الروائية التركية آصلي أردوغان.(أرشيف)
الروائية التركية آصلي أردوغان.(أرشيف)
الأحد 16 فبراير 2020 / 15:45

لوموند: قضية أصلي أردوغان نموذج لتجاوزات تركيا الجديدة

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن قضية الكاتبة التركية آصلي أردوغان نموذج لعملية القمع الذي يواجهها خصوصاً المثقفون في تركيا، حيث يتعرض الأكاديميون والصحفيون والفنانون ونشطاء المجتمع المدني للسجن والحكم عليهم ومحاكمتهم وحرمانهم من جوازات سفرهم ووظائفهم، مضيفة أنه تم إغلاق أكثر من 180 مؤسسة صحافية بموجب مرسوم رئاسي بسيط، وسجن أكثر من 100 صحفي.

نواصل الدعوة إلى إسقاط التهم الموجهة إليهم في هذه القضية، وكذلك الإفراج عن جميع المسجونين ظلماً في تركيا بسبب آرائهم السلمية

وكانت محكمة في اسطنبول برأت الجمعة الروائية أردوغان في ختام محاكمة مثيرة للجدل في قضية "نشاطات إرهابية" أثارت قلق الأسرة الدولية.

تبرئة أردوغان

وبرأت المحكمة الروائية من تهم "محاولة المساس بسلامة الدولة" و"الانتماء إلى مجموعة إرهابية"، وأمرت بالتخلي عن ملاحقتها بتهمة "الدعاية الإرهابية".

وصدر هذا القرار بعد ضغوط من مراقبين أجانب ومنظمات غير حكومية تابعوا المحاكمة عن كثب، واعتبروا أنها رمز لتشدد السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان في يوليو (تموز)2016.

وأصلي أردوغان التي ترجم العديد من رواياتها إلى لغات أجنبية، اتهمت بالتعاون مع صحيفة "أوزغور غونديم "القريبة من الأكراد والتي أغلقت في 2016.

وتتهمها السلطات التركية بأنها ساعدت عبر تعاونها مع الصحيفة، حزب العمال الكردستاني الحركة المسلحة التي تخوض تمرداً في تركيا وتعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية".

ولم تحضر الروائية (52 عاماً) المقيمة حالياً في ألمانيا، الجلسة الجمعة.

وكان مصير الروائية أثار موجة غضب حول العالم وركز الضوء على تركيا الجديدة لأردوغان. وهي كانت على حافة انهيار عندما سجنت، وقالت لدى خروجها في 29 ديسمبر (كانون الأول): "لا شيء سيعوضني يوماً في السجن".

 جواز السفر
وعلى رغم إطلاقها من السحن في حينه، لم تنطفئ القضية، واستمرت جلسات المحاكمة، ومنعت من مغادرة تركيا، واستغرقت السلطات عشرة أشهر لإعادة جواز سفرها إليها.

وقالت في أبريل (نيسان) 2017 "يوجهون إلي اتهامات كأنني مؤسسة حزب العمال الكردستاني، بينما لست كردية ولا أتحدث الكردية وليست لي أي خبرة عسكرية أو سياسية. لست إلا كاتبة.

التعبئة الدولية
وترى الصحيفة الفرنسية أن تبرئة أصلي  دليل على أن التعبئة الدولية نجحت. ويوم الجمعة، برأت المحكمة أيضاً بيلج أيكوت وعالمة اللغة نجمية ألباي، المتهمتين في القضية نفسها.

وأبدت مؤسسة "بن كلوب أمريكا"، التي تدافع عن العديد من المثقفين الأتراك الذين يحاكمون، ارتياحها لتبرئة النساء الثلاث. ومع ذلك، أسفت لإبقاء التهم الموجهة ضد أربعة من المتعاونين الآخرين.

مطالبة بالإفراج عن سجناء

وصرحت كارين دويتش كارليكر، مديرة برامج الحماية في "بن أمريكا": "نواصل الدعوة إلى إسقاط التهم الموجهة إليهم في هذه القضية، وكذلك الإفراج عن جميع المسجونين ظلماً في تركيا بسبب آرائهم السلمية".

وقالت إرين كيسكين الجمعة: "لم أحمل بندقية في حياتي. أفكر بشكل مختلف عن الإيديولوجيا الرسمية حول المسألة الكردية والقضية الأرمنية والقضية القبرصية. لقد دفعت الثمن عدة مرات...أنا ناشطة في مجال الحقوق العالمية".

ولفت إنان كيزيلكايا، المحرر السابق لـ"أوزغور غوندم" الذي أمضى 14 شهراً رهن الاعتقال إلى أن "الصحافة ليست جريمة"، محذراً من "إغلاق الصحف ومعاقبة الصحفيين هو الغرق في الظلام. ولا يمكن الحكم على الصحافة".