أشخاص يرتدون الكمامات خارج مستشفى الحريري الحكومي في بيروت (اي بي ايه)
أشخاص يرتدون الكمامات خارج مستشفى الحريري الحكومي في بيروت (اي بي ايه)
السبت 22 فبراير 2020 / 16:10

الهدية المسمومة تصل لبنان من قم الإيرانية

فيروس كورونا المستجد وصل الأراضي اللبنانية بالطائرة، "الهدية المسمومة" لم تصل هذه المرة من الصين، بل جاءت عبر امرأة لبنانية تعيش في مدينة قم الإيرانية.

انتقال المرض يعتبر أمراً عادياً في هذا الزمن، على الرغم من المخاطر التي تحيط به، ولكن الناشطين في بيروت، لم يجدوا في انتقاله من إيران إلى لبنان إلا فرصة ليعيدوا التذكير بالهدايا الإيرانية، والتي يدفع ثمنها اللبنانيون اليوم انهياراً اقتصادياً وأمنياً وسياسياً ومعيشياً.

وقبل الحديث عن هدايا النظام الإيراني المفخخة للبنانيين، لا بد من التنبيه إلى أن وزير الصحة في حكومة بيروت والذي يمثل حزب الله، أعلن في المؤتمر الصحافي، أن "لا داعي للهلع" ولا داعي لوقف الرحلات إلى إيران في الوقت الحالي.

موقف وزير الصحة يأتي من خلفيته الحزبية، فهو يمثل طهران في الدولة اللبنانية، التي تعمل لتوثيق علاقة لبنان بإيران، ووقف مسار الطائرات من طهران إلى بيروت في المرحلة الحالية للتخفيف من انتشار الكورونا يعني وقف "تبادل" الكثير من الأشياء التي تبدأ بالتجارة وتصل إلى المواد المحظورة التي يتبادلها حزب الله والحرس الثوري، من سلاح متخصص إلى التمويل، وعمليات التهريب الممنوعة من العملة الصعبة، وصولاً إلى مواد تصنيع مخدر الهيرويين الذي ينقل لمصانع يديرها مسؤولين بحزب الله على الحدود اللبنانية السورية.

ويتذكر "الناشطون" في بيروت "هدايا" طهران للبنانيين، السلاح الذي يستعمل لتهديد اللبنانيين، والعبوات الناسفة الحديثة التي قتلت رفيق الحريري وأكثر من أحد عشر سياسياً مناهضين لطهران وحلفائها، وصولاً إلى محاولات بناء مصانع للصواريخ الدقيقة، التي يحاول حزب الله إشعال الحروب عبرها في المنطقة وتهديد دول المحيط بها وتهريبها عبر شبكاته إلى الحوثيين في اليمن، لتهديد الدول العربية في المنطقة.

واللافت أن الطائرة التي حملت من إيران المصابة بفيروس الكورونا، كانت تحمل أيضاً عشرات الركاب ومنهم مستشار وزير الصحة وعدداً من قياديي حزب الله وإعلامييه، حيث منع الأمن العام من توقيفهم رغم أن حالة ثلاثة منهم سيئة، فيما نقلوا إلى مستشفى تابع للإيرانيين في جنوب لبنان قرب مدينة النبطية في بلدة تول، ليتم عزلهم هناك.

كورونا اللبناني هذه المرة وجد لدى جمهور حزب الله تنديداً بما سموها شائعة، ووصل الأمر بهم إلى نشر تسجيل صوتي قيل إنه للمصابة بالمرض تدعي إنها بصحة جيدة وأن ما يحكى عن إصابتها في إيران بفيروس كورونا هو كذبة يستعملها "عملاء السفارات" ضد نظام طهران وضد حزب الله. هذا التسجيل وجد أصداؤه لدى مؤيدي طهران، وبدأ عدد من الناشطين منهم على وسائل التواصل الاجتماعي بالتنديد بالآراء الداعية لوقف استقبال الطائرات القادمة من إيران، واعتبروا أن المسألة بمثابة مؤامرة على طهران.

وكما رفعت في السابق صور القيادي في الحرس الثوري قاسم سليماني على مداخل العاصمة اللبنانية، أو كما رفع تمثاله على الحدود الجنوبية، وهو المسؤول المباشر عن تدمير لبنان وعدد من دول المنطقة، صار من المتوقع أن يرفع حزب الله إعلانات يرحب بها بكورونا القادم من إيران، نكاية بمن لا يحبونه أو من ينتقدون وجوده وأساليب عمله التي أدت بلبنان إلى الانهيار.