وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
الخميس 20 فبراير 2020 / 12:59

الأوهام عن إيران... بومبيو في مواجهة كيري

أشادت صحيفة "نيويورك صن" بموقف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لانتقاده مجموعة من الديمقراطيين، بمن فيهم على ما يبدو جون كيري، لاجتماعهم سراً بإيرانيين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أخيراً.

صقل كيري أسلوب عمله في صياغة سياسة خارجية مستقلة ضد رغبات البيت الأبيض أو الكونغرس. يرجع هذا الأمر إلى حرب فيتنام

ورداً على تقرير في موقع "ذا فيديراليست"، قال بومبيو "لو اجتمعوا بالمسؤولين الإيرانيين، فلا أعلم ماذا قالوا. آمل أنهم كانوا يعززون سياسة أمريكا الخارجية، لا سياستهم الشخصية." لكن الصحيفة لا تُرجح ذلك.

وقوبل توقع تعزيز هؤلاء سياسة واشنطن الخارجية بسخرية من السناتور الديمقراطي كريستوفر مورفي الذي قاد الوفد، والذي نفى التقارير أياماً قبل أن يعترف بذلك لاحقاً، رغم تأكيده أنه لا يتمتع بالصفة لتميثل الحكومة الأمريكية ديبلوماسياً، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

ورأى مورفي أنه "إذا لم يكن ترامب سيحاور إيران، فعلى شخص آخر أن يفعل ذلك." بعبارة أخرى، سيتحدى قرار الحكومة المنتخبة بالامتناع عن المسارعة إلى محادثات مع مجموعة من المستشارين الإيرانيين.

يتحدث مورفي عن أن "لا أوهام" عنده عن إيران، لكن تصرفاته تكذب أقواله، وفق الصحيفة، خاصةً لأن وزير الخارجية السابق جون كيري كان هناك أيضاً.

لحظة مرعبة

صقل كيري أسلوب عمله في صياغة سياسة خارجية مستقلة ضد رغبات البيت الأبيض أو الكونغرس. يرجع هذا الأمر إلى حرب فيتنام. بعد أشهر قليلة قضاها على متن الزوارق الحربية السريعة، غادر كيري البحرية الأمريكية وذهب إلى باريس للتعامل مع العدو.

 بعدها، عاد إلى الكونغرس ليستثمر النقاط الأساسية التي قالها العدو نفسه. كان الهدف الأساسي لكيري الإشارة إلى أنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن فيتنام الحرة فسيترك العدو الأمريكيين يغادرون بسلام. أدى ذلك إلى واحدة من أكثر اللحظات المرعبة في إطار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

ما الذي حصل؟
كان ذلك عندما استجوب جورج أيكن السناتور المناهض للحرب، كيري "هل تعتقد أن الفيتناميين الشماليين سيتعهدون بجدية بإعاقة انسحابنا بالكامل؟".

رد كيري: "لا، لا أعتقد أن الفيتناميين الشماليين سيفعلون ذلك، وقد تمت الإشارة بوضوح في محادثات باريس للسلام إلى أنهم لن يفعلوا".

بعدها، سأل أيكن: "هل تظن أنهم قد يساعدون في حمل حقائبنا؟" فانفجر الضحك في القاعة.

أجاب كيري: "سأقول إنهم قد يكونون أكثر ميلاً لفعل ذلك من جيش الفيتناميين الجنوبيين" وقوبل جوابه بالضحك وبالتصفيق أيضاً.

تساءلت الصحيفة عن السبب الذي دفع هؤلاء إلى الضحك على حساب مئات الآلاف من الجنود الفيتناميين الأحرار الذين قاتلوا سنوات من أجل الحرية، وكانوا سيخضعون لإعادة التثقيف الشيوعي.

ورأت "نيويورك صن" أنهم ضحكوا أيضاً من ملايين المدنيين الفيتناميين الذين راهنوا على أمريكا، وواجهوا مصيراً مشابهاً لمصير جنودهم. لقد كانت لحظة مرعبة، لكنها وضعت كيري على مسار الوصول إلى المنصب الرفيع.

كيري في كوبا
عندما أصبح وزيراً للخارجية، استخدم كيري أسلوب العمل نفسه مستعملاً سلطته للوصول إلى علاقات طبيعية مع كوبا الشيوعية. وفعل ذلك رغم أن الكونغرس أوضح أنه لم يكن مستعداً للتخلي عن شروطه المسبقة، التي نص عليها قانون هيلمز بورتون.

وفي هافانا، سخر كيري من الأمريكيين الذين وقفوا مع تيار كوبا الحرة واصفاً إياهم بـ "سجناء التاريخ".

الاستعراض نفسه في إيران

لجأ كيري إلى محاولة استعراضية شبيهة مع إيران، عُرفت لاحقاً بالاتفاق النووي. كان كيري على علم بأن الكونغرس عارض الاتفاق ومع ذلك، لجأ إلى الأمم المتحدة، أين صوتت إدارة أوباما ضد الكونغرس نفسه.

وبدأت الإدارة تشحن الأموال إلى إيران من أجل، كما تبين، مهاجمة الولايات المتحدة وجنودها. ولهذا السبب، أعطى الأمريكيون الرئاسة إلى المرشح الذي تعهد بسحب واشنطن من الاتفاق النووي، دونالد ترامب.

بومبيو الواقعي
بناءً على ذلك، أكدت الصحيفة أن بومبيو هو الشخص الذي لا يملك أي أوهام عن إيران. لقد ذكر الصحافة الدولية بأن ظريف "وزير خارجية دولة أسقطت طائرة مدنية، ولم تسلم بعد الصندوقين الأسودين ... ووزير خارجية دولة قتلت أمريكياً في 27 ديسمبر(كانون الأول) ... وأكبر دولة راعية للإرهاب، وأكبر دولة راعية لمناهضة السامية".