الأربعاء 26 فبراير 2020 / 14:58

إندبندنت: مسلمو بريطانيا يهاجرون بسبب الاضطهاد

24- زياد الأشقر

أفادت الصحافية شيماء باخت في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن المسلمين الذين عاشوا لأجيال في بريطانيا يحزمون اليوم حقائبهم ويفترقون عن أحبائهم، ويتخلون عن وظائفهم والبلد الذي ولدوا فيه، من أجل الانتقال إلى مكان آخر أكثر آماناً.

بعدما وصف جونسون النساء المحجبات بأنهن "صناديق بريد" عام 2018، زادت الهجمات ضد المسلمين بنسبة 375 في المئة في الأسبوع الذي تلا تصريحه

وفي السنوات الأخيرة، ارتفع معدل جرائم الكراهية ضد الأقليات الدينية في المملكة المتحدة، بشكل ملحوظ، وبات البعض يشعر بخطر في حال البقاء.

جرائم الكراهية
وتلفت الكاتبة إلى أن ثمة هجرة في بريطانيا، ولا أحد يرف له جفن، مشيرة إلى أنه على عكس السردية السائدة بأن المحجبات والملتحين يتدفقون عبر حدودنا، فإن عدداً كبيراً من المسلمين يغادرون وطنهم بسبب ارتفاع معدلات جرائم الكراهية الدينية. وعلى رغم هذه الحقيقة، فإن النقاش المؤذي في الصحافة والسياسة وأماكن السلطة يساهم بخلق بيئة معادية على نحوٍ متزايد تدفع بالمسلمين البريطانيين إلى خارج بلادهم.

قصة سما
وروت الصحافية أن سما خان التي طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي، ستنتقل إلى باكستان مع أولادها الثلاثة وزوجها وأمها هذا الصيف. وهي كانت ولدت في حي كينغستون وتشيلسي بلندن، بعدما انتقل والدها إلى بريطانيا بعد تقسيم الهند ونشوء باكستان.

وقالت سما: "لا أريد أن أرحل. هنا ولدت وأنجبت. وعائلتي هنا ... والجميع هنا. لكن علي أن أفكر بمستقبل أولادي. وإذا ما بقينا هنا سيواجهون التمييز- وكذلك سيكون حال أولادهم وأحفادهم من بعدهم. لا أريد أن يشعروا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. لا أريد لهم أن يشعروا بالبؤس".

إسلاموفوبيا
ولفتت الكاتبة إلى أن التجربة الأولى لسما مع الإسلاموفوبيا حدثت بعد تغيير في لباسها في أواخر عشريناتها، عندما قررت وضع غطاء للرأس. وفي عام 2018، تعرضت 720 امراة مسلمة لهجمات في الشارع، وكانت 480 حالة من بينهم ظاهرة على غرار ما حصل مع سما. وأوضحت أنه بعدما ارتدت الحجاب، بدأ زملاؤها في العمل يتعاطون معها بصورة مختلفة. وأضافت: "كنت أتعرض بشكل متكرر للترهيب في الطريق من قبل سائقين عنصريين. وصار الوضع أسوأ منذ بريكست وتولي بوريس جونسون الحكم، وأعلم أن أحد الأشخاص تعرض لكسر في فكه كونه آسيوياً وملتحياً".

بريكست

وقالت إنه في أوساط الجالية المسلمة البريطانية ثمة اعتقاد سيسود اعتقاد بأن الاستفتاء على العضوية في الاتحاد الأوروبي وتعيين بوريس جونسون رئيساً للوزراء هما السببان اللذان أديا إلى تصاعد الهجمات ضد المسلمين.

جونسون
واستناداً إلى تقرير لمؤسسة "تل ماما" التي تكافح التمييز ضد المسلمين البريطانيين، فإن هناك زيادة تبلغ 475 في المئة في الهجمات التي يعترض لها المسلمون بعد ظهور نتائج الاستطلاع. وبعدما وصف جونسون النساء المحجبات بأنهن "صناديق بريد" عام 2018، زادت الهجمات ضد المسلمين بنسبة 375 في المئة في الأسبوع الذي تلا تصريحه. وبينما اعتذر جونسون عن "الأذى والإهانة" التي تسبب بها حزب المحافظين، الذي أتهم مراراً بالاسلاموفوبيا، فإن ما جرى أكبر بكثير من مجرد تهجمات شخصية يتم التعبير عنها بجرائم الكراهية. فقد اكتسب المهاجمون وقاحة من الناس الذين هم في السلطة ويواصلون تغذية كراهيتهم بإطلاق كلمات مستفزة وفارغة.