صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 21 فبراير 2020 / 11:35

صحف عربية: حسابات روسيا وتركيا في إدلب وقطع يد أردوغان في ليبيا قريباً

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

رصدت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة المأساة التي تشهدها إدلب السورية في ظل الحسابات التركية والروسية.

وفي ليبيا تتصاعد الأزمة الليبية بسبب التدخل التركي فيها خدمة لأجنداتها السياسية والأيديولوجية.

حسابات 
تساءل خير الله خير الله في صحيفة "العرب" اللندنية عن إمكانية المواجهة المباشرة بين تركيا وروسيا في سوريا.
  
وأوضح خير الله أن الأمر مستبعد إلى حد كبير، في ظل "حسابات تركية وأخرى روسية تتجاوز الشمال السوري. ستبقى روسيا داعمة للنظام السوري من الخلف لوقف القتال بين الطرفين، وفق شروط محددة. ستستمر في التفاوض، في الوقت ذاته، للحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة".

وعن إمكانية حسم تركيا لهذه الأزمة قال خير الله "فات أوان الحسم التركي، لكنّ ذلك لا يعني أن روسيا في وضع جيّد في سوريا. في نهاية المطاف، إن مشكلة روسيا، بعيداً عن موقف المتفرّج للجانب الأمريكي، تكمن في أنّها تريد أن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في سوريا".


خلافات
ومن جانبه، قال أكرم البني في "الشرق الأوسط" إن "ما يثار من خلاف بين موسكو وأنقرة على النفوذ في سوريا به نوع من المبالغة".

وأضاف البني، أن دوافع عدة تمنع المواجهة بين الطرفين، في ظل حرصها على "نهج براغماتي أصيل عند كليهما، يفتح الباب أمام استعداد متبادل لتقديم التنازلات وتثبيت التوافقات، بالاضافة إلى قوة التفاهمات السياسية التي تراكمت بينهما خلال السنوات الماضية، إلى جانب مصالح اقتصادية تربط البلدين، إذ وصل حجم التبادل التجاري بينهما في 2019 إلى قرابة 30 مليار دولار".

ظلمات  
وعن ليبيا وأزمتها، قال علي الفتاح في مقال بموقع قناة 218، إن تنظيم الإخوان استغل، الأحداث منذ 2011 لتحقيق أهدافه السياسية، مستشهداً بما جرى في مصر. ولكن الفتاح يعتبر أن الوضع اختلف في القاهرة بفضل "رسوخ الدولة الوطنية وتجذرها في وجدان المصريين علاوة على قوة وحضور الجيش المصرى، ما يعد سبباً مباشراً في انكسار مشروع الإسلام السياسى".

ولكن ليبيا "كانت الساحة المناسبة لاحتضان مشروع الإسلام السياسى القائم على إشاعة الفوضى والعنف من خلال أدواته المتمثلة في الجماعات والتنظيمات الإرهابية وبدأت آلة الإعلام القطرية والتركية تروج إلى انقسام المجتمع الليبى وعودة النزعات الجهوية والمناطقية فبدأت تظهر أصوات تطالب بضرورة إعادة تقسيم ليبيا إلى ثلاث ولايات برقة، وفزان، وطرابلس، حتى أن أنصار جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بدءوا يروجون لهذه الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفى تحليلاتهم وكتاباتهم، ولما فشلت هذه المحاولة البائسة، بدأ الترويج لادعاءات جديدة مفادها أن المدن الليبية باتت مقسمة بين مناطق نفوذ للقبائل العربية المختلفة، وأن كل قبيلة تهيمن على منطقة بعينها برجالها المسلحين وتسيطر على كل شىء بما في ذلك حقول وآبار النفط".

ويُضيف الكاتب أن فشل "الإخوان في تقسيم ليبيا وتوزيعها بين الانتماءات القبلية والجهوية، وحتى تقسيم أحياء مدنها بين أمراء الحرب لم يكن الشاهد الوحيد على ظلمات مشروع الإسلام السياسى، فبعد أن وجد نفسه محاصراً داخل بضعة شوارع في قلب العاصمة طرابلس استدعى الاحتلال التركى ل،ه الراعى الأول لهذا المشروع الإرهابى، بامتياز وصاحب راية عودة الخلافة الإسلامية العثمانية مجدداً حلم كل الإسلاميين".

ورطة السراج
في تقرير بموقع "اندبندنت عربية" شدد زايد هدية على أهمية زيارة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى موسكو، للقاء وزير الدفاع وزير الدفاع شويغو وليس الرئيس فلاديمير بوتين أو وزير خارجيته سيرغي لافروف، ما يعني أن الزيارة خُصصت للجانب العسكري فقط، لا السياسي.

ونقل هدية، عن الصحافي الليبي هشام بن صريتي، أن "روسيا أرادت أن تبعث رسالة لأنقرة أنها ستدعم حفتر في معركته معها في طرابلس، في سياق الخلافات والتوتر بين الطرفين في الفترة الأخيرة على خلفية التطورات في إدلب السورية".

ومن جهته أورد التقرير نقلاً عن الباحث والأكاديمي الليبي فرج الجارح أن حكومة الوفاق في طرابلس كانت سبب اشتعال الأزمة الليبية "بتسليم هذه الحكومة للملف الليبي برمته لأنقرة مقابل امتيازات ضخمة اقتصادية وعسكرية"، خلق له أعداء كثر من المتنافسين على ليبيا بما لهم من مصالح متنوعة فيها".
ويُضيف الباحث الليبي، أن السراج أحرق جسور التواصل مع القوى الدولية والإقليمية، ذلك أن "أوروبا الآن غاضبة من السراج ومن حليفه أردوغان لإضرارهما بمصالح القارة العجوز. ولعل ما تعرض له السراج في مطار شارل ديغول في فرنسا من معاملة مهينة، يشرح الموقف الفرنسي والأوروبي الجديد منه بشكل واضح لا يحتاج إلى تفسير مسهب".

ويُضيف، أن "السراج يجازف بالراهن على الدعم التركي مقابل خسارة دعم القوى الإقليمية والدولية له، في رهان غريب وساذج. وأعتقد أن خياراته هذه ستفضي به إلى الخروج من المشهد في المستقبل القريب، ذلك أن القوى الغربية ستبحث عن بديل للسراج لقطع يد أردوغان في البلاد".