إيرانيات في طهران تحت أنظار عنصر من الشرطة (أرشيف)
إيرانيات في طهران تحت أنظار عنصر من الشرطة (أرشيف)
الثلاثاء 25 فبراير 2020 / 20:44

الفساد حوّل إيران إلى بؤرة لكورونا تهدد الشرق الأوسط والعالم

في الوقت الذي تحوم الشكوك فيه حول عدد وفيات فيروس كورونا في إيران، التي تقول تقارير إعلامية إنها تتجاوز 50 وفاة، فيما تقول السلطات إنها بلغت 15، ظهرت مخاوف حقيقية بعد أن أصبح هذا البلد بؤرة المرض التي تهدد الشرق الأوسط والعالم.

ورصد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الثلاثاء، أسباب تهديد انتشار المرض في إيران للعالم، حسب ما نقل موقع قناة.

ويشير التقرير إلى أن سبب انتشار كورونا في إيران، ضعف الضوابط والإجراءات في المعابر الحدودية والنظام الصحي الهش والمتهالك في إيران، ما جعل إيران تتحول بسرعة قياسية إلى ثاني أخطر بؤرة للفيروس في العالم بعد الصين، خاصةً أنها تشهد حركة نشطة لمسافرين بين حجاج، أو رجال أعمال، ومسلحين من ميليشيات مختلفة، في غياب أي رقابة صحية.

وساعد التعتيم الإعلامي، وعدم مكاشفة المواطنين بالحقيقة في انتشار المرض أكثر، إذ لا تزال السلطات تسعى للتقليل من مخاطر الفيروس وانتشاره، ولم تتخذ خطوات عملية لوقف انتشار أو البحث عن مصادر نقل المرض وحجرها.

ويرى خبراء وفق التقرير، أن الشرق الأوسط بيئة مناسبة لانتقال المرض من إيران، وعلى سبيل المثال تستقبل سوريا والعراق واللتان تعانيان من اضطراب سياسي وأمني منذ سنوات، ميليشيات إيرانية يمكنها نقل المرض، في ظل ضعف الأنظمة الطبية فيها لأسباب مختلفة.

وأكد ضعف النظام الصحي، خطورة انتشار الوباء في إيران، إذ توفي في أقل أسبوع بعد كشف أول حالة في قم، 15 شخصاً حسب السلطات، واكتشف نحو 95 حالة أخرى، واكتشفت دول كثيرة في المنطقة إصابات قادمة من إيران.

وقال بيتر بيوت المدير التنفيذي المؤسس السابق لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة فيروس الإيدز لنيويورك تايمز، إن وجود الفيروس في إيران "وصفة لتفشي الفيروس بشكل هائل".

ويتنقل العديد من الشيعة بين إيران، والعراق، وسوريا لزيارة الأماكن المقدسة الشيعية، وعاد أخيراً نحو 30 ألف شخص إلى أفغانستان من إيران، ولا يزال هناك المئات من الحجاج الأفغان في مدينة قم بؤرة المرض في إيران.

وشبه رئيس لجنة الشؤون الصحية في البرلمان العراقي قتيبة الجبوري، فيروس كورونا الجديد بـ"الطاعون"، ودعا إلى إغلاق الحدود البرية، والبحرية، والجوية مع إيران حتى تسيطر طهران على انتشار الفيروس.

وبعد انتشار التقارير الإعلامية عن إصابة مسافرين في عدد من دول الشرق الأوسط، بعد عودتهم من إيران، بدأت السلطات تتعامل وفق نهج أقرب لما تعاملت معه عندما أسقطت الطائرة الأوكرانية بصواريخ أطلقها الحرس الثوري، بالنفي والتشكيك، قبل الاعتراف بذلك بعد أيام.

وفي هذا السياق قال النائب أحمد أميري فرحاني، الذي دعا إلى الحجر على مدينته قم، إن 10 أشخاص يموتون يومياً كل يوم بسبب كورونا، وكشف أن عدد الذين ماتوا حتى الأن بلغ 50 شخصاً، وأن أول حالة كُشفت كانت قبل أسبوعين، ولكن المسؤولين لم يعترفوا بوجود الفيروس، إلامنذ أيام.

وبدوره كشف محمد رضا غدير، رئيس جامعة الطب في قم، أن وزارة الصحة منعت نشر أي إحصائيات عن فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الوضع في قم "مروع للغاية" وأن الفيروس ينتشر في جميع أنحاء المدينة.