الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أرشيف)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أرشيف)
الأربعاء 12 فبراير 2020 / 22:54

للالتفاف على الرفض الواسع... إسرائيل تريد رئيساً فلسطينياً "براغماتي" لتنفيذ صفقة القرن

يبحث الإسرائيليون عن رئيس فلسطيني جديد يكون "براغماتياً" ليبحثوا معه حل للنزاع في الشرق الأوسط. لكن إذا كانوا يراهنون على رئيس شاب معتدل ليخلف الرئيس محمود عباس، فقد يجدون أنفسهم أمام مفاجآت.

رفض أبو مازن الذي سيبلغ قريباً 85 عاماً في كلمته الثلاثاء، أمام مجلس الأمن خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتي أشاد بها القادة الإسرائيليون ووصفوها بـ"التاريخية".

وتنص الخطة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة "موحدة" لإسرائيل. ووضع المدينة المقدسة من النقاط الأكثر تعقيداً في النزاع. ويتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية، خاصةًأنها تضمّ المسجد الأقصى، ثالث الحرمين بعد مسجدي مكة والمدينة.

كما تنص الخطة على ضم المستوطنات في الضفة الغربية، خاصة في غور الأردن، الى إسرائيل.

وتعترف في المقابل، بدولة فلسطينية لا ترقى لتطلعات الفلسطينيين في أن تمتد على كامل الأراضي المحتلة في 1967، ودولة منزوعة السلاح، كما تتحدث الخطة عن "استثمارات" بـ 50 مليار دولار على مدى 10 أعوام في الأراضي الفلسطينية التي تعاني من البطالة والفقر.

ويرى مدير مركز موشي ديان للدراسات عوزي رابي، أن الخطة "ليست لأبو مازن، بل لخلفه الذي لا نعرف هويته".

ويقول: "يمكن أن يكون شخصاً أصغر سناً مع مقاربة جديدة".

واتهم السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، الثلاثاء، عباس أمام مجلس الأمن، قائلاً: "حتى لو كانت لعباس انتقادات لعناصر محددة من الخطة، يجب أن يتبنى روحها، هذا النهج البراغماتي الجديد لحل النزاع".

وأضاف "لكن عباس يرفض أن يكون براغماتياً.. لن يكون أبداً شريكاً لسلام حقيقي".

وأمام رفض الفلسطينيين للخطة، دعت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تأجيل أي خطوات فعلية لضم المستوطنات حتى نهاية الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2 مارس(آذار) المقبل، خشية تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية.

لكن نتانياهو المتهم بثلاث قضايا فساد قد تهدد مستقبله السياسي في الانتخابات المقبلة، قال أخيراً: "بدأ الجانب الإسرائيلي بالعمل بالفعل، العمل قيد التنفيذ وسيكتمل، والقطار يسير".

وسيواجه نتانياهو في الانتخابات خصمه زعيم "كحول لفان" الجنرال السابق بني غانتس، الذي ناقش الخطة الأمريكية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووافق عليها.

وقال الرجل الثاني في حزب غانتس، يائير لابيد في مؤتمر صحافي في القدس هذا الأسبوع: "ربما  علينا الانتظار إلى حقبة ما بعد أبو مازن".

وأضاف لابيد المرشح لوزارة الخارجية إذا فاز غانتس: "بدل السياسة وبدل وضع شيء خاص بهم على الطاولة، ما لدينا هو رجل عجوز غاضب يصرخ ويلعن طوال الوقت، وهذه ليست سياسة".

وبالتالي، يراهن القادة الإسرائيليون على خلافة الرئيس عباس لمناقشة خطة ترامب، لكنهم قد يصابون بخيبة أمل.

فوفق استطلاع للرأي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية، فإن 94% من الفلسطينيين يرفضون الخطة الأمريكية، وبين الاستطلاع أنه في حال إجراء انتخابات فلسطينية، سيحصل محمود عباس على 44% من الأصوات مقابل 49% لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية.

وأعلن عباس أكثر من مرة أنه يريد قطع كل علاقة مع إسرائيل بما فيها التنسيق الأمني، لكن من الواضح أن الفلسطينيين لم يعودوا يثقون بهذا الكلام.

وفاز محمود عباس بالانتخابات الرئاسية في 2005 بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

وأظهر الاستطلاع أنه إذا جرت الانتخابات بين زعيم حماس والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي الموجود في سجن إسرائيلي، سيفوز البرغوثي بـ57% من الأصوات مقابل 38% لحماس.

ويلقب مروان البرغوثي بـ"مانديلا فلسطين" وحُكم عليه بالمؤبد بعد أن اتهمته إسرائيل بالتورط في هجمات عدة ضدها خلال الانتفاضة الثانية بين 2000 و2005.

ويقول رئيس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية خليل الشقاقي: "الإسرائيليون الذين يطالبون بشخص أكثر براغماتية من عباس، واهمون".

ويضيف "لا توجد قيادة فلسطينية أكثر براغماتية وأكثر اعتدالاً وأكثر حذراً من عباس. كل زعيم فلسطيني آخر سيكون أكثر صرامة".

وتابع "مروان البرغوثي هو اليوم الزعيم السياسي الفلسطيني الأكثر شعبية، وهو بالتأكيد أقل اعتدالاً من عباس".