علم إيران (أرشيف)
علم إيران (أرشيف)
الجمعة 21 فبراير 2020 / 12:55

الانتخابات الإيرانية لن تغير سلوك النظام

24- زياد الأشقر

قال الكاتب كين بلاكويل في موقع "تاون هول" الأمريكي، إن ما يوصف بالانتخابات البرلمانية في إيران يجرى وسط أزمات متصاعدة.

انتخابات" فبراير تأتي في أسوأ وقت بالنسبة للنظام. ويعاني خامنئي من ضربة لا يمكن التعافي منها بعد تصفية قاسم سليماني

وتتكشف "الانتخابات" هذا العام عن مسرح راديكالي مختلف، مع تصاعد الاستياء الشعبي وانتفاضات، ما يضفي مزيداً من التعقيد على الوضع المزري للنظام.

اقترعوا لتغيير النظام
وعادة يتحدى الإيرانيون القمع الممنهج، والانتهاكات لحقوق الإنسان، ويقولون رأيهم في الشوارع. وفي احتجاجاتهم الواسعة في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، اقترعوا لتغيير النظام بكامله.

وقال الكاتب، إن الانتخابات في بلدٍ من أكثر البلدان  قمعاً في العالم لا تعدو أن تكون مهزلة، إذ استغل النظام بفعالية السلطة عبر نظام ولاية الفقيه، ويُعتبر القائد الأعلى الحالي علي خامنئي، الطاغية المطلق والمهيمن على كل شؤون الدولة.

مجلس صيانو الدستور
واستناداً إلى المادة 90 من الدستور الإيراني، تشرف هيئة رقابية تدعى مجلس صيانة الدستور على الانتخابات، وهي تضم 12 عضواً يُنتقون مباشرة وغير مباشرة من القائد الأعلى.

وأشار الكاتب إلى أن كل المرشحين يخضعون لتقويم لمدى التزامهم بالنظام و"الولاء لمبدأ ولاية الفقيه" ما يجعل من البرلمان منتدىً لنهب المزيد من الثروة الوطنية، والإساءة للحقوق السياسية للشعب الإيراني.

واستبعد مجلس الرقابة 55% من المترشحين، بينهم 90 نائباً حالياً، بعضهم خضع للتدقيق في انتخابات سابقة. وينتمي المستبعدون إلى المعسكر المنافس لخامنئي.

وهناك توقعات تشير إلى أن الموالين للمرشد سيفوزون بنحو 260 مقعداً من أصل 290، لأن خامنئي يحاول حشد الصفوف.

4 انتفاضات
وعن السبب، يجيب الكاتب، أنه منذ 2017، تنتشر الاحتجاجات الشعبية بين كل الطبقات الاجتماعية وفي كل مركز حضري وريفي. وتوجت هذه الاحتجاجات بأربع انتفاضات رئيسية في البلاد، كان أحدثها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ، ويناير (كانون الثاني) 2020.

وفي انتفاضة نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، قُتل أكثر من 1500 إيراني برصاص نظام رجال الدين بسبب دعوتهم لإسقاط النظام.

وأشار الكاتب إلى أن "انتخابات" فبراير (شباط) تأتي في أسوأ وقت للنظام، إذ يعاني خامنئي من ضربة لا يمكن التعافي منها بعد تصفية الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.

كما أن الاحتجاجات تمددت أيضاً إلى العراق، ولبنان، لتوجه ضربة ثقيلة لخطط النظام الإيراني الإقليمية.

وتزامن السقوط الحر للاقتصاد الإيراني مترافقاً مع تصاعد نشاطات منظمة مجاهدي خلق، في عشرات المدن الإيرانية، وحملة الضغوط الأمريكية القصوى، مما جعل الوضع أكثر إيلاماً لخامنئي.

ولمواجهة احتمال إسقاطه، قرر خامنئي رص الصفوف، لأن نظاماً ضعيفاً سيتعرض لضغوط قوية للوقوف في وجه الانشقاقات الداخلية، ولذلك يحتاج إلى الحشد حول الموالين لخامنئي والحرس الثوري. وهذا ما يشير إلى أن سلوك النظام لن يتغير.

استطلاعات
ولفت الكاتب إلى أن الشعب الإيراني اختار البقاء بعيداً. والدليل على ذلك، أن الاستطلاعات شبه الرسمية أظهرت أن 82% من الإيرانيين سيقاطعون الانتخابات. وقد سارعت السلطات إلى إزالة نتائج الاستطلاع من الموقع الذي نشر فيه.

ورفض الشعب الإيراني فصائل النظام من "متشددين" وإصلاحيين"، معتبراً أنهما واحد عندما يتعلق الأمر بالسياسات الأساسية وباستراتيجيات البقاء. وعملياً، توسل خامنئي للناخبين ليدلوا بأصواتهم قائلاً: "البعض ربما لا يحبني، لكن يجب أن يدلوا بأصواتهم، إذا كانوا يحبون إيران".
وقال الرئيس حسن روحاني: "لايجب أن بقى بعيدين عن صناديق الاقتراع بسبب هذا الفعل أو ذاك".