الثلاثاء 25 فبراير 2020 / 15:17

الطلاق بعد تقدم العمر.. نهاية أم بداية جديدة؟

عندما ينتقل الأبناء للعيش بمفردهم أو يتزوجون يصبح زواجك فجأة تحت المجهر. وسرعان ما تتسبب نهاية مرحلة التربية في تعرية العواطف الهشة بين الزوجين إذا أصبح الحساب العاطفي في علاقة الزوجين أو الشريكين مفلساً. ويسأل الكثيرون أنفسهم ما الفائدة من الإبقاء علي هذه العلاقة؟

بحسب المعالج هانز بيرفانجر المتخصص في شؤون الأسرة والزواج يميل النساء والرجال إلى الرغبة في الطلاق مع تقدم العمر لأسباب مختلفة، ويكتشف الرجال فجأة نقائص جنسية في العلاقة بينما تعاني النساء أكثر من خواء عاطفي.

وغالباً ما يكون إنهاء زواج دام طويلاً أمراً صعباً لكثير من النساء اللواتي لا تتمتعن باستقلال مادي، غير أن المعالج النفسي كليمينس فونك يقول إن هذا يتغير، حيث يمكن لهن أن تشرعن في ممارسة أعمال جديدة بعد سن الخمسين ما يفتح فرصاً جديدة لتحقيق الذات في ظل وجود أو عدم وجود رجل بجانبهن.

وتقول المحامية ريناته مالتري المعنية بشؤون الطلاق: الكثير من الأزواج أو الشركاء المتقدمين في العمر لا يسألون أنفسهم عن شكل الحياة التي يريدونها حتى وصولهم لسن التقاعد، وحينها يدركون أن لديهم أفكارا مختلفة للغاية تجاه هذه الحياة.

متى يستحق إنقاذ الزواج؟
يقول المعالج بيرفانجر: "إذا لم تكن هناك حميمية عاطفية، وإذا تعرضت العلاقة العاطفية بين الزوجين أو الشريكين للذبول، إذن توجد مشكلة خطيرة". ويرى بيرفانجر أن الحميمية والمشاعر المشتركة -حتى غير السعيد منها- ضرورية من أجل هذه الشراكة.

عند التقاعد، غالباً ما يفقد الشخص الاعتراف المعتاد والاتصالات والتفاعل مع زملاء العمل. ثم تصبح الكثير من الأشياء المفقودة في الزيجة واضحة للغاية. ويقول فونك إن لم يكن بالإمكان إصلاحها وأصبحت الزيجة صراعاً دائماً، فإنها لم تعد قابلة للحياة .

قد يكون الطلاق مقبولاً اجتماعياً ولكنه يظل تحدياً عاطفياً، وتضيف: "أحياناً ما يتم إنهاء العلاقات بين الأزواج أو الشركاء بسرعة كبيرة هذه الأيام. ولكن هذه العلاقات التي كانت جيدة يوماً ما تستحق النضال من أجلها، بالعلاج أيضاً".