(أرشيف)
(أرشيف)
الجمعة 14 فبراير 2020 / 10:27

صحف عربية: مع تقهقر القوات التركية.. إدلب تعكس اضطراب أردوغان

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، مؤشرات عدة توحي برغبة تركيا في تخفيف التوتر مع روسيا في مناطق القتال المشتعلة في سوريا، بظل الهزائم التي تتعرض لها.

وأوضحت الصحف أن الرغبة التركية تأتي بعد إدراكها عدم حماسة حلفائها في الناتو لتقديم الدعم المطلوب إذا ما ذهبت في خيار المواجهة، وهو الأمر الذي يدرسه الطرف الروسي الذي يبدو على قناعة منذ البداية بأن أنقرة ستضطر للتنازل في ظل الخسائر المتواصلة التي تتكبدها.

أردوغان المضطرب
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن بلاده ستستخدم القوة ضد "الجماعات الراديكالية" التي تنتهك وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، في تغير واضح في الموقف التركي الذي كان توعد قبل ساعات فقط باستهداف القوات السورية في كل مكان.

وأشارت صحيفة العرب اللندنية إن هذا الموقف المستجد لأنقرة يعكس اضطرابها واضطراب رئيسها أيضاً، فضلاً عن توجسها من استمرار استفزاز موسكو، التي كانت اتهمت تركيا في وقت سابق بعدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها معها بشأن سوريا وبزيادة الوضع في إدلب سوءاً.

وقالت الصحيفة إن تركيا تعلم إن الاستمرار في تحدي روسيا ودعم الجماعات المسلحة ستكون تكلفته باهظة، خاصة إذا لم تكن مسنودة بدعم ملموس من حلفائها في حلف شمال الأطلسي.

وعن الخيارات أمام تركيا قالت الصحيفة "أنقرة أمام خيارين أحلاهما مر فإما الدخول في مواجهة غير مضمونة أو التراجع، وبالنسبة لها الحل الثاني هو الأقل ضرراً وإن كانت موسكو ستعمل جاهدة على توظيفه لتنفيذ اتفاق سوتشي بحذافيره لجهة استعادة دمشق كليا الطريقين الدوليين أم 5 وأم 4 وإجبار أنقرة على فصل الجهاديين وهم الأغلبية عن المقاتلين المعتدلين في المحافظة، كمرحلة أولى قبل استعادة القوات الحكومية المنطقة".

اتفاق وشيك
من جهتها، أشارت صحيفة الوطن السورية إلى تطور ميداني دقيق، وهو قرب التوقيع على اتفاق قريب سيقضي بسحب نقاط المراقبة التركية من مناطق تمركزها، حيث يحاصرها الجيش السوري، إلى مناطق وجود المرتزقة من الإرهابيين التابعة لها، في أقصى الشمال السوري.

وقال مصدر ميداني للصحيفة، إن قوات الجيش السوري تمكنت من مد نفوذه إلى بلدة أرناز إلى الشمال من بلدة كفر حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة.

وأوضح المصدر أن الجيش السوري بات على بعد مئات الأمتار من باب الهوى الذي يعتبر المعبر التجاري الأهم لتركيا، الأمر الذي يزيد من حجم المكاسب التي حققها الجيش السوري بالنهاية.

إدلب.. مرحلة معقّدة
بدوره، رصد الباحث السياسي باسل الحاج قاسم في تحليل له بموقع اندبندنت عربية، تسارع الأحداث في محيط محافظة إدلب، لا سيما بعد الصدام المباشر بين القوات الحكومية السورية ونظيرتها التركية.

وقال قاسم: "شكَّلت إدلب طوال السنوات الثلاث الماضية المساحة الأكبر والأوضح للتباين بين روسيا وتركيا في سوريا، وسعى الطرفان، في كل مرة يطفو فيها التباعد بينهما على السطح، إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار، وغالباً ما يكون اتفاقاً هشاً".

وأضاف الكاتب "المؤكد أن انتشار نقاط عسكرية تركية حول إدلب ومناطق أخرى تسبب في إزعاج طهران، في حين أن روسيا دعَّمت الوجود التركي بالمنطقة، لأنها تنظر إلى الأمور من منظور مختلف، ويكشف ذلك أن التفاهمات التركية - الروسية تجاوزت الملف السوري وتعقيداته".

وأنتهى الكاتب بالقول: "التعقيد والصعوبات التي تقف أمام تركيا في سوريا "الآن" أنها غير قادرة على تحقيق رؤيتها هناك إلا عبر بوابتي اللاعبَين العملاقَين أمريكا وروسيا، سواء كان ذلك بالصراع أو الاتفاق، ولم يعد يخفى على أحد الاختلافات الكثيرة بين أنقرة من جهة، وموسكو وواشنطن من جهة أخرى، من ناحية طريقة العمل والارتباطات والأولويات".