تجربة صاروخ إيراني (أرشيف)
تجربة صاروخ إيراني (أرشيف)
الإثنين 17 فبراير 2020 / 13:17

ثغرات في "الضغط الأقصى" على إيران...هكذا يمكن سدها

24- زياد الأشقر

مضى عام منذ بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة "الضغط الأقصى" على إيران، وعامان منذ حدد وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً للنظام الإيراني ليغير سلوكه.

يعمل المهندسون الإيرانيون منذ أكثر من عقد على تكنولوجيا النانو، ويبدو أنهم يخطون خطوات مهمة بشكل متزايد

وكتب الصحافي مايكل روبن في موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية أن حملة "الضغط الأقصى" كانت مدمرة لإيران. فالاقتصاد في ركود، والتضخم في مستويات مرتفعة، والريال الإيراني يفقد قيمته على نحوٍ متزايد. وأكبر ورقة نقدية إيرانية، مئة ألف ريال تساوي فقط دولارين ونصف الدولار، بحسب السعر الرسمي، وأقل من ذلك بكثير في السوق السوداء. ولكبح جماح تضخم فوق العادة، يروج النظام الآن "شيكات مصرفية" تساوي مليون ريال.

ولفت الكاتب إلى أن السياستين والخارجية والدفاعية للولايات المتحدة باتتا مثل كرة قدم سياسية. إذ أن هناك معارضة حزبية متصاعدة ضد سياسة إيران في الكونغرس. والذين يقولون إن "الضغط الأقصى" لم ينجح يوماً يتجاهلون التاريخ.

وكما قال بيتر رودمان في مقال في مجلة "واشنطن كوارتلي" في 1981،  فإن الضغط الأقصى أجبر إيران على تغيير مطالبها في ما يتعلق بالرهائن الذين احتجزتهم في السفارة الأمريكية في 1979، وفي النهاية أطلقتهم في اليوم الأول من رئاسة رونالد ريغان.

وفي 1988، غيّر الخميني سياساته في ضوء تعقيدات اقتصادية كبرى، وقبل وقف إطلاق النار في الحرب ضد العراق، وهو الأمر الذي ظل يرفضه ستة أعوام.

الأخطاء الأساسية
واعتبر الكاتب أن الأخطاء الأساسية لحملة "الضغط الأقصى" تكمن في فقدان أي استراتيجية لتفتيت الحرس الثوري، وفي أن الحملة غير كاملة.

 وبينما تعتبر الحكومة الأمريكية بشكل أساسي الحرس الثوري كياناً إرهابياً يتحدى القوات الأمريكية في الخارج، ويستهدف حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن تركيزها انصب على الداخل منذ 2007 عندما أعلن قائد الحرس الثوري وقتها محمد علي جعفري، أن الرأي العام الإيراني، لا القوات الأمريكية، هو التحدي الأساسي للنظام. وكان محقاً بالطبع.

ويرى الكاتب أن من باب التمنيات، الاعتقاد أن إصلاح النظام يمكن أن ينجح، و أن تغييره ممكن، في حين أن الحرس الثوري لا يزال قوياً وموحداً.

وإذا كان على بومبيو والمبعوث الأمريكي الخاص بشؤون إيران بريان هوك، أن يسرعا استراتيجيتهما، فإن ثمة الكثير من الاستراتيجية الناعمة التي يمكن أن يستخدمانها لتغذية الانقسامات داخل الحرس الثوري وشق هذه الجماعة من الداخل.

ثغرات في نظام العقوبات
ولفت إلى أنه ضمن حملة الضغط الأقصى، لا يزال هناك الكثير من الثغرات في نظام العقوبات. ولحسن الحظ، يُمكن معالجة هذه الثغرات بأسلوبٍ يضغط على النظام الإيراني، دون أن يؤذي الشعب، الذي في يعاني معظمه من حكم رجال الدين.

فقد أضرت العقوبات الأمريكية بشدة بالحرس الثوري، و40% من الاقتصاد الإيراني الذي يهيمن عليه. وتمول الميليشيات الشيعية العراقية الآن الحرس الثوري لا العكس.

وبينما فرضت وزارة الخارجية ووزارة الخزانة عقوبات على بعض الميليشات المدعومة من إيران بسبب إرهابها وانتهاكها لحقوق الإنسان، فإن الوزارتين لم تفعلا ما يكفي لتحديد المصالح الاقتصادية لهذه الميليشيات في العراق، وهي التي تمول نشاطات إيران الخبيثة.

تكنولوجيا النانو
وداخل حدود إيران أيضاَ، يستثمر النظام الديني في صناعات تزيد قدراته العسكرية، لكنها تظل مهملة إلى حد كبير في واشنطن. على سبيل المثال، يعمل المهندسون الإيرانيون منذ أكثر من عقد على تكنولوجيا النانو، ويبدو أنهم يخطون خطوات مهمة بشكل متزايد.

وأفاد سعيد سركار، سكرتير المقر الرئيسي لتكنولوجيا النانو في إيران، بأن هناك 610 منتجات متعلقة بالتكنولوجيا النانوية في السوق المحلية، وأن 15 صناعة إيرانية منفصلة تستخدم تكنولوجيا النانو، بما في ذلك الأدوية، والبناء، والمنسوجات، والسيارات، والنفط، وقطاعات الغاز، والبتروكيماويات، والأجهزة المنزلية.وادعى ساركار أيضاً أن إيران نجحت في تصدير تكنولوجيا النانو إلى 45 دولة.
 
ومكن العمل الإيراني على ألياف الكربون إيران من بناء مركبات جوية أخف وزناً، وأكثر تطوراً، وربما أجهزة للطرد المركزي، أكثر تقدماً أيضاً.

عناصر أرضية نادرة
وفي الآونة الأخيرة، أطلقت الحكومة الإيرانية جهوداً لاستخراج العناصر الأرضية النادرة، وللعديد منها تطبيقات صناعية فريدة من نوعها مثل المحفزات، والمغناطيس، وفي صناعة البترول. وإذا نجحت الحكومة الإيرانية في ذلك، فإنها لن تتمكن فقط من توفير العملة الصعبة الشحيحة، ولكنها ستُعزز أيضا  قدرتها الصناعية لمواجهة تأثير العقوبات بشكل أفضل.

وخلص الكاتب إلى الطموحات النووية لإيران وبرامجها للصواريخ الباليستية، تشكل العناوين العريضة الأبرز، لكن الصناعة الإيرانية أوسع من ذلك، وما يرد من قطاعات التكنولوجيا عالية الدقة يمكن أن يدعم البرامج الإيرانية.

 وسيكون من الخطأ تجاهل قوة الصناعات الإيرانية اليوم، لأنها تشكل الأساس لقدرات لن تتردد القيادات الإيرانية في نشرها غداً، معتبراً أنه حان الوقت لتقويض أساسات طموحات الجيل الثاني من الصناعات العسكرية الإيرانية.