تعبيرية.(ذا واشنطن تايمز)
تعبيرية.(ذا واشنطن تايمز)
الخميس 13 فبراير 2020 / 16:57

تقرير أمريكي: حان وقت إنهاء كابوس إيران

رأى سام فديس، ضابط عمليات سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أنه حان الوقت لإنهاء كابوس الاستبداد الوحشي لنظام ملالي طهران "البلطجي" والذي سيكون مصيره مزبلة التاريخ.

قبل أربعين عاماً كانت إيران دولة علمانية، وواحدة من أكبر حضارات العالم، ولكنها وقعت فريسة لبرابرة يصرون على جرها إلى الخلف، إلى العصور المظلمة

وكتب في مقال بصحيفة "ذا واشنطن تايمز"، أن الشعب الإيراني يعاني من حكم استبدادي وحشي من العصور الوسطى لنظام الملالي الذي لايزال في السلطة بسبب استخدام أساليب قمع وحشية لا يمكن تخيلها.

ويلفت إلى مسيرات الطلاب الإيرانيين في شوارع واشنطن عام 1979 التي انضم إليها الأمريكيون المتعاطفون معهم، والتي انتقدت القمع في وطنهم وهتفوا "الموت للشاه"، وبعدها بفترة وجيزة تخلى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن حليف أمريكا الشاه رضا بهلوي، ليعود آية الله الخميني من باريس وتبدأ عملية خلع الشاه وتثبيت نظام الملالي الجديد.

ثيوقراطية مجنونة
وينتقد كاتب المقال السياسيين الغربيين الذين يحاولون إقناع أنفسهم بأن حكم رجال الدين المجنون في طهران يمثل الشعب الإيراني، ويتخيلون أن المساومة وإيجاد حل وسط والترحيب بنظام الملالي في المجتمع الدولي ربما يقود إلى تغيير سلوك إيران، معتبراً أن هذا لن يحدث.

ويلفت المقال إلى أساليب القمع الوحشية داخل إيران التي تنتهج عقوبة الإعدام ضد أكبر عدد من الأفراد مقارنة مع أي دولة أخرى، حيث يتجاوز عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنويا في إيران أي دولة أخرى باستثناء الصين التي يبلغ عدد سكانها 17 ضعف سكان إيران. وتُنفذ عقوبة الإعدام على الجرائم غير العنيفة ويسمح قانون العقوبات الإيراني بإعدام فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 أعوام وأولاد لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً.

وعلاوة على ذلك، وفق النظام القضائي لإيران يمكن الحكم على الأفراد بالإعداد بتهم غامضة مثل "شن حرب ضد الله" أو انتقاد المرشد الأعلى الإيراني، ولا يتم الاكتفاء بالإعدام الذي يشمل أساليب عديدة مثل الشنق والرمي بالرصاص والصلب والرجم، وغالباً ما يتم جلد الأفراد قبل إعدامهم لكي يقدروا خطورة جرائمهم.

وحشية نظام الملالي
وبحسب المقال، وضعت طهران مؤخراً تشريعاً يسمح ببيع أعضاء السجناء الذين يتم إعدامهم، ويستطيع المشترون طلب الأعضاء الجديدة سلفاً واستلامها فوراً بعد تنفيذ عمليات الإعدام.

ولكن استخدام القوة المميتة من نظام الملالي لا يقتصر على عمليات الإعدام التي يقرها القضاء الإيراني، فخلال الاحتجاجات الأخيرة أطلق قناصة الحرس الثوري الإيراني النار على المتظاهرين السلميين، وكان ذلك تنفيذاً لأوامر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي للقضاء على الاحتجاجات الواسعة التي هددت شرعية النظام ووجوده.

ويصف كاتب المقال الأشخاص الذين قُتلوا على أيدي نظام الملالي بأنهم ربما يكونون "الأكثر حظاً"؛ حيث إن النظام يستخدم التعذيب المنهجي لسحق المعارضة والحفاظ على سيطرته على السلطة، ويتعرض السجناء المحتجزون في عزلة عن العالم الخارجي لتعذيب وحشي يجبرهم على الاعتراف بأي شيء لوقف الالام الشديدة التي يتعرضون لها، وغالباً ما تكون تلك الاعترافات بالإكراه هي الدليل الوحيد الذي تستند إليه الإدانات.

ويقول المقال: "إنه الوجه الحقيقي لنظام الملالي في طهران، هذا ما يناضل الشعب الإيراني الشجاع للتخلص منه، وقد حان الوقت للوقوف مع هذا الشعب ومساندته من أجل تغيير النظام. ولا يعني ذلك شن حرب تقليدية أو عداوات مفتوحة ولكن ثمة حاجة إلى سياسة رادعة ضد نظام الملالي وأتباعه تنتهي بهم إلى مزبلة التاريخ".

سياسة الضغط الأقصى
ويحض كاتب المقال ادارة ترامب على الاستمرار في سياسة العقوبات الأمريكية وسياسة الضغط الأقصى لسحق اقتصاد نظام الملالي وإفلاسه، وإثارة المزيد من الاضطرابات المحلية داخل إيران، كما أن هذه السياسية كان لها تداعيات ظهرت في أماكن بعيدة حيث يعاني حزب الله في لبنان من غياب تدفق الأموال الإيرانية ويكافح من أجل البقاء.

ويجب أيضاً مواجهة وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا يتطلب ذلك استخدام القوات التقليدية الأمريكية، وإنما تقديم الدعم المالي والعسكري لحلفاء أمريكا في المنطقة واتخاذ تدابير وإجراءات من جانب الاستخبارات الأمريكية وقوات العمليات الخاصة للتخلص من الحوثيين والميليشيات الشيعية العراقية وغيرهم من الوكلاء الإيرانيين، وبخاصة مع انشغال نظام الملالي بالخروج من أزمة العقوبات الصارمة.

ويرى كاتب المقال وجوب الحفاظ على تواجد عسكري قوي في الشرق الأوسط وتوطيد العلاقات مع الحلفاء الأمريكيين بالمنطقة ودعمهم، فضلاً عن تكثيف الحملات الإعلامية والاجتماعية الأمريكية داخل إيران لدعم الشعب الإيراني وتشجيعه على المقاومة والتخلص من القهر والخوف.

ويختتم المقال: "قبل أربعين عاماً كانت إيران دولة علمانية، وواحدة من أكبر حضارات العالم، ولكنها وقعت فريسة لبرابرة يصرون على جرها إلى الخلف، إلى العصور المظلمة. وطوال حكم نظام الملالي يعيش الشعب الإيراني في كابوس ويتحمل أهوالاً لا يستطيع معظم الأمريكيين تخيلها، ولكن حان الوقت للقيام بالشيء الصحيح وإنهاء هذا الكابوس".