الأحد 23 فبراير 2020 / 15:35

تزايد الاستياء الإيراني من رفض العراقيين لخليفة "رفيق سليماني"

تبدو حظوظ النائب الجديد لرئيس هيئة "الحشد الشعبي" في العراق ليست كما يتمنى المسؤولون الإيرانيون عن الملف العراقي، بعد رفضه من 4 فصائل.

وكما ظهر بعد مقتل القيادي في الحرس الثوري قاسم سليماني بالغارة الأمريكية ومعه نائب رئيس الحشد السابق أبو مهدي المهندس، لم يعد الملف العراقي مضبوطاً كما في السابق.

الجديد هو أن القيادي في حزب الله العراق أبو فدك المحمداوي، رفضت 4 فصائل في "الحشد الشعبي" تابعة للمرجعية الشيعية في العراق تنصيبه نائباً لرئيس هيئة الحشد خلفا لأبو مهدي المهندس.

وأهمية موقع نائب رئيس الحشد أنه المقرر الأبرز لسياسات الميليشيات العراقية، أو هكذا كان الدور الذي يضطلع به "المهندس" قبل مقتله.

وفي بيان مشترك أصدرته أربع فصائل هي لواء أنصار المرجعية ولواء علي الأكبر وفرقة العباس القتالية وتشكيلات فرقة الإمام علي القتالية أعلنت فيه أنه ليس لها علم بأي تنصيب لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الآن.

وأضاف البيان أن اختيار بديل المهندس "يحتاج لسياقات قانونية، غير متوفرة الآن في ظل حكومتين، إحداهما تصريف أعمال، والأخرى لم يكتمل تكليفها".

وتابع البيان "أن القوات المشكلة من قبل العتبات (مراقد الأئمة) قدمت رؤيتها لرئيس الهيئة (الحشد) وتنتظر الإجابة عليها بشكل رسمي".

ولم توضح الفصائل ما الذي تضمنته رؤيتها، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أنها هددت بالانسحاب من هيئة الحشد الشعبي إذا لم تعمل الحكومة على الحد من النفوذ الإيراني داخل المؤسسة التي يرأسها فالح الفياض المقرب من إيران.

وكانت هيئة الحشد الشعبي أعلنت اختيار "أبو فدك المحمداوي" لشغل منصب نائب رئيس الهيئة ورئيساً للأركان فيها.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن نائب معاون رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو علي البصري قوله إن هناك إجماعا على مستوى هيئة الحشد الشعبي لتعيين أبو فدك على رأس هيئة الأركان.

وذكرت صحف ومواقع مقربة من إيران أن المحمداوي هو أحد قيادات كتائب "حزب الله" العراق، وكان من قيادات الداخل العراقي خلال فترة ما قبل عام 2003، ونظراً لهذا الدور كان مطلوباً من نظام صدام حسين.

وأكد ناشطون عراقيون أن "أبو فدك" هو نفس الشخص الذي يلقب "الخال" المسؤول عن الحوادث التي وقعت أثناء الاحتجاجات الأخيرة في العراق، من بينها الهجوم الذي نفذته ميليشيا كتائب حزب الله على المحتجين في منطقة السنك والسفارة الأميركية في بغداد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتشير مصادر إلى أن تعيين "أبو فدك" جاء بعد اجتماع ضم قادة فصائل موالية لإيران منضوية تحت مظلة الحشد العشبي مثل ليث الخزعلي شقيق زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، والقيادي في كتائب حزب الله أبو إيمان الباهلي وأحد قيادات منظمة بدر أبو منتظر الحسيني وزعيم كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، وبحضور المسؤول عن ملف حزب الله في العراق محمد كوثراني.

وكان "أبو فدك" من الذين عملوا مع القيادي بميليشيا حزب الله اللبناني عماد مغنية قبل اغتياله بدمشق عام 2008، حيث يتهم بتنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية.

ومنذ أكثر من عام برزت الخلافات بين الفصائل الموالية لإيران داخل الحشد الشعبي وتلك التي تتبع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الذي دعا في أكثر من مناسبة إلى إعادة دمج مقاتلي الحشد الشعبي في المؤسسات الحكومية، وهو أمر ترفضه الفصائل الموالية لإيران.