جندي عراقي يرفع شارة النصر في الذكرى الأول لإعلان هزيمة داعش (أرشيف)
جندي عراقي يرفع شارة النصر في الذكرى الأول لإعلان هزيمة داعش (أرشيف)
الإثنين 17 فبراير 2020 / 12:24

داعش لا يزال قادراً على تنفيذ 60 هجوماً شهرياً في العراق

تحت عنوان "الحقيقة المرة عن داعش"، كتب مايك غيغليو، المحرر لدى موقع "ذا أتلانتيك" الذي يغطي الأمن القومي وزميلته كاثي غيسيلنان، التي تغطي الأمن القومي والشؤون الدولية، أن تنظيم داعش الإرهابي بات أقوى اليوم، وأن الصراع بين أمريكا وإيران يعقد المعركة ضده.

وبعد أكثر من خمس سنوات على بدء الحرب بقيادة أمريكية، قال بارزاني إن التنظيم لايزال يحتفظ بقرابة 20,000 مقاتل في العراق وسوريا

ورغم فقدان داعش المناطق التي سيطر عليها، ومقتل واعتقال عشرات الآلاف من مقاتليه، فضلاً عن تصفية زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، أكد قائد كردي، شهد نهوض التنظيم المتطرف وسقوطه، أن داعش بدأ في إعادة رص صفوفه، وأنه بات اليوم أقوى مما كان عليه قبل ستة أعوام، عندما أسس ما يسمى "خلافة".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرغب في المضي قدماً في سياساته، انتهاء الحرب ضد داعش، ولكن الصراع مستمر، إلى درجة أن مرشحين ديمقراطيين للرئاسة الأمريكية يذكرون النزاع، للتعبير عن رغبتهم بسحب القوات.

نهاية القتال بعيدة
ولكن الوقائع تشير، حسب الكاتبين، إلى أن نهاية للقتال لا زال بعيدة. وحتى بعدما أنفقت أمريكا مليارات الدولارات لهزيمة بداعش، ونشرت قوات عبر العراق وسوريا، وأسقطت آلاف القنابل، لا زال داعش قوياً، ويبدو أنه مستعد لاستغلال رغبة الرئيس الأمريكي في إنهاء "حروب أمريكا الأبدية"، وتحويل أنظار البلاد نحو مواجهة إيران.

وفي هذا الإطار، قال مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق: "لا يزال داعش متماسكاً بقوة. نعم لقد فقد قيادات، وعدداً من أكفئ الرجال. ولكن المقاتلين استطاعوا اكتساب مزيد من التجارب وتجنيد مزيد من الأشخاص حولهم. لذلك لا يجب الاستهانة بهم".

شريك مؤثر
ويبرز الكاتبان أهمية رأي بارزاني لأنه شغل موقعاً أمامياً في الحرب ضد داعش منذ بدايتها. فقد كان، قبل أن يصبح رئيساً للوزراء في يونيو(حزيران) الماضي، شريكاً مؤثراً للولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم، بوصفه أعلى مسؤول أمني في إقليم كردستان العراق.

كما دافع مقاتلون أكراد، من قوات البشمركة، عن أرضهم في مواجهة غزو داعش في 2014، حتى عندما انهارت فرق بأكملها من قوات عراقية دربها الجيش الأمريكي.

ويرى الكاتبان أن هؤلاء المقاتلين الأكراد لم يثبتوا أنهم أكثر حلفاء أمريكا العسكريين كفاءة في العراق وحسب، بل نقل جواسيسهم معلومات استخباراتية مفيدة للأمريكيين، وساعد مسؤولوهم على تنسيق الغارات الجوية الأمريكية، وعملت وحداتهم في مكافحة الإرهاب إلى جانب قوات أمريكية أمريكية. وقتل أثناء الحملة ضد داعش الآلاف من البشمركة.

تردد ترامب
ويشير الكاتبان إلى هواجس بارزاني عندما تردد ترامب في إبقاء القوات الأمريكية التي دعمت أكراداً سوريين ضد داعش، ثم تصعيده المواجهة مع إيران ما أثار شكاً في المهمة الأمريكية في العراق. وبعدما أمر ترامب بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد في يناير(كانون الثاني) الماضي، تعهد ساسة عراقيون بطرد 5000 جندي أمريكي من العراق.

ولم ينتقد بارزاني، الذي تعتمد حكومته بقوة على الدعم الأمريكي، مباشرة قرار ترامب بقتل سليماني، قائلاً أنه "فوجئ" بالعملية، ويتمنى تخفيف التوتر الإقليمي.

وبعد أكثر من خمسة أعوام على بدء الحرب بقيادة أمريكية، وبعد تصريحات ترامب عن هزيمة تنظيم داعش، قال بارزاني إن التنظيم لايزال يحتفظ بقرابة 20 ألف مقاتل في العراق وسوريا.

ولكن تقديرات محللين ومسؤولين أمريكيين وضعت رقماً أقرب إلى 10 آلاف عندما أعلن عن خلافته في 2014.

وقال بارزاني أن التنظيم لا يزال قادراً على شن 60 هجوماً كل شهر في العراق ضد قوات أمنية وخصوم محليين، فيما يعيد تجميع صفوفه حول مجموعة من المقاتلين المتطرفين.

أثر سلبي

ويرى كاتبا المقال أن تركيز الإدارة الأمريكية على معاقبة النظام الإيراني غير مفيد للحرب ضد داعش. فقد توج اغتيال سليماني توتراً أمريكياً إيرانياً شمل هجمات ضد ناقلات بترول، ومصالح نفطية في منطقة الخليج، وهجمات صاروخية من ميليشيات مرتبطة بإيران ضد قواعد أمريكية في العراق.

وبعد مقتل سليماني، أطلقت إيران صواريخ على قواعد تستضيف قوات أمريكية في العراق. ونتيجة لذلك، قال بارزاني:" من المؤكد أن يكون لهذه المواجهة أثر سلبي على القتال ضد الإرهاب وداعش، وهو ما يجب أن يكون أولويتنا جميعاً".

ولكن السبب الرئيسي لنهوض داعش، في رأي بارزاني، يُعزى إلى استمرار الظروف التي سمحت ببروزه أول مرة. فسوريا لا تزال في فوضى، أما في العراق، فلا يزال قادة أمريكيون وعراقيون عاجزون، منذ حوالي عشرين عاماً، عن حل مشاكل مثل الفساد، وسوء الإدارة، والطائفية، والضائقة الاقتصادية.