(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 15 فبراير 2020 / 21:05

طرق الكشف عن الإصابة بكورونا في الصين؟

أدت الزيادة المفاجئة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المُستجد في الصين إلى تسليط الضوء على الفحوصات والتحاليل التي يخضع لها المرضى لكشف إصابتهم بالوباء، بدءاً من تصوير الرئة وصولاً إلى فحوصات مختبرية غير دقيقة في غالبية الأحيان.

سجلت الصين يوم الخميس أكبر زيادة في عدد الإصابات المؤكدة في يوم واحد، مع إحصاء 15 ألف حالة جديدة، وذلك بعد أن بدل مسؤولو الصحة في مقاطعة هوباي، بؤرة تفشي الوباء، معايير احتساب الحالات لتشمل الذين "تم تشخيصهم سريرياً".

في ما يلي معلومات حول الفحوص المعتمدة في الصين لكشف الإصابة بوباء "كوفيد-19".

"تفاعل البوليميراز"
الطريقة الرئيسية المتبعة في الصين لكشف الإصابة بفيروس كورونا المستجد هي باستخدام تقنية "تفاعل البوليميراز التسلسلي باستخدام إنزيم النسخ العكسي".

يمكن لهذه التقنية أن تكشف فيروس كورونا المُستجد في دم المريض أو في عينات مستخرجة من جهازه التنفسي بمثل الأنف والحنجرة.

ونشر مستشفى في مدينة ووهان التي ظهر فيها الفيروس والخاضعة حالياً للحجر الصحي، الأسبوع الماضي مقطع فيديو يعرض فيه الطاقم الطبي كيف يمكن استخراج عينة من أنف مريض.

تقوم امرأة من الطاقم الطبي في الفيديو بإدخال عود عميقاً في أنف زميل لها، وهي تعطي تعليمات للمشاهدين بتحريك العود بشكل دائري باتجاه، ثم بالاتجاه المعاكس.

وتشرح المرأة أن العود يجب أن يصل إلى عمق "على مسافة متوسطة بين طرف الأنف وشحمة الأذن".

وبعد استخراج العينات، يتم إرسالها إلى المختبر لمعالجتها.

وقال رئيس هيئة الصحة في ووهان تشانع هونغ تشنيغ الأسبوع الماضي، إنه يتم إجراء التحليل لستة إلى ثمانية آلاف شخص في اليوم.

التسلسل الجيني
إلى جانب فحص الحمض النووي، هناك طريقة أخرى للتثبت من الإصابات باستخدام التسلسل الجيني وفقاً للإرشادات التوجيهية الصادرة عن هيئة الصحة الوطنية الصينية.

ويعتبر التحليل إيجابياً إذا كان التسلسل الجيني للعينات من دم المريض أو جهازه التتفسي مشابهة "بدرجات عالية" للتسلسل الجيني للفيروس.

لا يُجرى هذا الفحص التشخيصي إلا للمرضى الذين يصنفون في فئة "الإصابات المشتبه بها".

ولإدراج شخص ضمن هذه الفئة، يجب أن تنطبق عليه عدة مواصفات، من ضمنها الأعراض وسجل السفر.

ووفقاً لإرشادات هيئة الصحة الوطنية، يعتبر أي شخص زار ووهان أو محيطها أكثر عرضة للإصابة، بالإضافة إلى الذين كانوا على اتصال مع مرضى ثبُتت إصابتهم بالفيروس أو مع أشخاص عائدين من ووهان.

وتظهر على الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم أعراض مرتبطة بالفيروس مثل الحمى أو انخفاض كريات الدم البيضاء.

التصوير الشعاعي
بالإضافة إلى هذه التحاليل المختبرية، بات مسؤولو الصحة في هوباي يستخدمون التصوير الشعاعي للرئة في "التشخيص السريري" للمرضى.

وفي حال ظهور التهاب رئوي في صورة الأشعة، يتم اعتبار المرضى المشتبه بإصابتهم تلقائيا حالات "مؤكدة"، حتى من دون إخضاعهم لاختبار "تفاعل البوليميراز التسلسلي".

وتم حتى الآن تعداد حوالى 17 ألف إصابة باستخدام هذا التشخيص السريري في هوباي.

وقال نائب مدير هيئة الصحة الوطنية تسنغ يتشين في مؤتمر صحافي الجمعة، إن الهدف هو "تسيهل التشخيص المبكر والعلاج المبكر... وتحسين معدلات نجاح العلاج".

وأضاف أن المعايير المتبعة في هوباي لا تتبعها أي مقاطعة أخرى.

وقالت الأستاذة المساعدة في الطب الوبائي في جامعة كولومبيا جيسيكا جاستمن "إنها مقاربة مثيرة للاهتمام للغاية ومنطقية".

لكنها أضافت في حديث لوكالة فرانس برس أن استخدام صور الأشعة للرئة يصلح فقط "للأشخاص الذي يعانون من أعراض متقدمة"، ما يعني أن هذه التقنية لا تصلح لتشخيص المرض في مراحله المبكرة.

تحديات
يطرح إجراء فحوص تشخيص الإصابات بالفيروس تحديات في الصين وفقاً لخبراء، لا سيما أن عدد الحالات مستمر في الارتفاع، في حين يسابق الباحثون الساعة لتطوير اختبارات أسرع وأكثر دقة.

وأوضحت جاستمن أن الفحوص المختبرية مثل "تفاعل البوليميراز التسلسلي" تتطلب تجهيزات خاصة وبيئة نظيفة و"فريقاً ذي مهارات عالية"، لتجنب تلوث للعينات.

وأوضحت أن خيار التسلسل الجيني ليس "متاحاً بشكل واسع" نظراً إلى تكلفته المرتفعة وصعوبة تفسير نتائجه في بعض الأحيان.

وللحد من هذه المشكلة، تلقت مقاطعة هوباي التي تضم نحو 82% من مجمل الإصابات في الصين، تعزيزات من مناطق أخرى ومن المركز الصيني لمكافحة الأمراض لإجراء اختبارات الحمض النووي.

كذلك أقامت شركة "بي جي آي جينوميكس" الصينية للتحليلات الجينية مختبراً في ووهان يمكنه معالجة أكثر من 10 آلاف عينة يومياً.

إلى ذلك، تطرح هذه الاختبارات مشكلة أخرى هي سرعة ورود نتائجها. وأوضح أستاذ علم الأمراض في جامعة هونغ طونغ جون نيكولس بهذا الصدد أن تحليل "تفاعل البوليميراز التسلسلي" يستغرق ساعتين إلى ثلاث ساعات.

من جهته، أشار بن كولينغ من كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ إلى القدرة اليومية المحدودة لدى المستشفيات لإجراء الاختبارات، ما يضع "سقفا" لمساعي ضبط انتشار الوباء.

وأشضاف هذه الاختبارات قد تخرج بنتائج سلبية بشكل خاطئ لأسباب مختلفة، من ضمنها كفاءة التقنيين والمعدات وكيفية جمع العينات.