صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 18 فبراير 2020 / 11:51

صحف عربية: أردوغان يفشل في حفظ ماء الوجه في موسكو

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، رهان النظام التركي على الاجتماعات في موسكو، للاتفاق مع روسيا حول شمال غرب سوريا، لحفظ ماء الوجه بعد فشله الذريع في المغامرة السورية.

ووفقاً للصحف، ضاعف رفض حلف الناتو التورط في مغامرات الرئيس رجب طيب أردوغان العسكرية، فشله استراتيجياً وعسكرياً.

عجز أردوغان
أشارت صحيفة العرب اللندنية إلى احتضان العاصمة الروسية موسكو للجولة الثالثة من المحادثات الروسية التركية، التي تتزامن مع تقدم الجيش السوري في محافظة إدلب.

وقال محللون سياسيون للصحيفة إن "تركيا تدخل المفاوضات من موقف ضعف بعد أن أدركت أن استمرار التصعيد مع الجانب الروسي ستكون له مفاعيل عكسية، في ظل عجزها عملياً عن تغيير المعادلة على الأرض رغم استمرار التحشيد التركي في المنطقة".

ورصدت الصحيفة "انكفاء" الرئيس رجب طيب أردوغان وتحاشيه تهديد أو انتقاد موسكو أو لدمشق معاً، بعد أن قاد الأسبوع الماضي حملة شرسة هدد فيها بقصف القوات السورية.

واعتبر محللون التحول التركي "محاولة النزول من الشجرة التي صعدت إليها" أنقرة.

انهيار تركي
ومن جانبها، رصدت صحيفة البيان الإماراتية الانهيار التركي في سوريا، مع تقدم الجيش السوري في إدلب وتحريره لمناطق تلو الأخرى في آخر معاقل الجماعات المسلّحة.

وقالت الصحيفة: "يرتفع مؤشر الغضب التركي من التهاوي الدراماتيكي للجماعات المسلحة، يوازيه ارتباك من جرعة دعم روسي غير محدود للجيش السوري، ورفض للتراجع عن المواقف التي كررها أكثر من مسؤول روسي، بحتمية تحرير جميع الأراضي السورية".

وقال الخبير في العلاقات الروسية التركية دينيس كركادينوف في تصريحات للصحيفة إن "رفع أردوغان سقف تهديداته ضد دمشق يراد منه إظهار تماسكه أمام الرأي العام الداخلي في بلاده، ورفع معنويات الجماعات المسلحة المدعومة من قبله، وكأنه يقول لهم: لا تستسلموا".

وأوضح أن الرئيس التركي يحتاج  إلى موافقة واشنطن على خطوة محفوفة بالمخاطر، لأنها قد تؤدي إلى رد فعل روسي عنيف يتضمن خرقاً للخطوط الحمراء، كما أن دول حلف الناتو لن تُفعل البند الخامس من معاهدته لإنقاذ تركيا في إدلب، وهو ما بات واضحاً بعد مقتل جنودها، ومحاصرة 12 نقطة مراقبة تركية من قبل القوات السورية.

أحلام فاشلة
وبدوره قال عبد المنعم علي عيسى في صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية، إن "جميع المقترحات والرؤى السياسية التركية في سوريا فشلت وانهارت، بعد أن أفرغتها التطورات الحاصلة على امتداد يناير(كانون الثاني) الماضي وفبراير(شباط) الجاري من محتواها".

وأشار إلى "اقتناع الروس بفشل الرئيس التركي وهزيمته سياسياً وعسكرياً، مضيفاً أن الاندفاعة الروسية تبدو ماضية بهدوء نحو فرض حالة أمر واقع لا تتيح لأنقرة هوامش واسعة من المناورة، أما دخول واشنطن، ومن ورائها الناتو أخيراً على الخط بشكل واضح، فإن أردوغان هو أكثر من يدرك أن الدعم الأمريكي المتاح حالياً لأنقرة في مواجهتها الراهنة مع روسيا في سوريا هو دعم سياسي وربما معنوي بدرجة أدق، ولا يمكن بحال من الأحوال الرهان على دعم عسكري مباشر تحت أي ظرف من الظروف".

وتساءل الكاتب "من يقول لهذا السلطان أن مشروعه يترنح؟" في سوريا.

غموض روسي
أما صحيفة الشرق الأوسط فرصدت في التعاطي الروسي مع هذه الأزمة، مشيرة إلى إشارات متباينة في موسكو حول فرص تقريب وجهات النظر مع أنقرة حول الوضع في إدلب، وردود الفعل الروسية على التهديدات التركية المتواصلة بإطلاق عملية عسكرية واسعة.

وقالت الصحيفة إن "موسكو تجنبت كشف تفاصيل المحادثات المطولة بينها وبين تركيا"، لافتةً في ذات الوقت إلى تلميحات بتحقيق تقدم في بعض المحاور رغم  مساحة التباين.

ونقلت الصحيفة من جهة ثانية عن مصدر في حلف شمال الأطلسي ناتو، أن "الحلف لا ينوي تقديم الدعم العسكري لأنقرة في إذا أقدمت على عملية عسكرية في شمال سوريا"، الأمر ما يضاعف بالتأكيد حدة الأزمة والمعاناة التركية في سوريا.