الثلاثاء 25 فبراير 2020 / 13:25

إيران تكذّب أمريكا: لم نخفّض النفقات العسكرية!

24- زياد الأشقر

أجرى الصحافيان أندرو إنغلاند ونجمة بوزورغمهير مقابلة نادرة مع مستشار المرشد الأعلى للشؤون العسكرية البريغادير جنرال حسين دهقان قال فيها إن إيران حافظت على نفقاتها الدفاعية في مواجهة العقوبات الأمريكية المشلة، مناقضاً بذلك كلام إدارة الرئيس دونالد ترامب حول قيام إيران بخفض موازنتها العسكرية بسبب استراتيجية الضغوط القصوى التي تعتمدها واشنطن.

إيران لن تتراجع عن استراتيجيتها، في رعاية المجموعات المسلحة في المنطقة أو تطوير برنامجها الصاروخي، ولن تجري حواراً مع الولايات المتحدة ولن تذهب إلى الحرب الشاملة معها

ومع إن المسؤولين الإيرانيين يقرون بتأثير العقوبات على اقتصادهم، الذي غرق في كساد عميق في الوقت الذي يشدد ترامب ضغوطه على طهران، أبلغ دهقان إلى صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن طهران "لم تخفض أياً من موازنات منظماتها العسكرية".

 وأوضح دهقان الذي يخضع هو نفسه للعقوبات الأمريكية وكان قائداً سابقاً لقوات النخبة في الحرس الثوري، أنه "من الناحية العسكرية، فإننا اليوم في وضع أفضل مما كنا عليه قبل ثلاثة أعوام عندما وصل ترامب إلى السلطة، في جميع النواحي-من الفرق الإدارية والتجهيزات. وسنكون في وضع أفضل في حال إعادة انتخاب ترامب لولاية جديدة". وأشار إلى أنه "منذ ظهور داعش وتزايد عدم الآمان، استخدمنا كل طاقاتنا لتنظيم وتدريب وتقديم الاستشارات لحلفائنا".

الريال الإيراني
ولفت الكاتبان إلى أن النفقات الدفاعية قد زادت بالريال الإيراني منذ بدأ ترامب فرض عقوبات، وفق الموازنات الحكومية الإيرانية. وقد انخفض الريال في مقابل الدولار، لكن إيران تعتمد بشكل أساسي على صناعاتها العسكرية المحلية. لكن الإنفاق الدفاعي الكامل لإيران لا يجري الكشف عنه لأنه يخصص لدعم الوكلاء الإقليميين.

نجاحات أمريكا

وأشار الصحافيان إلى أن المسؤولين في إدارة ترامب يشيرون إلى الموازنة الإيرانية للدلالة على نجاحاتهم في إرغام إيران على خفض نفقاتها العسكرية بنحو 30%، بما في ذلك تخفيضات في انفاقها العسكري بنسبة 30%، وتخفيضات في موازنة الحرس الثوري، وإضعاف قدرة طهران على دعم وكلائها. ومعلوم أن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة قد بدأت عقب انسحاب ترامب بشكل آحادي من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع مجموعة دول خمسة زائد واحد، وعمد ترامب إلى فرض أشد العقوبات قساوة على طهران.

وذكّر الكاتبان بأن الهدف المعلن لترامب هو الضغط على طهران من أجل معاودة التفاوض على الاتفاق النووي، والحد من برنامجها الصاروخي، ووقف دعمها لوكلاء تقول واشنطن إن هدفهم زعزعة استقرار المنطقة. وقد اقتربت إيران من الحرب الشهر الماضي عندما قتل الجيش الأمريكي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي يعتبر أرفع قائد عسكري في إيران، والمسؤول عن العمليات في الخارج، وأشرف منذ سنوات على المجموعات المسلحة الإقليمية وقاد قتال إيران ضد داعش.

رعاية المجموعات المسلحة
ونقل الكاتبان عن دهقان أن إيران لن تتراجع عن استراتيجيتها، في رعاية المجموعات المسلحة في المنطقة أو تطوير برنامجها الصاروخي، وأنها لن تجري حواراً مع الولايات المتحدة ولن تذهب إلى الحرب الشاملة معها، والرهان على أن سياسات ترامب ستخدم في نهاية المطاف إيران من طريق تعزيز الشعور المعادي لأمريكا وتمكين وكلائها.