لوحة مرفوعة في الضفة.(أرشيف)
لوحة مرفوعة في الضفة.(أرشيف)
الأربعاء 12 فبراير 2020 / 13:34

تجدد الجدل في ملف الأسرى بين القسام وإسرائيل

اعتبر جو تروزمان، كاتب مساهم في تحرير مجلة "لونغ جورنال" الصادرة عن مركز الدفاع عن الديمقراطيات، أن تصريح الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس عن إصابة أسرى إسرائيليين في معتقلهم في غارات للطيران الإسرائيلي هو أقرب إلى حرب نفسية منه إلى حقيقة مؤكدة.

تهدف حماس لتكرار نجاح صفقة جلعاد شاليط التي شهدت إطلاق سراح ما يزيد عن 1,000 من المعتقلين الفلسطينيين، في مقابل جندي إسرائيلي

ووجه أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، عبر قناة تيليغرام، رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية تتعلق بأسرى موجودين في قبضة التنظيم المتطرف في قطاع غزة.

وجاء في الرسالة: "في ظل الخديعة التي مارسها نتانياهو على الإسرائيليين بإطلاق سراح المعتقلة الصهيونية في السجون الروسية على قضية مخدرات، فيما يترك العدو أسراه الذين أرسلهم للعدوان على قطاع غزة منذ عام 2014، غير مهتم بمصيرهم. ولذا فإننا نعلن في كتائب القسام عن حقيقة أخفيناها، منذ عدوان 2019 على قطاع غزة، حينما قصف العدو أبنية مدنية وأمنية وأماكن أخرى، أن عدداً من أسرى العدو قد أصيبوا بشكل مباشر، ونحن نتحفظ حالياً عن الكشف عن مصيرهم، ونعد أسرانا بأن نبذل كل ما بوسعنا لتحريرهم بشتى الوسائل".

رفات وأسرى

وحسب كاتب المقال، أشار أبو عبيدة في رسالته إلى رفات جنديين إسرائيليين، وإلى أسيرين آخرين معتقلين في قطاع غزة، منذ بداية عملية الجرف الصامد في 2014.

ويعتقد أن متطرفاً ينتمي إلى كتائب القسام قتل هادار غولدن في مدينة رفح خلال حرب عام 2014. ويقال إن جثمانه نقل عبر نفق، وهو في عهدة حماس منذ ذلك الوقت.

كذلك، قتل جندي آخر، أورون شاؤول، في حي الشجاعية المجاور عندما كان يستقل ناقلة جند مدرعة قصفت بواسطة قذيفة آر بي جي -29. ويعتقد أن عناصر من كتائب القسام التابعة لحماس نقلوا جثمان شاؤول بعد الهجوم.

وفي 7 سبتمبر( أيلول) 2014، شوهد أبراهام مانغيستو يمشي عند شاطئ زيكيم الواقع عند شمال قطاع غزة.

 ويقال إن زيكيم وصل إلى الحاجز الأمني الذي يفصل إسرائيل عن قطاع غزة وقفز من فوق الحاجز. وحاول جنود إسرائيليون منعه، لكن مانغيستو رفض الاستجابة لهم، فوقع في أسر حماس، ولم ير منذ ذلك الحين.

وعلى نفس المنوال، دخل هشام السيد، في عام 2015، طوعاً قطاع غزة عبر فتحة في الحاجز الأمني، ولم يسمع عنه شيء منذ حينه.

تستر
ويرى كاتب المقال أنه لدى حركة حماس دوافع للتستر على أية معلومات بشأن أسراها من أجل إجبار الحكومة الإسرائيلية على تقديم أكبر عدد من التنازلات.

وعن طريق نشر بيانات تتعلق بأسرى إسرائيليين، تهدف حماس لاستمرار تركيز اهتمام الإسرائيليين على الأسرى في غزة. وهذا بدوره يؤدي للضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تسعى إلى اتفاق لتسلم رفات جنود إسرائيليين، وإطلاق سراح معتقلين آخرين.

وحسب الكاتب، لطالما شكل إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين من معتقلات إسرائيلية، هدفاً رئيسياً لحركة المقاومة الفلسطينية، منذ بدايتها قبل عشرات السنين. ولذا اختطفت منظمات فلسطينية متطرفة، في الستينات والسبعينات، عدة طائرات كوسيلة لإجبار إسرائيل على تحرير سجناء فلسطينيين.

تداعيات
وتهدف حماس لتكرار نجاح صفقة جلعاد شاليط التي شهدت إطلاق سراح ما يزيد عن 1,000 من المعتقلين الفلسطينيين، في مقابل جندي إسرائيلي.

وحسب الكاتب، صدم المجتمع الإسرائيلي بسبب تداعيات تلك الصفقة التي شملت عودة بعض السجناء المفرج عنهم لممارسة نشاطهم المتشدد. وبالفعل، نجم عن إطلاق رصاص في مدينة الخليل، في إبريل(نيسان) 2014، مقتل إسرائيلي وإصابة عدد من أفراد أسرته. وكان زياد عوض، أحد مطلقي الرصاص، من الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط.

شكوك
ومن المستبعد أن ترى حماس تكراراً لما جرى مع صفقة شاليط. وسوف تشهد، على الأرجح، إطلاق سراح بعض من أعيد اعتقالهم بعد تلك الصفقة، وهو مطلب لطالما تقدمت به حماس منذ بدء مفاوضات تبادل سجناء.

ولكن الكاتب يرى أن أي اتفاق ملموس بين إسرائيل وحماس لن يتم إلا بعد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة عقب الانتخابات المقبلة، في بداية مارس( آذار).