الثلاثاء 18 فبراير 2020 / 17:56

منتدى المرأة العالمي دبي 2020 يستعرض أحدث التوجهات في مجال العلاج بالفن

ناقشت منصة الثقافة والفنون المنعقدة ضمن فعاليات منتدى المرأة العالمي - دبي 2020، ومن خلال إحدى جلساتها موضوع "العلاج بالفن"، الذي يعتبر مفهوماً مستحدثاً انطلق عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويهدف لمساعدة المرضى المصابين بصدمات نفسية وعاطفية لا يستطيعون التعبير عنها، عن طريق إبرازها من خلال الرسم والأعمال الفنية، حيث يلتزم المعالج ببناء الثقة مع المريض، ومساعدته على وضع مشاعره في إطار فني يمكنه وبالتدريج من فهم هذه الصدمات والتعامل معها بطريقة إيجابية.

وشارك في الجلسة التي أدارها جلال لقمان، فنان تشكيلي من الإمارات، كل من سارة باويل، المؤسس للمركز العالمي للعلاج بالفن - الإمارات ، ودلال السندي، أخصائية علاج بالفن - مملكة البحرين.

وأكدت سارة على القدرات الشفائية العالية التي يمتاز بها الفن، وخاصة لناحية إتاحة المجال للمرضى ومن جميع الأعمار للتعبير عما يجول في خواطرهم وتحليلها باستخدام الفن، ويشمل هذا توفير مجموعة متكاملة ومتنوعة من الأدوات الفنية للمرضى، والطلب منهم التعبير عن ذواتهم باستخدامها، ليتم دراسة ليس فقط ما يرسمونه أو ينحتونه، بل أيضا الآلية التي يتعاملون بها مع الأدوات الفنية، والتي تشير بشكل كبير إلى القضايا والتحديات الجسدية والنفسية التي تؤرقهم، كما تتيح لنا تحديد الطريقة الأفضل للتعامل معهم ومعالجتهم بالصورة الأمثل.

وعرفت سارة المؤهلات التي يجب أن يتمتع بها المعالج بالفن من الناحية الطبية والفنية في آن معاً، حيث يجب أن يحمل المعالج شهادة عليا تتيح له التعامل مع كلتا الجزئيتين خلال العلاج، والذي يتم عادة من خلال توجيه من الطبيب النفسي الخاص بالمريض ليتم متابعته من قبل المعالج بالفن.

وقالت "يظن البعض أن المعالج بالفن هو قارئ للطالع، ولكن الحقيقة هي أننا ننظر بعمق إلى القطع الفنية التي ينفذها المرضى ونحللها بالاستناد إلى الواقع الخاص والمجتمع المحيط بكل مريض، لتكون ترجمة للتجارب التي يواجهونها ومساعدتهم في التغلب عليها".

وأوضحت أن العلاج بالفن، ليس حاسماً بشكل مطلق، بل يجب التمعن في تعبير المرضى عن ذواتهم من خلال الفن، ووضعها في سياقها الإنساني والاستفادة من هذه النتائج لتفادي أي مرض أو أزمة داخلية بشكل مسبق.

وأضافت سارة "العلاج بالفن يساعدنا على التعبير عن ذاتنا، ويجب أن نفخر بقدرتنا على التعبير، فهي تساعدنا على العلاج وتدفعنا إلى النمو".

وأضافت: "قد ينظر البعض للعلاج بالفن على أنه رفاهية، ولكنه وسيلة حيوية بدأت عقب الحرب العالمية الثانية، وتقوم على مساعدة العقل على فهم الأزمات والعواصف الإنسانية والعاطفية التي يواجهها وعبورها بأقل أذى ممكن".

من جانبها قالت دلال السندي، أن معظم المرضى الذين يتعاملون معهم حاليا هم من فئة الشباب والأطفال ممن يواجهون صعوبة في التعبير من خلال الكلمات عن الصدمات التي عاصروها، والتي قد تكون ناجمة عن مرض جسدي، وسببت لهم أيضا خسارات كبيرة على المستوى الإنساني والعاطفي، وأكدت دلال على أنهم يعملون على مساعدة المرضى وتحفيزهم للتحدث والبوح بمشاعرهم من خلال الفن واستخدامه كأداة يواجهون بها هذه الصدمات ويتجاوزونها.

وأضاف "دائما ننظر إلى الرسومات والنتاج الفني للمرضى ونحاول تحليله في ضوء الواقع المحيط بالمريض، وتوجيهه من خلال الأسئلة، وذلك لفتح قنوات إيجابية لحوار بناء يتيح لهم التعامل مع هذه الضغوطات بشكل صحي أفضل".

ويعد العلاج بالفن أداه هامة وخاصة للأطفال الذي لا يستطيعون بسهولة استخدام الكلمات لمواجهة الأزمات والمصاعب، فيكون الرسم أحد الأدوات الهامة لهم للتعبير عن خواطرهم.

وأشارت دلال إلى أنه ونظراً لخصوصية المجتمع العربي، فإن فكرة العلاج بالفن مقبولة بشكل أكبر من فكرة العلاج النفسي، وخاصة في ضوء الدراسات العالمية التي أشارت إلى أن الأعمال الفنية تساهم في تحسين الصحة العقلية والنفسية والعاطفية للمرضى.

وعن الفرق بين العلاج باللعب والعلاج بالفن، قالت دلال إن كليهما يعتبر منهجية جيدة، ويمكن استخدامه بحسب ميول المريض وخاصة لدى فئة الأطفال الذين ليس لديهم هوايات فنية.