صورة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني  بين أحضان أحد مؤيديه (أرشيف)
صورة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بين أحضان أحد مؤيديه (أرشيف)
الخميس 20 فبراير 2020 / 14:00

هل يملأ نصرالله الفراغ الذي تركه اغتيال سليماني؟

قالت صحيفة "غارديان" البريطانية، إن إيران لا تزال تعاني في محاولة تعويض خسارتها قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، لافتة إلى أن الزخم الإيراني تراجع في المنطقة.

إيران توجهت إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، لسد الفراغ الذي خلفه رحيل سليماني

وكشفت مقابلات أجراها الصحافيان مارتن تشولوف، ودان صباغ، مع سبعة مطلعين على تفاصيل الضربة الجوية الأمريكية التي أودت بسليماني، بينهم مسؤولون في إيران وبغداد، الفوضى والإرباك،  بعد كشف هويات القتلى.

"كانت هناك 11 جثة سحبت من تحت الأنقاض"، قال أحد كبار المسؤولين الرسميين في الاتصالات المذعورة التي اجتاحت أوساط المسؤولين العراقيين صباح 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، "نحن نتحدث عن الهيكلية الداخلية الكاملة لفيلق القدس. لا يقتصر الأمر على قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. بل على جميع المقربين منهما في العراق وخارجه".

ولكن مصدراً آخر، وهو وكالة استخبارات غربية، كان أكثر حذراً، ما يشير إلى أن القتلى ربما كانوا أقل تأثيراً في العلاقة الإيرانية مما كان يعتقد العراقيون.

وقال أحد المسؤولين: "ومع ذلك، فإن الاغتيالات، قد تكون لها تداعيات كبيرة على العلاقة بين فيلق القدس والجماعات المتحالفة مع إيران في العراق على المدى القريب".

تراجع الزخم
وفي أربعينية مقتل سليماني، يوم الخميس الماضي، بدت تداعيات العملية في العراق كما في مسقط رأس سليماني في إيران، وفي أماكن أخرى في منطقة سيطر عليها أكثر من أي شخصية أخرى.

ولفت تشولوف وصباغ إلى أنه من مخابئ جنوب بيروت إلى ساحات المعارك في شمال سوريا والشوارع الملتهبة في العراق، قلص مقتل سليماني ومرافقيه الكثير من الزخم الإيراني في المنطقة، وفضح هشاشة قوة القدس التي طالما استخدمت الغموض لمد تأثيرها في المنطقة خلال العقدين الماضي.

إلى ذلك، سلط الاغتيال الضوء على العلاقة المعقدة بين القيادة الإيرانية والحكومة العراقية التي سعى أعضاؤها الكبار منذ ذلك الحين إلى إحياء مشاريع سليماني الإقليمية الممتدة بعيداً وصولاً إلى العاصمة اللبنانية ودمشق.

وشكلت تصفية سليماني الحدث الأكبر منذ سقوط نظام صدام حسين قبل 17 عاماً.

خلل في المنظمة السرية
ولفت الكاتبان إلى أن إيران توجهت إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، لسد الفراغ الذي خلفها رحيل سليماني، موضحين أن مساعد رئيس الوزراء عبد المهدي، محمد الهاشمي، أُرسل إلى بيروت لإقناع نصر الله بالتدخل.

ووافق أعضاء من الجماعات الشيعية العراقية أيضاً شاركوا في الرحلة في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، على وقف الاقتتال الداخلي الذي أدى إلى تشتيت الجماعات في العراق، والأهم من ذلك، إضعاف الحشد الشعبي، مجموعة الميليشيات القوية التي نشأت بعد توسع داعش.

ويقول مصدران بارزان في بيروت للصحافيين، إن نصر الله وافق على المساعدة في سد الفراغ الذي خلفه اغتيال سليماني والمهندس، و"لكن هناك حدود لما يمكن أن يفعله. لقد عاش في الظل أكثر من الجنرال الإيراني على مدار السنوات الـ14 الماضية، ولن يكون قادراً على السفر إلى العراق، أو سوريا لحشد القوات. وبدل ذلك، سيكون على وكلاء إيران السفر إلى لبنان".

نظرة إقليمية
ولاحظ الكاتبان أنه في خطابه الأحد الماضي، بدا نصر الله كأنه يتبنى نظرة إقليمية أوسع، ويتحدث بإسهاب عن قوات الحشد الشعبي.

واعتبر الكاتبان أن تقدم قوات النظام السوري في شمال غرب البلاد، في الأسابيع الماضية، ربما يكون بأمر إيراني لرد الاعتبار بعد مقتل سليماني.