المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز (أرشيف)
المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز (أرشيف)
الإثنين 17 فبراير 2020 / 13:52

انتخابات الديمقراطيين مأساوية... عجز عن الإقرار بحقائق 2016

رأى الكاتب السياسي في صحيفة "نيويورك بوست" جوناه غولدبيرغ أن الأمور لا تسير بسلاسة عند الديمقراطيين. بُرّئ ترامب وشعبيته عند أعلى المستويات التاريخية، والاقتصاد مزدهر. وفي الأثناء، يبدو أن تفشي فيروس كورونا هو الوحيد الذي يمكن أن يجعل نتائج المجالس الانتخابية في أيوا أكثر كارثية.

لم تتقبل كلينتون هزيمتها بطريقة جيدة وقضت معظم سنة 2017 وهي تقدم نظريات تخدم مصلحتها الشخصية عن الأشخاص أو الظروف الذين توجب لومهم

يبدو أن جو بايدن، أكثر مرشح ديمقراطي يخشاه البيت الأبيض، يخسر بشدة، كما يبدو أن بيرني ساندرز، أكثر مرشح ديمقراطي يريد البيت الأبيض خوض السباق الانتخابي ضده، يتصدر نتائج الانتخابات.

 تفسيرات ذاتية وموضوعية
لشرح ما يحصل، كتب غولدبيرغ أنه مقتنع بنظرية بروفسور العلوم السياسية سيث ماسكت، مؤلف الكتاب المنتظر صدوره "التعلم من الخسارة: الديموقراطيون 2016-2020"، فليس في إمكان الديمقراطيين معرفة الخطوة التالية، لأنهم لم يعرفوا أين أخطأوا في المرة السابقة.

وفي كل أربعة أعوام، يخسر أحد الحزبين الانتخابات الرئاسية. وفيما يبدأ كبار المسؤولين والمراقبين السياسيين باللجوء إلى تبادل الملامة، سرعان ما يبرز شبه إجماع حول سبب خسارة المرشح.
  
أحياناً، يفوز التفسير الأكثر خدمة للمصلحة الذاتية، كان كل ذلك بسبب خطأ المرشح، أو كان يمكن الفوز بالانتخابات، الأفكار عظيمة لكن المرشح، لم يُقنع الناخبين. وفي أحياناً أخرى، يكون تشريح النتائج صارماً ومدفوعاً بالبيانات الرقمية. الفشل في التواصل مع ناخبي الضواحي، الإخفاق في الالتفات إلى القواعد الناخبة في ميشيغان، أو أوهايو، والفشل في تقديم ردود إيجابية على بعض الانتقادات. وهنالك حالات أيضاً يظهر فيها إجماع على أن الحزب نفسه منفصل أيديولوجياً عن غالبية المقترعين.

نجح بيل وخسرت هيلاري

وأضاف غولدبيرغ أن بيل كلينتون هزم الرئيس بوش الأب لعدد من الأسباب الرئيسية من بينها أن الحزب الديمقراطي اعترف بأن مرشحَيه السابقين، والتر مونديل، ومايكل دوكاكيس، كانا مدينين جداً للمصالح الخاصة وملتزمين جداً بالليبيرالية الأرثوذكسية.

خاض كلينتون حملته على أساس أنه "ديمقراطي من نوع آخر" وأنه قاد ثورة على الديمقراطيين التقليديين.

ومن جهتها، خسرت هيلاري كلينتون الانتخابات لكن ليس بالتصويت الشعبي. ولولا 78 ألف صوت في بعض الدوائر الانتخابية، أربعة في فلوريدا، وواحدة في ميشيغان، لأمكنها الفوز بالمجمع الانتخابي وبفارق كبير أيضاً. وصعبت هذه النتيجة المتقاربة فهم ما حصل.

لوم الروس... أو الطقس
على مستوى إحصائي، حدث ذلك ضمن هامش الخطأ. وبإمكان المتابع لوم الروس على انتصار ترامب أو الطقس، أو لوم كلينتون على تجاهلها ولاية ويسكونسن. بعبارة أخرى، بإمكانه اختيار أي نظرية تدعم فكرته عما على الحزب فعله في خطوته التالية.

لم تتقبل كلينتون هزيمتها بطريقة جيدة وقضت معظم 2017، تقدم نظريات تخدم مصلحتها الشخصية، عن الأشخاص، أو الظروف الذين يجب لومها، من الرجال المتعصبين ضد النساء لأسباب جندرية إلى النساء اللواتي يكرهن أنفسهن، مروراً بقمع الناخبين، والأخبار المزيفة وبطبيعة الحال، الروس.

وجعل هذا الأمر التفسير المتزن لخسارة الديمقراطيين أكثر صعوبة.

ساندرز والدرس والرهان
أضاف الكاتب عنصر بيرني ساندرز، الذي خسر الانتخابات التمهيدية في 2016 لكن يبدو أنه لم يتعلم الدرس، ففسر هو وداعموه، أرقامه القوية بالتفويض لإدخال تغييرات إلى الحزب. وهنالك أيضاً، أن ترامب فاز رغم أن غالبية استطلاعات الرأي توقعت فوز كلينتون.

ووفقاً لماسكت، فإن هذه الصدمة "قوضت المعتقدات الراسخة لدى العديد من الناشطين عن أنواع المرشحين الذين يُمكن انتخابهم".

من جهة ثانية، غإن آخر مرشح ديمقراطي فاز بالانتخابات، أي باراك أوباما، لم يفز بفضل حملته بالفكر الوسطي كما فعل بيل كلينتون، بل من خلال تحفيز القاعدة الديمقراطية للإقبال بكثافة على التصويت.

ولهذا السبب، يظن الكثير من الديمقراطيين أن هذه الاستراتيجية ناجحة هذه المرة. وهذا بالتأكيد رهان ساندرز. في الواقع، خاض معظم الديموقراطيين معاركهم الانتخابية في حلبة ساندرز، وهم يعملون بهدي من النظرية نفسها.

ما يدركه ترامب ويجهله الديمقراطيون

لكن أوباما فاز في 2008 بسبب أزمة اقتصادية حادة، وحرب غير شعبية. وكان أيضاً مرشحاً مقنعاً. ولا ينطبق أي من هذه العناصر على الواقع اليوم، إذ تبدو الظروف أقرب إلى نقيض تلك التي سادت في ذلك الوقت.

يريد اليمقراطيون بشكل يائس مرشحاً يعطي المعتدلين والجمهوريين المتعبين من ترامب، عذراً للتخلص من رئيس في فترة سلام وازدهار.

وختم غولدبيرغ بالإشارة إلى أن فريق ترامب يُدرك هذه الوقائع ولهذا السبب يريد إفشال بايدن وتعزيز بيرني. بينما لا يستطيع الديمقراطيون رؤية هذا الأمر.