السبت 22 فبراير 2020 / 11:16

صحف عربية: بعد النووي... الانتخابات وكورونا تعميق جديد للعزلة الإيرانية

24 - إعداد: معتز أحمد إبراهيم

أدلى الإيرانيون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الحادية عشرة في البلاد منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وسط تباين في التحليلات التي رصدتها الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، مشيرة إلى أن عزلة إيران بسبب سيعها للسلاح النووي تتزايد بصورة مطردة.

وأشارت هذه الصحف في ذات الوقت إلى تفشي وباء كورونا في إيران، ما يزيد من عزلتها مع دول العالم، وفي ذات الوقت نبهت هذه الصحف إلى عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، الأمر الذي سيمنح المحافظين المتشددين قبضة الحكم، ما سيزيد من عزلة إيران مع استمرار سيطرة المحافظين على القرار.

كورونا
رصدت صحيفة "البيان" الإماراتية حالة العزلة التي تعيشها إيران الآن، ما عكسه تصريح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات في السعودية، والذي أكد منع المواطنين من السفر إلى إيران، بسبب وصول فيروس كورونا بها.

وقالت الصحيفة "إنه بناء على مقتضيات المحافظة على الصحة العامة فقد تقرر تعليق سفر المقيمين إلى إيران، ومنع دخول المسافرين من غير السعوديين ممن سبق له التواجد في إيران، إلا بعد انقضاء فترة تتجاوز الحد الأعلى من مدة حضانة الفيروس (أي بعد 14 يوماً من خروجه من إيران).

ورصدت الصحيفة تشديد المتحدث بأنه سيتم تطبيق أحكام نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية بحق كل من يخالف تعليمات حظر السفر إلى إيران من المواطنين واخضاعهم للحجر الصحي، وفي حال ثبوت مخالفة هذا القرار من أحد الأخوة المقيمين، فلن يتم السماح له بالعودة للمملكة.

إقبال فاتر
على صعيد الانتخابات رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الإقبال الذي وصفته بالفاتر على الانتخابات الإيرانية، مشيرة في ذات الوقت إلى أن الناخبين أدلوا بأصواتهم أمس في الانتخابات التشريعية.

وتوقعت مصادر سياسية تحدثت للصحيفة أن يتم تعزيز مقاعد الأغلبية المحافظة في البرلمان الحالي، وسط قلة الحماسة السياسية.

وعزت الصحيفة قلة الحماسة لعدة أسباب أبرزها الركود الاقتصادي والأزمات العديدة ورفض مجلس صيانة الدستور مئات المرشحين المؤيدين للرئيس حسن روحاني.

ونبهت "الشرق الأوسط" إلى محاولة المرشد الإيراني علي خامنئي استغلال مقتل القيادي في "الحرس الثوري" قاسم سليماني لحشد الأصوات بالانتخابات قائلة إن خامنئي يكرر الدعوات للشعب للنزول للرد على اغتيال سليماني في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها إيران.

مأزق سياسي
بدوره قال موقع "انديبندنت عربية" إن الانتخابات الإيرانية الحالية تمثل مأزق للتيار المعتدل، وهو المأزق الذي سيعقد فترة روحاني المتبقية بالسلطة سياسياً. وقالت الصحيفة إن هذه الانتخابات تأتي على خلفية تدهور اقتصادي متواصل، وهو تدهور وفساد يصاحبهما احتجاجات واسعة خلال الأشهر الأخيرة، فضلاً عن التصعيد غير المسبوق مع الولايات المتحدة.

وقال الموقع "رغم تنافس أكثر من 7000 مرشح على 270 مقعداً في انتخابات مجلس الشورى الحالي، فإن عدد المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين الذين خاضوا غمار المنافسة لم يتجاوز العشرات." وأضاف الموقع " إن الإصلاحيين كانوا أكبر ضحايا التطورات التي شهدتها إيران خلال السنوات الماضية، إذا تعرّض كامل التيار إلى انتقادات مكثفة من الأوساط المحافظة والأصولية بعد فشل الرئيس في تحقيق معظم وعوده الانتخابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن خيبة أمل الشارع الإيراني الذي خرج في تظاهرات واسعة أكثر من مرة ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء المعيشة".

برلمان إيراني متشدد
من جانبها أشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى مواجهة إيران لتحديات غير عادية سواء في الداخل أو الخارج خلال هذه الانتخابات، مشيرة في ذات الوقت إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، خلص إلى أن فكرة سحق الأصوات المعارضة وضمان تشكيل برلمان من شأنه الحفاظ على السياسات المحافظة كأفضل طريقة للتعامل مع القضايا الملحّة.

ويتوقع مراقبون، وفقاً للصحيفة، أن يتبنى البرلمان الجديد موقفاً متشدداً ضد الولايات المتحدة ومن غير المرجح أن يدعم الجهود المبذولة للتفاوض على اتفاق نووي جديد أو أن يستجيب للمطالب الأمريكية التي تدعو إلى إنهاء دعم الميليشيات بالوكالة والحلفاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلاً عن ترجيح حدوث سيناريو تعزز إيران فيه علاقاتها مع وكلائها مثل حزب الله في لبنان وميليشياتها في العراق وسوريا.