراض لدى كثر في واشنطن أنه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية المريعة، تواصل إيران دعم الميليشيات الشيعية في العراق.

لائحة الميليشيات الشيعية التي تتصرف كوكلاء لإيران هي طويلة بالرغم من أن أبرزها هي فيلق بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. هذه الميليشيات متمايزة عن قوات الحشد الشعبي التي نشأت استجابة لنداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني للدفاع عن العراق من تنظيم داعش. وتسبق ميليشيات عدة مدعومة من العراق النداء الذي أطلقه السيستاني وهي بصراحة تهينه عبر إخفاء سلطاتها بفتواه.

استيلاء على المساعدات
خلال رحلة حديثة للكاتب إلى العراق، قال له مسؤولون عراقيون إن اتجاه الدعم قد انقلب حالياً. بدلاً من أن تكون إيران تدعم ميليشياتها في العراق، تقوم تلك الميليشيات باستخدام أعمالها التي أسستها هناك من أجل دعم إيران والحرس. في الواقع، إن مجموعات مثل فيلق بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق تدفع رشاوى أحياناً أو تفسد المسار السياسي للفوز بعقود، وفي أحيان أخرى، تستخدم الإكراه العسكري للحصول على ما تريد.

ثم تقوم هذه المجموعات بالاستيلاء على المساعدات الدولية والأمريكية والموارد العراقية لتحويلها إلى إيران. يتذمر العديد من العراقييين من نهب الميليشيات لكن المشكلة الأكبر قد لا تكون في ما يحصل داخل الأراضي المتنازع عليها بل هي تكمن على المستوى الأوسع.

حان الوقت
منذ أكثر من عقد، فرضت الولايات المتحدة العقوبات على كتائب حزب الله كمنظمة إرهابية وفعلت الأمر نفسه مؤخراً مع عصائب أهل الحق. ليست المشكلة اليوم في أنها تنتهك حقوق الإنسان أو الاستثمارات التي تمر في النظام المصرفي العالمي وحسب. تكمن المشكلة أيضاً في تمكين الحرس الثوري من خارج الآليات المالية الطبيعية. يصف روبين تلك المشكلة بأنها صعبة، لكنه ينبه واشنطن إلى أنها لو أرادت وقف الاستعمار الإيراني في العراق ودعم الإرهاب في الخارج، فقد حان الوقت لتوسيع العقوبات على الميليشيات العراقية التي تلبي أهداف إيران.