الأحد 16 فبراير 2020 / 22:20

اللغة العربية يخرّج 22 طالباً كورياً

كرّم مَجْمَع اللغة العربية في الشارقة أمس، 22 من طلبة جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، أكبر الجامعات في كوريا الجنوبية المختصّة بتدريس اللغات العالمية، بعد أن أنهوا دورة تدريبية مكثفة نظمها المجمع على مدار شهر في أساسيات اللغة العربية، تنفيذاً لاتفاقيّة مبرمة بين الجامعة والمجمع، تتيح فرص تبادل الطلبة والتعاون في مجال تعليم اللغات.

وجاء ذلك خلال حفل ختامي حضره، أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة، الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، ومدير عام إدارة المدينة الجامعية بالشارقة، خالد بن بطي الهاجري، وأمين عام مجمع القرآن الكريم بالشارقة، الشيخ شيرزاد عبد الرحمن، و مشرف الوفد الكوري من جامعة هانكوك، الدكتورة يون أون كيونغ.

وقال المستغانمي: "إن هذه الدورة، تعتبر بداية لتعاون طويل ومثمر، سيتضمن تبادل المعلمين والمعلمات، وأساتذة اللغة، وطلبة الدراسات العليا لاكتساب الخبرات، وتتجسد فيها توجهات المجمع الرامية إلى ترجمة عدد من كتب اللغة العربية إلى الكورية، وعددٍ من الكتب الكورية إلى العربية، بهدف تعزيز معارف الجانبين بثقافة الآخر".

وأكد أن الطلاب والطالبات أثبتوا جدارتهم واستحقاقهم لرفع راية العِلم، وراية اللغة العربية، بعد خوضهم للبرنامج التعليمي الذي يتعاون فيه المجمع مع كوريا الجنوبية، مشيداً بأخلاق والتزام الطلبة الكوريين.
وبيّن أن الطلبة ورغم تعلمهم للغة العربية في بلادهم، إلا أنهم لم يكونوا على معرفة بثقافة أبنائها حتى جاءت هذه الدورة، التي أطلعتهم بشكل مباشر على ثقافة ولغة الشعوب العربية، وخصوصاً في دولة الإمارات.

وحول أهمية مجمع اللغة العربية، أشار المستغانمي إلى أن المجمع الذي تأسس بتوجيهات ورعاية ودعم عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بات اليوم مركزاً من المراكز المهمة المعنية بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وجسراً للحوار الثقافي والحضاري البنّاء، مع جميع دول العالم، وبيّن أن "المجمع بدأ حواره الحضاري، عبر تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مجاناً، من خلال الدورات التدريبية المكثفة التي يقدمها مركز اللسان العربي، حيث يحتضن الآن طلبة من أمريكا، والفلبين، والهند، من مختلف التخصصات".

وكشف المستغانمي أن المجمع يجري محادثات مع عدد المؤسسات والهيئات التعليمية حول تبادل الطلبة من مختلف بلدان العالم، لافتاً إلى العلاقات الثقافية التي تربط المجمع مع كرواتيا، حيث يشرف المجمع على مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها هناك.

وتوجه خريج الدورة التدريبية الطالب يونغ بو جو، خلال كلمة ألقاها نيابة عن زملائه، بالشكر لحاكم الشارقة، على إتاحة دراسة اللغة العربية في الشارقة، موضحاً استفادته من البرنامج، بالإضافة إلى تعرفه على الحضارة العربية من خلال الزيارات التاريخية، والعلمية، لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للخط، ومركز مليحة للآثار، وبيت الشعر.

وأوضح يونغ بو جو: "لو لم أزر الشارقة لما استطعت تعلم اللغة العربية الفصيحة، والثقافة العربية الإسلامية في المكان نفسه، لن أنسى ما تعلمته هنا، وكل من قابلته هنا، وأتمنى ان أزورها مرة أخرى في المستقبل القريب، كما أتمنى أن يستمر هذا البرنامج الممتع والمفيد".

بدوره أكّد داوود كيم، خريج الدورة التعليمية، وطالب كلية الترجمة في الدراسات العليا، في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، أنه تمكن خلال فترة البرنامج التدريبي، من الاطلاع على تاريخ الإمارات، ولمس تأثير الدين الإسلامي العظيم في أخلاق المجتمع العربي، مرجعاً سبب اختياره تعلم اللغة العربية إلى أمرين يعود الأول لقناعته بأنها لغة جميلة للتعبير، أما الثاني فيعود إلى رغبته أن تكون جسراً للتواصل بين الثقافتين، حيث أن العالم العربي يمثل شريكاً ثقافياً واقتصادياً مهماً في العالم.