مقاتل من داعش يلوح بعلم من مقاتلة استولى عليها التنظيم عام 2015.(أرشيف)
مقاتل من داعش يلوح بعلم من مقاتلة استولى عليها التنظيم عام 2015.(أرشيف)
الأحد 16 فبراير 2020 / 13:48

داعش قد يستغلّ الصراع مع إيران لمصلحته

حذر الباحث جون هالتوانغر، من أن تنظيم داعش الإرهابي لايزال يُشكل تهديداً كبيراً في الشرق الأوسط رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هزيمته، ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي وانهيار خلافته المزعومة.

داعش لايزال موجوداً في العراق وسوريا، وبالفعل أظهر مرونة وقدرة على تنظيم صفوفه من جديد بعد الهزائم المفترضة

ويرى هالتوانغر، في تقرير بموقع "بيزنيس انسايدر"، أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تصب في صالح داعش الذي يحرك عدداً أكبر من المقاتلين مقارنة مع ما كان عليه عند تأسيس الخلافة المزعومة في 2014، فضلاً عن وجود ملايين الدولارات تحت تصرفه، بحسب التقارير الحديثة.

داعش لم يُهزم

وينقل التقرير عن مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قوله إن "داعش لايزال يعمل بكل قوته، فعلى الرغم من فقدانه الكثير من النفوذ، والعديد من رجاله الأكفياء، إلا أنه نجح أيضاً في اكتساب المزيد من الخبرة وتجنيد الكثير من المقاتلين من حوله، ولا ينبغي الاستخفاف به".

وكان لبارزاني، الذي أصبح رئيساً للحكومة في الصيف الماضي، دور مهم في مكافحة داعش؛ حيث تولى مسؤولية بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة باعتباره أكبر مسؤول أمني في المنطقة الكردية بالعراق. وبحسب بارزاني لا يزال لدى داعش قرابة 20 ألف مقاتل في جميع أنحاء العراق وسوريا.

وأشار البنتاغون، الصيف الماضي، إلى أن عدد مقاتلي داعش يتراوح ما بين 14 و18 ألف مسلح في المنطقة، وذلك بعدما كان عددهم في بداية إعلان الخلافة والاستيلاء على مجموعة كبيرة من الأراضي في جميع أنحاء العراق وسوريا، قرابة 10 آلاف مقاتل فقط.

ويورد التقرير أن مقتل البغدادي في غارة أمريكية بناء على أوامر الرئيس ترامب في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، لم يسفر عن تقويض هيكل قيادة التنظيم الإرهابي أو عملياته الإرهابية بالقدر الكافي. ويلفت تقرير حديث للأمم المتحدة إلى أن داعش لايزال لديه 100 مليون دولار من الاحتياطات.

تداعيات التصعيد مع إيران

ويلفت الباحث إلى أن الصراع المستمر بين ترامب وإيران قد جذب الانتباه بعيداً عن داعش، خاصة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق في غارة أمريكية، الأمر الذي دفع واشنطن وطهران إلى حافة الحرب. وبالفعل ردت إيران بشن هجوم صاروخي ضد القوات الأمريكية في العراق وأُصيب أكثر من 100 جندي من أفراد الخدمة الأمريكية بجروح طفيفة في الدماغ، ولذلك قلل ترامب من أهمية الهجوم، ولكن التوترات لاتزال قائمة.

وعمدت الولايات المتحدة إلى تعليق العمليات العسكرية المناهضة لداعش في المنطقة لفترة وجيزة بعد الغارة الجوية التي استهدفت سليماني، وأدى هذا إلى تصويت البرلمان العراقي على طرد جميع القوات الأمريكية من البلاد، ثم اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية في بغداد ضد الوجود المستمر للجيش الأمريكي في العراق.

ويعتبر بارزاني أن مواجهة واشنطن وطهران سيكون لها تأثير سلبي على الحرب ضد الإرهاب وداعش التي يجب أن تكون الأولوية بالنسبة للجميع.

تهديد إقليمي
ويؤكد الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن داعش لايزال يشكل تهديداً له طابع إقليمي إلى حد كبير، ويعني ذلك أن هجماته الإرهابية ستتركز في المنطقة ومن المستبعد أن تصل إلى داخل الولايات المتحدة في أي وقت قريب.

ويقول ديفيد ستيرمان، محلل سياسي بارز إن "داعش لايزال موجوداً في العراق وسوريا، وبالفعل أظهر مرونة وقدرة على تنظيم صفوفه من جديد بعد الهزائم المفترضة، وتنذر زيادة عدد مقاتليه بتهديد أكبر في العراق وسوريا، خاصة في حال توافرت الظروف المناسبة لعودته، وتحديداً إذا منعت التوترات مع إيران الجهود الدولية لقمع فلول التنظيم".

ولكن بغض النظر عن افتقار داعش لقدرة واضحة على شن هجمات مباشرة ضد الولايات المتحدة، يحض التقرير واشنطن على دراسة مصالحها الأمنية الإقليمية والتهديد الذي يشكله داعش عليها، وعدم الانسياق وراء وجهة النظر المفرطة في التفاؤل التي مفادها أنها قادرة على هزيمة داعش.